كرة أفريقيا في الكاميرون
في صباح امس الاثنين قام شبان أفارقة في الكاميرون بلعبة كرة القدم في ملعب رملي، ومرمى خشبي حيث عكست هذه الصورة التي نشرها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم من هذا البلد الذي يستضيف بطولة أمم أفريقيا.
وهي صورة معبّرة، ولعلها من بين الأجمل الآتية من البطولة الأفريقية. هنا أفريقيا كما تسكن الذاكرة كلما تحدثت عن كرتها. هنا الكرة على سجيتها، كما هي، لا اصطناع فيها، هنا معدنها الأصلي كلعبة الفقراء.
هذه الأرض أنبتت الخيرات. هؤلاء الشبان من "خيراتها". هم فقراء المسكن والمأكل وكل الحاجيات، لكنهم أغنياء الموهبة الكروية التي خرّجت أفضل النجوم الأفارقة إلى الكرة العالمية.
ليس من لاعب أفريقي ينشأ في أفريقيا إلا ويلعب الكرة على ملعب رملي وبأبسط الطرق، وكثيرون لا يمتلكون ثمن حذاء، لكنهم رغم ذلك سعداء.
الكرة هنا في هذه البلاد حياة. فرح تتنفسه النفوس التعبة من مرارة الأيام وقسوتها وفقر الحال. يجتمعون حول الكرة، كما لو أنها كنز من كنوز قارتهم التي تذهب لغيرهم.
هنا في هذه الصورة، التي تكثر على امتداد بلاد أفريقيا، تعلن هذه القارة عن نفسها مجدداً، عن كرتها، عن أصلها، عن تاريخها وحاضرها، لا تخجل بالتواضع الموجود فيها، ولا يسحرها ما هو موجود من إمكانات لدى غيرها في العالم، تقول كلمتها واضحة: هذا نحن. هكذا كنا، وهكذا سنبقى.
ورغ ان أغلب العالم يعيش الآن صقيع الشتاء، لكن هنا الدفء في أفريقيا، ليس من شمسٍ طلُعت في الصباح، بل من كرة لم تبدلها الأزمان.