kayhan.ir

رمز الخبر: 143593
تأريخ النشر : 2021December25 - 21:23

السعودية بين العقلانية والتدهور

بعد ان انكشف ظهر السعودية وبان خوائها وفشلت جميع مخططاتها العسكرية رغم كل الدعم المعلوماتي واللوجستيكي الاميركي  والغربي وحتى الصهيوني المقدم لها وهي على اعتاب السنة السابعة من عدوانها على اليمن المظلوم دون ان تحقق اي مكسب على الارض، بل العكس تلقت المزيد من الهزائم والتراجعات ليس في الساحة اليمنية فقط بل في جميع الساحات العربية التي دخلتها بدءا بالعراق ومرورا بسوريا ولبنان وليبيا وافغانستان وباكستان وغيرها من الدول وهذا ما زاد من فضائحها وعزلتها وضعفها ليس على صعيد المنطقة فحسب بل على الصعيد العالمي.

وللهر,ب من هذا الوضع القاتل الذي يلفها ويضغط عليها باستمرار لابد من مخرج ينقذها من المستنقع اليمني لكن شرط حفظ ماء وجهها وهذا ما لم يتوفر حاليا لان موازنة الميدان لصالح انصار الله والجيش  اليمني وليس لصالحها لانها لم تبق منشأة حيوية او موقع استراتيجي او نفطي او عسكري الا ودكته دكا شديدا ولم يسلم أي موقع مهما كان في العمق السعودي من قصف صواريخ ومسيرات انصار الله لذلك نرى ان الهستيريا العسكرية المفرطة قد غلبت عليها لتقصف المنشآت المدنية وتقتل الابرياء من الشعب اليمني خاصة الاطفال والنساء وبما انه لم يبق شيء من بانك الاهداف المدنية، لجأت السعودية الى قصف مطار صنعاء المدني بذريعة اطلاق المسيرات في حين يعلم الجميع ان الطائرات المسيرة تطلق من الساحات والشوارع وهكذا في مستشفى وملعبا رياضيا في صنعاء على انها مستودعات للاسلحة فيما ادحض الخبر فورا عبر جولة قام بها الصحفيون الاجانب الى الملعب والذين اكدوا خلوه من الذخيرة والاسلحة.

اما مدينة مارب هي القضية الاستراتيجية الاخرى التي تضيق الخناق على السعودية لانها محاصرة من ثلاثة جهات والجهة الرابعة هي في زحف مستمر ولكن ببطء خشية من وقوع المزيد من الضحايا بين سكان المدينة.

واما داخليا فالوضع لا يحسد عليه فان محمد بن سلمان قد غيب اباه سلمان عن المسرح السياسي ومنذ  مدة لم يعرف عنه شيء ناهيك عن فتكه بالعائلة حيث الصراع اليوم على اشده ولم يعرف في اي وقت يتفجر ويدمر العائلة برمتها.

وما كان يامله محمد بن سلمان لدفع السعودية الى الامام والتبجح  بانه منقذ السعودية عبر  بناء مشروعه الاقتصادي 2030 الذي هو الاخر في طريقه الى الانهيار قبل ان يبدأ لان هذا المشروع بحاجة الى اموال طائلة واستقرار في البلد وهذا ما لم يتوفر  حاليا.

ولم يبق في الوقت الحاضر امام محمد بن سلمان الا ان ينزل من برجه العاجي  ويترك مكابرته خلفه ويجلس على الارض متواضعا مؤدبا امام رجال انصار الله الاشاوس الذين علموا العالم دروسا كبيرة في التضحية والصمود من اجل المبادئ والحفاظ على استقلال بلدهم وسيادته واذا تصور محمد بن سلمان بعد كل هذه الجرائم والمجازر الوحشية والتدمير الكارثي الذي ارتكبه ضد الشعب اليمني وقتل نسائه واطفاله ان يتقدم احدا لانزاله من الشجرة فهو واهم. اذن لم يبق امامه الا ان يترجل وبكل تواضع ويتحدث وجها لوجه مع انصار الله. ان ايران ومن موقع التزاماتها المبدئية واحترامها لقرار وسيادة الشعوب وبالاخص الشعب اليمني الذي  هو مفخرة وعزة للعرب والمسلمين والانسانية لا تتدخل في شؤونه ولا تسمح لنفسها التحدث بالنيابة عن هذا الشعب لذلك يجب على السعودية ان تختار بين الذهاب حتى النهاية الى الهاوية او التعقل  للجنوح الى السلم عبر احترام الارادة اليمنية وقراره الوطني المستقل.