ليتعلم بلينكن "الفظ" الدرس جيدا
علق وزير الخارجية الاميركي بلينكن لصحفيين على قرار كازاخستان طلب المساعدة العسكرية الروسية للتعامل مع موجة الاحتجاجات العنيفة المستمرة بقوله " ان احد الدروس المستفادة من التاريخ الحديث هو انه بمجرد وصول الروس الى منزلك يكون من الصعب عليك جدا في بعض الاحيان اقناعهم بالمغادرة ".
ولم تمض ساعات حتى جاء الروسي الصاعق على هذه التصريحات بحيث وصفت المتحدثة باسم الخارجية الروسية زاخاروفا تصريح بلينكن بشأن مهمة قوات حفظ السلام لمنظمة معاهدة الامن الجماعي في كازاخستان ب "الفظ"، وتابعت زاخاروفا: "إذا كان أنتوني بلينكن مغرما جدا بدروس التاريخ، فعليه أن يعرف ما يلي: إذا دخل الأمريكيون إلى بيتك، سيصعب عليك البقاء على قيد الحياة وعدم التعرض للسرقة أو الاغتصاب".
وأردفت: "لكن هذا الأمر يعلمنا إياه ليس فقط التاريخ الماضي وإنما السنوات الـ300 الماضية، منذ قيام مؤسسات الدولة الأمريكية. ويمكن أن يروي الكثير لنا عن ذلك كل من هنود أميركا الشمالية والكوريون والفيتناميون والعراقيون والبنميون واليوغوسلافيون والليبيون والسوريون والعديد من الشعوب البائسة التي لم يحالفها الحظ في رؤية هؤلاء الضيوف غير المدعوين في منازلهم".
وواقع الامر يدفع الى القول ان بلينكن وقبل ان يتفوه بهذا التصريح كان عليه ان يقرأ التاريخ الاسود لاميركا في تعاملها مع الدول والشعوب والتي قامت على القتل والتهجير وسلب وسرقة ثرواتها وفرض هيمنتها بالقوة المفرطة والتي لو قدر لاحد تدوينها لاحتاجت الى الالاف من الكتب .
وواضح ان سجل الجرائم الاميركية خاصة خلال العقدين الماضيين ونيف قد ازكم الانوف خاصة ماقامت به في العراق وسوريا وافغانستان واليمن وغيرها من الدول والتي قتلت فيه الالاف من ابناء هذه الدول تحت ذريعة كاذبة وهو مكافحة الارهاب الذي صنعته هي على ايديها وبامتياز.
ولذا على بلينكن وعندما يرمي التهم للدول ان يستذكر هذه الصورة المأساوية التي خلفتها السياسة الاميركية الهوجاء القائمة على تدمير المدن واستعباد شعوبها ونهب خيراتها وثرواتها، وكذلك عليه وعلى حكومته ان تصغي وتلتفت الى النداءات والصيحات التي تنطلق على لسان هذه الشعوب بالخروج من بلدانهم خاصة في العراق وسوريا والتي قوبلت من ادارته القذرة ليس فقط بصم الاذان عن سماعها بل بالاصرار على سحق ارادة هذه الشعوب بالاعلان عن استمرار بقائها جاثمة على صدورهم.
واخيرا على بلينكن وجوقته ان توجه هذه التحذيرات التي وجهتها الى موسكو الى رئيسه بايدن وادارته بالاستجابة الى استغاثة الشعوب ومطالبها الحقة ليعكس صورة تختلف عما ينصح به الاخرين لان وكما قيل "ان معلم الناس ومؤدبها عليه ان يؤدب نفسه قبل الاخرين".