kayhan.ir

رمز الخبر: 1451
تأريخ النشر : 2014June01 - 21:11
استمرار الفراغ او انتخاب عون

بعد نهاية التمديد: حوار جدي ام فراغ؟

سركيس ابو زيد

بعد نهاية محاولات التمديد للرئيس سليمان ونهاية مسرحية ترشح جعجع ، دخل لبنان في الشغور الرئاسي ودخل النظام السياسي في الاهتزاز والارتباك على مختلف المستويات :

1- ما هو مصير مجلس النواب؟! هل يستمر في العمل أم يتوقف؟! وهل يجوز التشريع النيابي في ظل الفراغ الرئاسي ؟! اسئلة متعددة والاجابات حولها متناقضة :

الرأي الاول يقول إن الحياة العامة لا تتوقف، و المجلس لا يمكنه أن يبقى من دون تشريع ...

رأي ثانٍ يقول إن المجلس لا يمكنه أن يشرّع في ظل الشغور الرئاسي. فرئيس الجمهورية هو الذي يوقع القوانين وينشرها...

رأي ثالث يقول بالتشريع في الحالات الضرورية والاستثنائية...

إذا قرر النواب المسيحيون مقاطعة جلسات التشريع، فإن الرئيس نبيه بري لا يدعو الى جلسات "غير ميثاقية”.

ومثلما فعل في فترة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بعد استقالتها عندما قاطع تيار المستقبل والنواب السنة جلسات التشريع في ظل حكومة تصريف أعمال، يفعل الشيء نفسه إذا قرر النواب المسيحيون مقاطعة جلسات التشريع في ظل الفراغ الرئاسي. ولكن ثمة اتجاهان لدى القوى المسيحية الاساسية:

- اتجاه متشدد يقول بوقف كامل العمل التشريعي لمجلس النواب والضغط للاسراع بانتخاب الرئيس .

- اتجاه ثان مرن يقول بالتشريع في الحلات الضرورية والاستثنائية التي لها علاقة بكيانية الدولة ومصلحتها العليا أو بإعادة تكوين السلطة الدستورية. ولذلك فإن بعض الكتل المسيحية تتجه الى حضور الجلسات المتعلقة بمناقشة وإقرار قانون جديد للانتخاب، كما أنها منفتحة على موضوع سلسلة الرتب والرواتب.

2- ما هو مصير الحكومة؟! هل تتحول الى حكومة تصريف أعمال في حال طال أمد الفراغ واستفحل المناخ الاقليمي، أم أنها تستمر حكومة كاملة السلطة والصلاحيات؟! وفق مؤشرات ومعطيات عدة يمكن القول إن الجنرال عون ليس في صدد اتخاذ خطوة سحب وزرائه من الحكومة .

3- ما هو مصير الوضع الامني؟ هل يعود الى دائرة التوتر والخطر، وهل يطيح الفراغ بالخطة الامنية؟!

أبدى العديد من الشخصيات السياسية خشية من وقوع اغتيالات سياسية بهدف التأثير على مجريات الاستحقاق الرئاسي .

هذه المخاوف ليست في محلها، وحيث يمكن القول إن مرحلة الفراغ الرئاسي الحالي - وبخلاف التجربة السابقة بين عامي 2007 ـ 2008- ليست مرشحة لتطورات وأحداث أمنية، وأن المسار الامني الجيد والايجابي الذي بدأ قبل أشهر وترجم عمليا على الارض من خلال خطة أمنية للتنفيذ ومن خلال إطفاء بؤر وأوضاع متفجرة وخطيرة في طرابلس وعرسال، هذا المسار سيتواصل في المرحلة المقبلة، والوضع الامني بات ممسوكا وتحت السيطرة للاسباب التالية :

أ- وجود حكومة تجتمع وتقرر، أي حكومة مكتملة قادرة على إدارة الفراغ . وطالما الحكومة قائمة ولم تتحول الى حكومة تصريف أعمال، فإن الوضع الامني على حاله. أما إذا سقطت الحكومة، فإن زعزعة الاستقرار السياسي يفتح الباب أمام زعزعة الوضع الامني وتهديده...

ب - وجود مشاركة بين المستقبل وحزب ? تجسدت من خلال الحكومة والتعاون المثمر بين الاجهزة الامنية كافة . ولكن هذه المشاركة لم تتبلور بعد على المستوى السياسي ولم تتقدم الا في حفظ الهدنة الاعلامية و ضبط الشارع السني ووضع حد لتغلغل الجماعات والتنظيمات الاصولية والمتطرفة.

ت - السيطرة على جانبي الحدود اللبنانية ـ السورية ما عدا نقاط وجيوب محددة... وهذا التطور على الارض، أتاح عزل الداخل اللبناني وتوقف عملية تسرب الارهاب من سورية عبر الحدود، كان عاملا أساسيا في نجاح الخطة الامنية وتطبيقها وفي "مكافحة الارهاب”...

4 - تطور العلاقة بين الرئيس سعد الحريري والعماد ميشال عون، وهل ستنتقل الى مرحلة جديدة من المفاوضات على أمل أن تثمر في خلال فترة الفراغ الرئاسي اتفاقا يحمل عون الى قصر بعبدا أم ستتوقف وتنقطع وينصرف الطرفان الى مراجعة حساباتهما وسياستهما وما احتوته من ثغرات وأخطاء في التقدير ورفع سقف التوقعات؟!

المؤشرات تدل على أن عون والحريري راغبان في استمرار الاتصالات وفي عدم العودة بالعلاقة الى الوراء، ويجدان في استمرارها مصلحة وحاجة مشتركة: عون يعرف أن فشل حواره مع الحريري يعني سقوط مشروعه الرئاسي، والحريري يعرف أن فشل الحوار مع عون يعني خطر سقوط مكاسبه الحكومية...

.... وفي وقت يقر عون بأن الحوار مع الحريري مفيد ومنتج، فإنه لم يعد واثقا ما إذا كان كافيا لحسم مسألة التوافق عليه رئيسا. ولكن عون يعتبر أن المرحلة الاصعب الضاغطة عليه اجتازها، اي مرحلة الوصول الى الفراغ، لكن المرحلة الحالية ، وبعد 25 أيار أصبحت المعادلة استمرار الفراغ أو انتخاب عون ... او انتاج تسوية للخروج من المأزق.