kayhan.ir

رمز الخبر: 144691
تأريخ النشر : 2022January14 - 19:53

اعترافات مذهلة لأحد أهم المنظرين الاميركيين ..لماذا تعتبر احداث يناير "بداية نهاية أميركا"؟

يعتبر الفيلسوف والمنظر الاميركي الشهير "فرنسيس فوكوياما" من أهم المنظرين الداعين الى الليبرالية الغربية وقد كتب هذا المنظر الذي تنبأ بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بسيطرة الليبرالية الغربية على كافة البلدان والمجتمعات، مقالا يعترف فيه بأن الهجوم على الكونغرس الاميركي يوم 6 يناير يعتبر بداية نهاية للولايات المتحدة وأفولا لما يسمى بالديمقراطية الأميركية.

 

واعتبر فوكوياما ان الهجوم على الكونغرس والذي تلى الانتخابات الرئاسية وبتحريض من ترامب أوجد " بدعة مشؤومة " في التاريخ السياسي الأميركي، حسب تعبيره.

 

ويقول انه ومنذ الحرب الداخلية الاميركية لم تخفق الولايات المتحدة في الانتقال السلمي للسلطة ولم يتحدى أي مرشح في السابق بشكل متعمد نتائج الانتخابات "التي تتصف بالشفافية"، حسب قوله.

المنظر الاميركي الشهير أورد ان الهجوم على الكونغرس في يناير ترك تأثيرا واسعا على الصعيد الدولي ويعتبر مؤشرا على الأفول المحسوس للسلطة والهيمنة الأميركية في العالم، قائلا ان حادثة الهجوم على الكونغرس "يجب النظر اليها من منظار الأزمة الأكبر و الأوسع التي تضرب الليبرالية الغربية في العالم".

ويدعي فوكوياما انه ومنذ منتصف سبعينيات القرن الماضي وحتى الأزمة المالية العالمية في عام 2008 فان عدد ما أسماهم "الأنظمة الديمقراطية ارتفع من 35 دولة الى 110 دولة حيث كانت أميركا تعتبر نفسها مسؤولا عن توفير الأمن لحلفائها "الديمقراطييين" في أوروبا وشرق آسيا وقامت بتعزيز هيمنتها الاقتصادية الشاملة بشكل متزايد على الاقتصاد العالمي ونجحت في مضاعفة أرباحها بمعدل أربعة اضعاف خلال تلك الحقبة الزمنية.

المنظر الغربي يورد ان البنية التحتية لما يسميه "الديمقراطية" في العالم كانت "نجاح واستمرار الديمقراطية في داخل الولايات المتحدة" وهذا ما أسماه المنظر الشهير الآخر جوزيف ناي بـ "القوة الناعمة" لكن فوكوياما بات يعترف الآن ان "الديمقراطية" بشكلها الاميركي يمضي نحو الأفول ولذلك عدة أسباب ومنها العولمة وظهور الانترنت، مضيفا بأن العولمة والتحولات الاقتصادية التي حدثت في العالم أدت الى تراجع اقتصادي لدى الكثير من شعوب العالم كما ان الانترنت قد أنهى سيطرة النخب على مسار نشر المعلومات في العالم قائلا "نحن كنا نختلف مع الكثيرين حول القيم والمبادئ لكننا اليوم نعيش في عالم يشهد واقعا مختلفا تعتبر فيه الرغبة في التمسك بالوطنية والتمسك بالعزة أقوى من المصالح الاقتصادية".

ويورد فوكوياما في مقاله ان صورة العالم قد تغيرت كثيرا مما كانت عليه قبل 30 عاما ابان انهيار الاتحاد السوفيتي، معترفا بالأخطاء التي ارتكبها حين طرح نظريته الموسومة بـ "نهاية التاريخ" ومضى يقول "لقد تجاهلت في حينه دور العاملين المهمين وهما صعوبة انشاء الديمقراطيات وقيام دول حديثة ومتطورة واحتمال التراجع السياسي في الديمقراطيات المتقدمة" حسب قوله.

ويؤكد ان أنموذج الحكم الاميركي قد بدأ في الأفول منذ وقت طويل أي منذ بداية التسعينيات حيث اتسمت السياسات الأميركية بـ "القطبية الحادة" وواجهت طرقا مسدودة كثيرة ومستمرة تعذر فيها العمل الحكومي مثل اقرار ميزانية الدولة وما شابه ذلك.

ويقول المنظر الاميركي فوكوياما ان المؤسسات الاميركية تواجه مشاكل واضحة مثل هيمنة المال على السياسة ووجود نظام اقتراع انتخاباتي غير متجانس مع الديمقراطية لكن الادارات الاميركية فشلت في اصلاح هذا الواقع، مضيفا "ان من أخذ بزمام الامور في أميركا منذ بداية القرن الحادي والعشرين هم ساسة مخادعون للرأي العام وعوام الشعب" وان ما حدث في يناير العام الماضي من هجوم انصار ترامب على الكونغرس يدل على ان جزءا كبيرا من الاميركيين  مستعدون لادارة ظهرهم لـ "الديمقراطية الاميركية" وانتهاج العنف من اجل تحقيق أهدافهم.

ويعتبر فوكوياما في مقاله ان أحداث يناير شكلت "جرس انذار" لـ "الديمقراطية الأميركية" بسبب قيام الحزب الجمهوري باعتبار احداث الشعب والاستيلاء على الكونغرس أمرا عاديا بدلا من شجبها والتنديد بمرتكبيها.

ويعتقد كاتب المقال  ان هجوم انصار ترامب على الكونغرس لها تأثير وانعكاسات على الصعيد العالمي فقبل تلك الاحداث كانت اميركا تندد بالحكومات التي تتهم بتزوير الانتخابات لكن الآن هذا الأمر قد حدث في أميركا نفسها و تم تحطيم الانموذج "الديمقراطي" الأميركي في العالم.

فوكوياما يضيف بأن خصوم اميركا كالصين وروسيا باتوا يشاهدون الاحداث في اميركا بفرح وسرور كبيرين، مضيفا "عندما نرى بأن قضايا كحملة تطعيم لقاح و وضع الكمامات أصبحت سياسية وموضع خلاف كبير (في اميركا) فكيف بالقضايا الأخرى مثل تقديم الدعم العسكري لاوكرانيا أو تايوان أو عدم تقديمه؟ ان ترامب قد أضعف بشدة الدعم الاميركي للنظم الليبرالي في العالم كما فشل بايدن في اعادة احيائه".

وفي ختام مقاله يقول المنظر الاميركي فوكوياما بأن التفرقة الداخلية هو اكبر نقطة ضعف للولايات المتحدة الاميركية وان عدم وجود اجماع سياسي يمنع استخدام القوة الاقتصادية والعسكرية الاميركية الواسعة لدعم الدور الأميركي على الساحة الدولية، مضيفا بأن احداث يناير قد فاقمت الخلافات الداخلية ورسختها وان تأثير ذلك على الصعيد الدولي سيظهر خلال الأعوام القادمة.