طهران: الاتفاق الموقت ليس على جدول اعمالنا ولن نقبل باي شروط مسبقة
*النجاح الكبير تمثل في تبديل مقترحات ايران الى متبنيات ومدونات من ضمنها في مجال الضمانات
*جميع اطراف المفاوضات قبلت بعدم السماح بتكرار ما حدث مع خروج اميركا غير القانوني من الاتفاق النووي
*المفاوضات النووية وقضية السجناء مساران مختلفان عن البعض يمكن التوصل الى اتفاق مستديم حولهما باقرب وقت
*احد اسباب بطء المفاوضات هو عدم استعداد اميركا لتفهم بعض الافكار المطروحة من قبل ايران
طهران-كيهان العربي:- اكد المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زادة بان الاتفاق الموقت او ما شابه ذلك لم يكن في جدول اعمال ايران في اي وقت من الاوقات، ولفت الى تحقيق تقدم في مفاوضات فيينا وتقليص نقاط الخلاف، مشددا على ان ايران لم ولن تقبل باي شروط مسبقة.
وقال خطيب زادة في مؤتمره الصحفي الاسبوعي امس الاثنين في الرد على سؤال حول مفاوضات فيينا ونقاط الخلاف وتصريحات روبرت مالي وتحديده شرطا مسبقا لاحياء الاتفاق النووي: ان ما نشهده اليوم في فيينا هو تحقيق التقدم في المسار الصحيح. في المجالات الاربعة التي لنا فيها وثائق للتفاوض تم تحقيق تقدم جيد اذ تقلصت بعض الاقواس ونقاط الخلاف. النجاح الكبير تمثل في تبديل مقترحات ايران الى متبنيات ومدونات من ضمنها في مجال الضمانات.
واضاف: المهم هو ان جميع اطراف المفاوضات في فيينا قبلت بانه لا ينبغي السماح بتكرار ما حدث في الاعوام السابقة مع خروج اميركا غير القانوني من الاتفاق النووي. المبدأ هو انه ينبغي التفكير بضمانات متفق عليها من قبل الجميع. قدمنا في فيينا بواقعية افكارا تنفيذية وعملانية تماما ونعتقد بان افكارنا هذه وفرت امكانية التفاوض حول الضمانات.
وتابع المتحدث: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية متواجدة في فيينا من اجل الوصول الى اتفاق له ميزتين الاول ان يكون مستديما والثاني ان يكون قابلا للارتكاز ولهذا السبب فان مسار اخذ الضمانات يعد مسارا مهما.
وحول تصريحات روبرت مالي وتحديده شرط الافراج عن عدد من الافراج ذوي الجنسية المزدوجة لعودة بلاده للاتفاق النووي قال: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لم تقبل باي شرط مسبق منذ اليوم الاول وستتجاوز الامر ان كان طرح مثل هذه القضية لدوافع داخلية (اميركية) واعلامية لكنها تعتقد بان المفاوضات معقدة بما يكفي ولا ينبغي تعقيدها اكثر من ذلك بمثل هذه التصريحات.
واضاف: لقد اعربنا عن قلقنا ازاء اعتقال رعايا ايرانيين في اميركا وان هذه القضية كانت على الدوام في جدول اعمالنا نظرا لطابعها الانساني سواء بصورة مباشرة او غير مباشرة او قبل المفاوضات او اثناءها ولكن من الطبيعي ان مسارهما مختلف. لو عادت اميركا الى الالتزام بالتوافقات الحاصلة سابقا فان هذه القضية الانسانية ستحل ايضا في اقصر فترة زمنية ممكنة.
وقال خطيب زادة: انه وعلى النقيض من رعايا ايران الذين اعتقلوا في اميركا كرهائن بذريعة الالتفاف على الحظر الاميركي اللاقانوني والعابر للحدود وهم الان رهن الاعتقال في الاراضي الاميركية في ظروف غير انسانية، فان السجناء في ايران اعلنت السلطة القضائية اتهاماتهم والجرائم التي ارتكبوها ومضت في مراحلها القانونية من قبل محاكم مؤهلة.
وتابع المتحدث: ان هذين المسارين مختلفان عن بعض (المفاوضات النووية وقضية السجناء) ولكن لو توفرت الارادة لدى الطرف الاخر فبامكاننا الوصول في كلا المسارين الى اتفاق مستديم وقابل للارتكاز في اقصر فترة زمنية ممكنة.
وتابع المتحدث باسم الخارجية: ان الشيء الاساس بالنسبة لنا هو ما يتم الاتفاق حوله، لا اكثر ولا اقل منه، لذا فان الاتفاق الموقت او ما شابه ذلك لم يكن في جدول اعمالنا في اي وقت من الاوقات.
واكد بانه علينا جميعا العمل للوصول الى اتفاق واضاف: نامل بان ينقل مندوب الاتحاد الاوروبي لاميركا الضرورة الجادة للوصول الى اتفاق نوعي ونامل بان تكون اميركا قد ادركت هذه الضرورة.
واعتبر خطيب زادة احد اسباب بطء المفاوضات في فيينا هو عدم استعداد اميركا حول بعض الافكار المطرحة من قبل ايران واضاف: هنالك في بعض المجالات من ضمنها التحقق، قضايا مهمة جدا متبقية وينبغي اتخاذ القرار السياسي في واشنطن حول بعض القضايا ونامل بان يتم ذلك.
وصرح بان المفاوضات جارية حول قضايا محددة ونقاط خلاف واضحة وجدول اعمال دقيق واضاف: اعتقد انه لو جرى الالتزام بما هو موجود على الطاولة وتوفرت الارادة لدى الطرف الاخر فان المفاوضات ستصل الى نتيجتها المتوخاة منها.
وفي الرد على سؤال حول تصريحات وزير الخارجية الاميركي الذي قال بانه مازالت هنالك نافذة مفتوحة للعودة الى الاتفاق النووي وان لم يتم التوصل الى اتفاق في غضون الاسابيع القادمة فان العودة للاتفاق النووي ستصبح غير ممكنة قال: على وزير الخارجية الاميركي ان ينقل هذه المهلة والشعور بالاضطرار لحكومة بلاده. ان اميركا خرجت من الاتفاق النووي وخرقت القرار الاممي وان ما هو مهم لنا هو ان يكون الاتفاق الذي يتم التوصل اليه في فيينا قابلا للتحقق والارتكاز. ما نتوقعه هو ان يزيدوا سرعتهم بدلا عن تحديد مهل مصطنعة، وحينها سيكون التفاهم في متناول اليد في فترة اقصر بالتاكيد.
وردا على سؤال حول استعداد اميركا للتفاوض المباشر مع ايران قال: ان اميركا كانت لها في عهد ترامب وما بعده مثل هذه المقترحات بصورة علنية وسرية، عبر وسيط او من دونه، ولكن مادام سلوك اميركا يعتمد الضغوط القصوى فمن المؤكد ان المفاوضات ستجري في هذا المسار الذي يجري اليوم.
وقال خطيب زادة: ان المفاوضات ستستمر في اطار الجولة الثامنة ما لم نصل الى نقطة تستدعي عودة الوفود الى عواصمها، الا ان المفاوضات كانت خلال الشهر الاخير مستمرة وحققت تقدما الى الامام بهدوء ونحن الان قريبون من الاتفاق اكثر من اي وقت آخر.
وحول الضمانات قال خطيب زادة: لقد ركزنا على اكثر من 3 نقاط، ولم تكن المفاوضات متعلقة فقط برفع والغاء الحظر واخذ الضمانات والاطمئنان الى تطبيق اميركا لالتزاماتها بل تناولت ايضا مسالة التحقق وتنفيذ الالتزامات النووية وفقا للاتفاق النووي.
وتابع المتحدث: نحن في فيينا لنطمئن الى ان عودة اميركا للاتفاق النووي ستكون مترافقة بتنفيذ التزاماتها القطعية الواردة بصورة يمكن التحقق منها واخذ الضمانات وعدم السخرية بالقوانين الدولية.
واكد خطيب زادة بان جميع اجراءات الحظر المفروضة من قبل ترامب يجب رفعها مهما كانت عناوينها و"لن نقبل اي شيء يفوق التزامات الاتفاق النووي" وقال: هنالك قضايا يجب ان تجري مفاوضات جادة بشانها نظرا لتعقيداتها.
من جهة اخرى صرح خطيب زادة بان ازمة اليمن تحولت اليوم الى تراجيديا ودوامة من العنف بعد اعوام من عمليات القصف الدنيئة التي تستهدف شعب اليمن، مؤكدا وقوف ايران الى جانب هذا الشعب المظلوم لايصال صوته الى اسماع العالم.
واضاف: ان موقفنا واضح. ما يحدث في اليمن تراجيديا انسانية مستمرة بسبب تواصل العدوان والحصار اللاانساني المفروض على شعب هذا البلد.
وقال: ان ايران كانت ومازالت على استعداد بطبيعة الحال لتوظيف كل طاقاتها وقدراتها لدعم الحوار والتفاهم وطريق الحل الدبلوماسي ونامل بان يتم في عواصم المنطقة سماع ما قيل في هذا المنبر والمنابر السابقة.
كما اعتبر المتحدث باسم الخارجية بان المنطقة ستكون اول المنتفعين من العلاقات الطبيعية بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والسعودية.
وقال: ان الدبلوماسيين الايرانيين متواجدون في السعودية للمرة الاولى بعد عدة اعوام للمشاركة في الاجتماع القادم لمنظمة التعاون الاسلامي.
واضاف: ان تركيزنا اليوم هو حول افتتاح الممثلية الايرانية في هذه المنظمة.
وقال خطيب زادة بان موعد جولة المحادثات الخامسة بين ايران والسعودية لم يتحدد لغاية الان.
وحول قلق الغرب من التقارب بين ايران والسعودية قال: ان العلاقات بين ايران والسعودية قضیة محتومة في المنطقة كبلدين جارين، وعلينا نحن البلدين العبور من الخلافات من اجل مصالح الشعبين والمنطقة وان تكون لنا عبر رفع الخلافات علاقات عادية وطبيعية. هذا الامر يعتبر نضجا ويجب ان يفضي الى نتيجة. المنطقة ستكون اول المنتفعين من هذه العلاقات.