القائد: الحسابات الاميركية غافلة وعاطلة عن العمل ولا يمكنها اجراء تقييم صحيح لايران
طهران-كيهان العربي:-اكد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي بان اميركا مازالت ترتكب الخطأ في الحسابات، واعتبر المثال على ذلك هو قضية اغتيال الشهيد قاسم سليماني حيث تصورت بان هذه الحركة العظيمة ستنطفئ باغتياله.
وقال سماحة القائد في كلمته امس الاحد عبر الاتصال المرئي مع حشد من المواطنين من مدينة قم المقدسة وتم نقلها تلفزيونيا على الهواء في ذكرى انتفاضة اهالي المدينة يوم 9 كانون الثاني /يناير عام 1978 ابان حكم نظام الشاه: ان خطأ الحسابات من جانب اميركا مازال مستمرا والمثال على ذلك قضية اغتيال شهيدنا العزيز سليماني. ماذا تصوروا وماذا حصل؟ لقد تصوروا بان هذه النهضة والحركة العظيمة التي كان ممثلا لها ورمزا لها ستنطفئ. هذه الحركة العظيمة التي شهدناها العام الجاري وهو العام الثاني لذكرى استشهاد سليماني في ايران والدول الاخرى، لم تكن سوى يد القدرة الالهية.
واضاف سماحته:الاعداء تصوروا انهم باغتيالهم للقائد سليماني سيتمكنون من اطفاء نور المقاومة ولكنهم رأوا خلاف ذلك ،استشهاد القائد سليماني كان حادثا تاريخيا لم يكن احد يتوقع ان تكون بهذه العظمة.
واضاف: حقا ان جهاز حساباتهم غافل وعاطل عن العمل ولا يمكنهم اجراء تقييم صائب ازاء الجمهورية الاسلامية الايرانية لذا فانهم يتخذون قرارات خاطئة ويفشلون وسيفشلون من الان فصاعدا ايضا.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية، بعض الاحداث التاريخية بانها ذات مضامين عميقة ورسائل سامية للاجيال اللاحقة ومن ضمنها انتفاضة اهالي مدينة قم المقدسة في 9 كانون الثاني /يناير عام 1978 ، واكد بان تلك الانتفاضة اوجدت حركة متسلسلة ادت الى انتصار الثورة الاسلامية عام 1979 ، مشددا على ضرورة الا يلف النسيان مثل هذه الاحداث العظيمة.
واضاف: من الممكن لشخص يحظى بالنفوذ ان يحث بعض المواطنين في مكان ما على التحرك الا ان حركة الشعب العظيمة لا تحصل الا من قبل عالم ومرجع الدين وهنا يمكن فهم السر في عداء قوى الاستكبار في العالم لعلماء الدين السياسيين، لان حضور هؤلاء هو حضور مناهض للاستكبار والاستعمار.
وتابع آية الله الخامنئي: انهم (الاعداء) يعلمون هذه الامور لذا يعارضون العالم السياسي والمرجع الديني والفقه السياسي والدين السياسي والاسلام السياسي وهم يقولون صراحة بانهم معارضون لهم وهذه حقيقة ينبغي الالتفات اليها وهنا يمكن ادراك مدى العداء والحقد الدفين الذي تكنه اميركا للجمهورية الاسلامية الايرانية.
واضاف: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية هي مظهر الايمان الديني للشعب والرؤية الثورية النابعة من الدين تجاه القضايا الجارية في البلاد والعالم. بناء عليه فان العالم الاستكباري المتمثل باميركا يعارض الجمهورية الاسلامية الايرانية. اننا نعتقد بان قول البعض لماذا تعارضون اميركا وتطلقون نداء "الموت لاميركا" هو تصور ظاهري يتسم بالسطحية لان عمق القضية هي ان طبيعة الاستكبار تعارض ظاهرة مثل الجمهورية الاسلامية الايرانية المرتبطة كل شيء فيها بالدين وبتفسير علماء الدين وتعد حركة ونهضة دينية.
وقال قائد الثورة: ان الشخصيات الدينية تحظى غالبا بعقلانية عالية والمثال على ذلك هو الامام الراحل الذي كان في ذروة الحمية الدينية وفي الواقع لم نر ولم نعرف مثله من حيث الحمية تجاه الدين والثقافة الدينية والحياة الدينية ونمط الحياه الدينية واحكام الدين وكان في ذروة العقلانية والحكمة والعلم والفطنة بالوقت ذاته.
واضاف: لا باس ان ننوه بالمناسبة هنا الى فقيهنا وفيلسوفنا المعاصر الفقيد آية الله مصباح يزدي الذي كان كذلك ايضا وكان للحق والانصاف تلميذا جديرا للامام وكان ايضا في ذورة الحمية الدينية وكان في العقلانية فيلسوفا بالمعنى الحقيقي للكلمة.
وقال سماحته في جانب آخر من كلمته: ان احد الاعمال المطروحة اليوم بقوة في مخططات اعداء الثورة والجمهورية الاسلامية هو ازالة الحساسية تجاه مبادئ واسس الدين، لان الشعب يشعر بالحساسية تجاه قضايا الثورة الاساسية ويتخذ الموقف ممن يتعرض لهذه المبادئ.
واوضح قائد الثورة بان الاعداء يسعون لخفض هذه الحساسية عن طريق دعاية اعلامية واسعة في الاجواء الافتراضية ووسائل الاعلام الاجنبية العامة بمختلف الطرق. ففي بعض الاحيان يقومون بابراز افراد لا قيمة تذكر لهم –لا في الكلام ولا في الفكر- وافراد قليلي القيمة وكثيري الادعاء يثيرون الشكوك حول مبادئ وثوابت الثورة.
واكد ضرورة الوقوف امام هذا المسعى الرامي الى ازالة الحساسية هذه وقال: ان اهل الفكر والقلم والبيان والانشطة الاجتماعية المختلفة وفي الاجواء الافتراضية وممن هم قادرون على ذلك وايديهم مفتوحة في هذا المجال، هنالك مسؤولية على عاتقهم بان لا يسمحوا للاعداء ان يقللوا من هذه الحساسية والحمية الشعبية.
واكد آية الله الخامنئي: علينا ان نعلم ضمنا بان من الخطا الكبير والمناقض للواقع وعدم الانصاف المحض التصور بان هذه المبادئ غير مفيدة للشعب والبلاد والمستقبل، اذ اننا حققنا التقدم وكانت لنا انشطة ناجحة خلال الاعوام الـ 43 الماضية كلما دخل الافراد الثوريون الساحة بروح جهادية.
واضاف: لقد تمكنا من تحقيق التقدم في المجالات العلمية والصناعية والتقنية والسياسية ومختلف القطاعات الاخرى حينما دخل الافراد الثوريون والمؤمنون الساحة.
ودعا قائد الثورة الاسلامية الجميع للحفاظ على الوحدة والتضامن والتلاحم الوطني وقال: بطبيعة الحال لا سبيل امام الثورة سوى الصمود امام البعض الذين يقفون بوجهها ولكن لا ينبغي ان يؤدي الخلاف في وجهات النظر الى التخندق مقابل البعض وإضعاف الامل والمساس بالتضامن العام.
واشار الى تخصص بعض اعداء الثورة في سياسة "فرّق تسد" ومساعيهم لاثارة الخلافات المذهبية بين الشيعة والسنة واضاف: لا ينبغي السماح بحدوث مثل هذه القضايا في البلاد مثلما تعايش الشيعة والسنة على مدى قرون من الزمن في البلاد الى جانب بعضهم بعضا ومن دون مواجهات وتناحرات لذا لا ينبغي ان تصبح هنالك ذريعة للخلافات ولحسن الحظ ان مثل هذا الامر لم يحدث.
واعتبر الجمهورية الاسلامية مظهر الاسلام وسيادة الامة الاسلامية واشار الى حب اهل السنة في مختلف الدول للجمهورية الاسلامية الايرانية واضاف: ان المراسم العظيمة لاحياء ذكرى الشهيد سليماني في الدول الاسلامية مثال على حب وتعلق ودعم الامة الاسلامية للجمهورية الاسلامية من شرق آسيا حتى غرب افريقيا.
كما اكد قائد الثورة الاسلامية على تعزيز الامل بالمستقبل وقال: ان الشاب المفعم بالامل يعمل ويبحث ويبذل الجهد والنشاط بصورة افضل من غيره وبطبيعة الحال فان تعزيز الامل لا يكون بالكلام فقط ويتوجب على المسؤولين بعملهم وجهدهم، وهم كذلك اليوم لله الحمد، ان يجعلوا قلوب الشباب زاخرة بالامل.
واشار الى ان نجاحات الجمهورية الاسلامية خفية في الكثير من المجالات واضاف: رغم وجود مشاكل اقتصادية ومعيشية خاصة للشرائح الضعيفة ومشاكل مثل المشاكل البنكية والضريبية فان الجمهورية الاسلامية الايرانية حققت منجزات مهمة في مختلف القطاعات حيث ينبغي تبيانها للشعب والذين بعرضهم المشاكل فقط غافلين عن هذه النجاحات.
واشاد بالتوجه الشعبي للحكومة واكد ضرورة تعزيز واكمال هذه المسيرة واضاف: ينبغي العمل بالوعود في مواقيتها وفيما لو لم تتوفر امكانية تحقيق الوعود لاي سبب كان فانه ينبغي ايضاح ذلك للشعب بصدق وصراحة.
واكد ضرورة ايجاد آليات للاستفادة من وجهات النظر والاساليب المقترحة من قبل اصحاب الراي والمفكرين والخبراء والشعب ودراسة كيفية استثمار المشاركة الشعبية في اجراءات الحكومة، واوصى المسؤولين بتوظيف الطاقات الشعبية للرقابة العامة على قضايا مثل الفساد والامتيازات الخاصة.