kayhan.ir

رمز الخبر: 144831
تأريخ النشر : 2022January16 - 20:00

فوهة البنادق لاترعبهم.. فهل باتت المواجهة الحقيقية قاب قوسين بالنقب؟

اخذت الهبة الشعبية في النقب طابعاً مختلفاً لما تمثله من حالة قد تكون لدى البعض منسية، لكن جاءت هذه الهبة والتظاهرات المتواصلة من اراضي 48 اعطته بعداً مختلفاً هذه المرة، وكأن الامر الآن قد اصبح قاب قوسين من مواجهة حقيقية.

ويرى قياديون في حركة الجهاد الاسلامي، ان الهبة الشعبية لاهالي النقب، لم تكن الاولى ولن تكون الاخيرة ضد اجراءات الاحتلال الاسرائيلية التعسفية بتضييق الخناق والتهجير القسري واغتصاب ارض فلسطين.

واعتبروا هبة اهالي النقب بأنها انتفاضة قادمة من اجل تحرير كل فلسطين، وقالوا ان معركة سيف القدس لم تكن من اجل قطاع غزة وانما كانت نصرة لاهالي حي جراح عندما انتفضت كل فلسطين في هذه المعركة.

كما اوضح القياديون، ان جرائم الاحتلال ليست فقط في النقب ولا في حي جراح ولا في ساحات المسجد الاقصى او التوغل والاستيطان في الضفة، بل ان هذا الاحتلال يتحرك ضمن مخطط منذ مئة عام، والان يسعى الى يهودية الدولة الفلسطينية وطرد وتهجير الفلسطينيين عبر ارتكابه انواع الجرائم بحقهم.

من جابنهم، يرى باحثون سياسيون ان الهبة الشعبية لاهالي صحراء النقب جنوبي فلسطين المحتلة، تعطي مؤشرات وادلة ذات اهمية هائلة، باعتبارها نوعية وليست تقليدية عادية، اولاً انها جاءت بعد معركة سيف القدس، والثانية جاءت بعد الاحداث التي تشهدها اراض 48 المحتلة، والثالثة تؤكد ان القضية الفلسطينية واراض فلسطين 48 جنوباً وشمالاً واحدة، قد توحدت مع الضفة وغزة ومع اللاجئين، وبذلك اسقطت 74 عاماً من المحاولات الاسرائيلية بتحويل القضية الفلسطينية الى قضية جانبية معزولة.

واوضحوا، ان صحراء النقب تكتسب اهمية استثنائية، اولاً انها تشمل مساحة 60 بالمائة من مساحة فلسطين التاريخية، ولفتوا الى ان اهالي النقب كانوا متهمين بانهم كانوا يساعدون المحتل الاسرائيلي في حماية كيانه وبعضهم قد جندوا في قواتته، لكن الهبة الشعبية اثبتت بانهم فلسطينيون وعرب وشركاء في الانتفاضة وعملية التحرير.

وشددوا على ان تضامن اراض 48 مع اهالي النقب، بات يعزز هبة رمضان في حي الجراح العام الماضي، وسيف القدس التي اظهرت ان الفلسطيني اصبح يعتد بنفسه وبمقاومته وبوحدته، وبمحور حلف المقاومة، وبالتالي اصبح يمتلك المعنويات العالية ولديه امل في تحرير فلسطين.

كما اكد خبراء بالشؤون الاسرائيلية بدورهم، ان ما يحدث في منطقة النقب منذ ايام يكشف بشكل واضح، بان الاحتلال قد فشل في توطين النقب، منذ 40 عاماً حيث كان يخطط بالاستيلاء عليها بعدما سكن بن غوريون في مستوطنة بالنقب ودفن فيها.

وقالوا: ان اهالي النقب اثبتوا اليوم وبعد 74 عاماً، بان النقب عربية فلسطينية، رغم ما تعرضت له من محاولة تزييف وتشويه هويتها ومعالمها وتغيير ديمرغرافي بمختلف الانواع، مشيرين الى انه بعد نكبة 48 لم يتجاوز عدد الفلسطينيين الذين سمح لهم البقاء في النقب اكثر من 12 الف فلسطيني، فيما تم تهجير النسبة العظمى منهم الى غزة ومصر والاردن، واكدوا انه اليوم بعد مرور 74 عاماً تضاعف عدد الفلسطينيين في النقب وتجاوز 300 الف فلسطيني وهؤلاء باتوا يشكلون على الاقل 40 بالمئة من المقيمين بالنقب يهوداً وعرباً.

ونبهوا الى نقطة مهمة وهي ان التركيبة المجتمعية للفلسطينيين قد تغيرت، ولم يعد المجتمع الفلسطيني بالمفهوم القديم البدوي الذي جزء منه مخطط اسرائيلي لتذويبه وتفكيكه، حيث تتعمد سلطات الاحتلال وكل مؤسساتها بان تسميهم ببدو النقب واعتبار انهم ليسوا جزءا من الشعب العربي الفلسطيني في الداخل.

كيف سيتعاطى الاحتلال مع هبة اهالي النقب تنديداً باعتداءات تجريف الاراضي للاستيلاء عليها؟

وهل ما يحدث في النقب يستدعي قلق المحتل وسقوط مشاريع التهويل؟

ما أهمية مشاركة أهالي الـ1948 في التظاهرات بقوة تأييدا لفلسطينيي النقب؟

العالم