kayhan.ir

رمز الخبر: 144794
تأريخ النشر : 2022January15 - 20:56

فليحذر العراقيون الفخ الاميركي

عندما فشلت اميركا من احتواء العراق  من خلال انتاجها وتصنيعها للمجاميع الارهابية وادخالها الاراضي العراقية لتغيير المعادلة السياسية القائمة والتي تراها ليس مغايرة لتوجهاتها فحسب بل تعمل ومن خلال قوى المقاومة المختلفة الى اخراجها وتطهير العراق من دنسها.

هذا الفشل فرض عليها ان تذهب الى اسلوب آخر وهو ضرب وتفتيت العملية السياسية من داخلها وبطرق واساليب ناعمة استندت الى الانتخابات التشريعية الاخيرة والذي اولدت وضعا مضطربا  وغير مستقر  بتغليب جهة على اخرى للوصول  الى الهدف الذي تعمل عليه ومنذ اكثر من 17 عاما.

وفعلا نجد ان المشهد السياسي اليوم يعيش حالة من الضبابية الكثيفة بحيث وضع العراقيين في حالة من الحيرة والارباك والتخوف من قادم الايام، والذي يظهر على السطح اليوم في العراق هو صورة الارباك السياسي بسبب التزوير الفاضح في نتائج الانتخابات من جهة التي خلقت حالة  الانقسام بين المكونات العراقية المختلفة للوصول الى حالة الاحتراب والاقتتال الاهلي، وبطبيعة الحال لابد من التاكيد ان اميركا لم تكن وحدها في الميدان بل ساهمت معها بريطانيا والسعودية والامارات وخونه العراق من السياسيين الذين باعوا انفسهم بثمن بخس.

وما الاستهدافات الاخيرة للمكونات العراقية من قبل مجهولين "عنوانا" الا انهم معلومون جيدا للعراقيين بحيث ضرب مقار ومكاتب للسنة في الاعظمية ومن ثم مقار المقاومة  في المناطق الاخرى مما يشير ان اعداء العراق قد شمروا عن سواعدهم وبدعم من العملاء والخونة الذين اصبحوا اداة ذليلة بيدهم لتحقيق الاهداف المرسومة والتي عجزت عن تحقيقها من خلال  الحرب على المجاميع الارهابية.

 

وعلقت اوساط سياسية عن هذه التفجيرات وفي هذا الوقت الحساس الذي يعيشه العراقيون بالقول ان "استهداف مقر اي حزب سياسي في العراق مدان ومستهجن ومرفوض وماحصل من استهداف لبعض المقرات السياسية يؤكد ان هناك من لا يريد الاستقرار في البلاد ويحاول اثارة الفوضى من خلال عمليات تحصل هنا وهناك، واشارت ايضا هذه الاوساط ان  

مخابرات دولية هي من تقف وراء ما حصل في محاولة لخلط الاوراق مع جهود القوى والاحزاب من اجل معالجة الازمة الراهنة في ملف تشكيل الحكومة المقبلة. مما يمكن القول ان العملية السياسية في العراق مهددة من قبل قوى متعددة تحاول عبر اجندة الدم والتفجيرات ايقافها واعادة سيناريو الفوضى من جديد ومن المؤكد ان وجود عراق مستقر وقوي يهدد مصالح قوى متعددة في الشرق الاوسط والعالم لذا تسعى الى اضعافه من خلال استغلال الازمات السياسية بين فترة واخرى.

الا ان العراقيين اصبحوا يدركون ويشخصون من هو العدو الذي يتحرك من اجل سلب امنهم واستقرارهم ليفتح الابواب للاميركان لاستخدام هذه الاحداث ذرائع  للبقاء فترة اطول في احتلال العراق وسلب ثرواته.

ومن هنا تدعونا هذه الاحداث المؤسفة بالتوجه الى العراقيين بالقول ان لا ينزلقوا ويرتموا في احضان الفخ الاميركي وان يجمعوا صفوفهم كالبنيان المرصوص  للوقوف وبقوة  في مواجهة  المؤامرة الخطرة والقذرة التي يعايشونها اليوم.

ولا يمكن ان نغفل انه وبوجود المرجعية العليا المتمثلة بالمرجع السيستاني "حفظه الله" الذي حفظ وحدة العراق ارضا وشعبا امام هجمات داعش الارهابية فهي لازالت موجودة وتنظر للامور  بعين الحكمة والبصيرة وانها لا يمكن ان ترى العراق وهو يذهب الى الهاوية على يد اعدائه ان تضع يدا على يد وتقف موقف المتفرج ، والواضح  ان اعناق العراقيين  اليوم تشرئب  الى النجف الاشرف وهم على اتم الاستعداد والجهوزية في طرد مصدر الشر والفتنة الاميركان من ارضهم وبالاسلوب الذي تفهمه اميركا جيدا.

ولذا فان اطرافا سياسية حذرت من مخطط لتكريس التواجد الأميركي داخل العراق، مبينة ان هناك مشاريع سياسية تهدف لابعاد الطرف الرافض للوجود الأميركي، إضافة الى تركيز التواجد الأجنبي في القواعد الموجودة في المناطق المؤيدة لذلك التواجد،

وان هناك مخطط سياسي يراد به جر العراق نحو خدمة مصالح واشنطن والكيان الصهيوني في قادم الأيام من خلال دعم الأطراف المؤيدة للمشاريع الأجنبية داخل العراق.

ومن الواضح وكما اكدته الاوساط السياسية العراقية الرافضة للاحتلال وبعض تحاليل الخبراء العسكريين الاميركان والغربيين ان اميركا لا تخرج من العراق الا بمواجهتها بالسلاح وهو ماستعمل عليه المقاومة العراقية الباسلة.