ناتو عربي بلون اميركي صهيوني لدعم الارهاب
مهدي منصوري
هناك مقولة او حكمة يحفظها الكثيرون عن ظهر غيب تقول "شر البلية ما يضحك" لان جاء في الاخبار انه سيتم تشكيل "ناتو عربي بدعم اميركي وغربي تشارك فيه اسرائيل لمحاربة الارهاب في المنطقة"، والمضحك في الامر ان الذين عملوا على اخراج هذه الفكرة اما ان يكونوا جهلة او اغبياء او انهم يعيشون في عالم آخر غير عالمنا الذي نعيش فيه، لانه ومن خلال المعطيات على الارض وحسب ما هو معروف اليوم ان الارهاب الصناعة الاميركية بامتياز والذي ساهمت فيه نفس الدول التي ذكرت في الخبر الانف الذكر اصبح اليوم في حالة يرثى لها، والسؤال الذي يطرح نفسه ألم تشكل اميركا تحالفا من 83 دولة تحت يافطة مهلهلة وممزقة بزعم مكافحة الارهاب؟، ولكن الحقيقة التي ظهرت على الساحة اثبتت ان تحالف واشنطن الذي اخذ يجمع الاعداد الكبيرة من شذاذ الافاق وخريجي السجون والمخدوعون بفتاوى التكفير الوهابي السعودي بحيث بذلت الاموال الخليجية التي أوصلت فيه بعض الدول الى حالة الافلاس من اجل هدف واحد لا غير الا وهو اضعاف محور المقاومة والممانعة التي تقوده الجمهورية الاسلامية للحفاظ على امن اسرائيل واستقرارها.
الا ان البوصلة سارت باتجاه معاكس آخر وذلك من خلال مقاومة الشعوب التي ادخل اليها الارهاب عنوة لا برغبتها الذي أدى الى تشكيل فصائل المقاومة خاصة في العراق وسوريا والتي استطاعت ان تدمر هذا الارهاب وبوقت منقطع النظير بحيث جن جنون الداعمين له من الاميركان وحلفائهم والذي لم يكن يتوقعونه او تدركه مخيلتهم، بحيث يمكن القول ان المجاميع الارهابية اليوم اصبحت تشكل عبئا كبيرا على هذه الدول والتي كلفها وسيكلفها ثمنا باهظا، لان المجاميع الارهابية اليوم لا تقوم باي عمل يمكن ان ينتفع به الاميركان وحلفاؤهم سوى انهم محجوزون كالاسرى في المواقع التي هم فيها ولما ظهر ان الهدف من تجميع هؤلاء الافراد ومن مختلف الدول لم يتحقق للاميركان، ولذا لابد من العودة الى البلدان التي جاؤوا منها والتي رفضتهم بلدانهم لانهم لم يتدربوا الا على اساليب القتل والتدمير ولا غير، وفي حال عودتهم فانهم سيشكلون خطرا على بلدانهم خاصة وان الارهابيين اليوم يعيشون في حالة ماساوية بحيث لا يسمح لهم بالسفر والذهاب الى بلدانهم لان وثائقهم الرسمية التي جاؤوا بها قد اخذت منهم وبنفس الوقت فهم سجناء وبالقوة في المعسكرات والمخيمات التي يعيشون فيها.
ولذا فان فكرة تشكيل ناتو عربي بزعم مكافحة الارهاب والذي تشارك فيه دول اسست وصنعت الارهاب امر يدعو للسخرية والاستهزاء والضحك على الذقون، ولذا يمكن القول ان الاعلان عن هذا الامر لم يكن سوى فقاعة اعلامية فارغة ليخدعوا بها شعوبهم من اجل تمرير بعض الخطط والمشاريع التي تم افشالها عن طريق مجاميع المقاومة الباسلة خاصة في العراق وسوريا.
اذن وفي نهاية المطاف فان هذه اللعبة الخاسرة لا يمكن ان تنطلي على الشعوب بعد اليوم خاصة وان الارهاب والارهابيين اصبحوا منبوذين فيها ولن يجدوا ذلك الدعم والترحيب بهم منها بل العكس هو مكافحتهم ومواجهتهم واينما كانوا او حلوا.
فلذلك يمكن القول ان الناتو المزعوم ولد ميتا ولن يكتب له النجاح لانه لايمكن لمن يقدم الدعم للارهاب والارهابيين ان يأتي ليدعوا الى محاربتهم اليوم خاصة بعد حالات الانهيار واليأس المحبط لدى الارهابيين والذي انعكس على تصريحات بعض قادتهم الذين تمكنوا بالفرار من معسكرات الاسر الارهابية.