مهدي منصوري
الصواريخ اليمنية الثلاثة التي استهدفت وبدقة متناهية مراكز مهمة في جيزان لن توجع السعوديين بقدر ما اصابت اسيادهم الاميركان بالهلع والخوف الكبيرين، لان صراخهم وعويلهم أخذ يتصاعد بمطالبة اليمنيين بايقاف قصف السعودية، والذي يعتقد ان نيران الصواريخ اليمنية قد وصلت الى اذيال ثيابهم من خلال ما اعلنته السفارة الاميركية في السعودية عن هذا الامر بانه سيطيل امد الصراع مما سيعرض السعوديين و 7 آلاف اميركيا بالمملكة الى الخطر. مما عد المراقبون ان ضربة جيزان ستحدث نقلة نوعية في المواجهة لم يعهدها الاميركان خلال السنوات السبع المنصرمة من بداية العدوان.
واللافت في الامر ايضا ان العدوان السعودي على الابرياء من ابناء اليمن قد كثف ضرباته خلال الايام القليلة الماضية والتي رافقها الكثير من التهويل الاعلامي المزور والكاذب من انه استهدف مواقع ومناطق عسكرية استراتيجية للحوثيين وهي مخازن ومنصات اطلاق الصواريخ والمسيرات، الا ان ضربة جيزان الموجعة اثبت فشل وكذب هذه الادعاءات واكدت ان القصف المكثف لصنعاء وصعدة وغيرها لم يصب سوى المدنيين الابرياء.
وامام هذه الصورة فان ابناء اليمن الاحرار قد حذروا السعوديين والاميركان ومرتزقتهم وعلى لسان الناطق باسم القوات اليمنية اللواء سريع ان قصف جيزان لم يكن سوى رسالة انذار تحذيرية وان القادم سيكون اكثر وجعا والما لانه سيستهدف مواقع استراتيجية مهمة في مختلف مدن السعودية مع مطالبته المدنيين من ابناء السعودية بعدم الاقتراب منها اومجاورتها.
اذن ما طالبت به السفارة الاميركية من الحوثيين ان يوجه للرياض التي وبالتعاون معها هي التي بدأت بالعدوان واستخدمت اسلوب الارض المحروقة ظنا منها تستطيع ان تعيد هذا البلد الى حضيرتها العفنة، الا ان السحر انقلب على الساحر واصبحت اليمن وبما لديها من قدرات لا يمكن ان تضاهي القدرات السعودية رقما صعبا في المعادلة ويحسب لها حسابها لانهم ادركوا ان كل ما قاموا به من جرائم والتي تعادل حرب ابادة بشرية ضد الشعب اليمني والذي واجهها بصموده وخبرته وصلابته المذهلة تفرض عليهم ان يذهبوا مرغمين الى اعطاء الشعب اليمني الحق الكامل في ادارة شؤونه من دون اي خرق لسيادته واستقلاله من خلال الذهاب الى لغة الحوار وهي الوحيدة القادرة على ايقاف العدوان الاميركي السعودي الغادر.، وبغير ذلك فعليهم ان ينتظروا المزيد من الضربات الموجعة والمؤلمة والقاسية والتي تجعلهم يذعنون مرغمين لتقبيل ايادي ابناء اليمن من اجل الوصول الى حل يبعد عنهم نيران الصواريخ والمسيرات المرعبة والقاهرة.