kayhan.ir

رمز الخبر: 144013
تأريخ النشر : 2022January01 - 21:00

قلق الغرب من التطور التقني لا الصاروخي

ردة الفعل الاميركية والاوروبية السلبية واللامسؤولة والتدخلية تجاه اطلاق ايران لصاروخ "سيمرغ" الحامل للاقمار الصناعية البحثية، كشفت بوضوح الوجه الحقيقي للغرب وعرته تماما بانه يحمل احقاداً دفينة لا مبرر لها تجاه اي تطور علمي أو تقني تحرزه ايران على طريق تعزيز استقلالها وسيادتها واستغنائها خاصة عن هذه الدول التي تستغل موقعها العلمي لفرض ارادتها على الاخرين وبالتالي تكون ايران دولة اسلامية نموذجية وعصرية يحتذي بها الاخرون وهنا بيت القصيد. فما يؤرق دول الغربية واميركا بالذات هو التطور التكنولوجي اللافت لايران وليس السلاح النووي او الصواريخ البالستية فهذين السلاحين تمتلكهما اكثر من جهة في العالم.

وما صدر من مواقف اميركية وغربية عجيبة حول تجربة ايران لصاروخ "سيمرغ" البحثي وربط ذلك بالقرار الاممي 2231 كان مغالطة مفضوحة وغير مبرة بالمطلق لان القرار انف الذكر الذي تستند عليه الدول الغربية زورا وبهتانا هي الصواريخ البالستية الحاملة للرؤوس النووية وليس الصواريخ البالستية الايرانية للاغراض البحثية. مع العلم لا يوجد اي قرار اممي يمنع ايران من الاستمرار في البحوث العلمية والتجارب الفضائية.

 يبدو ان الاطراف الغربية المشاركة في مفاوضات فيينا لم يعد في جعبتها ما تطرحه على طاولة التفاوض أمام ايران المتسلحة بالمنطق والقوانين الدولية لارجاع الخصم للالتزام بالاتفاقية النووية، دفعهم للّجوء بالتشبث بقضايا هامشية بعيدة عن اصل الموضوع المطروح على جدول الاعمال وهو الغاء جميع العقوبات والتحقق منها بهدف ابتزاز ايران للتنازل عن بعض شروطها وهذا مجرد اضغاث احلام لا اكثر.

فموقف ايران الثابت والمبدئي لا تزحزحه مثل هذه المواقف السياسية الفاقدة لأي سند قانوني والتي على ما يبدو يقطر منها النفس الاستعماري القديم الذي اصبح وراء ظهورنا عندما كانوا في الماضي يستغفلون الشعوب ويمنعون أي حركة علمية فيها لتبقى في دائرة التبعية والتخلف حتى يسهل عليهم نهب ثرواتها ومقدراتها.

فمرة اخرى يرتكب الغرب وفي المقدمة اميركا غلطة تاريخية تكشف بوضوح للراي العام الاقليمي والعالمي زيف ادعاءاتهم ومدى حقدهم وحسدهم الدفين لتقدم ايران ونهجها العلمي وهذا هو الامر اللافت الذي سبب دهشة الشعب الايراني ومعه الشعوب الحرة والمستقلة كيف ينظر الغرب الاستعماري للفضاء ويحتكره لنفسه وكأنه لا يحق للاخرين الاستفادة منه وهذا منتهى الأنانية والخبث والجشع تجاه الاخرين ويؤكد ان الفكر الاستعماري البغيض لازال يعشعش في ذهنيته وعقليته المتهرئة رغم مرور عقود طويلة عليه.