kayhan.ir

رمز الخبر: 143473
تأريخ النشر : 2021December24 - 20:10

ايران الجامعة حماس المانعة وسوريا الممانعة

فارس الصرفندي

منذ ان تحدث نائب وزير الخارجية السوري بشار الجعفري عن دعوة الجميع الى سوريا وترفع دمشق عن الالم الذي تسببت به حماس-  كما قال - والقراءات والتحليلات تحاول  استشراف المستقبل القريب وهل هذه التصريحات تعتبر بداية العودة المنتظرة لحركة حماس الى دمشق والتي غادرتها في ظل قيادة اخرى غير التي تقود الحركة اليوم؟

كثير من الحقائق تظل حبيسة الادراج وبعضها حتى بظل حبيس العقول والذاكرة البشرية الى ان ياتي الوقت المناسب للافراج عنها ، وبعض هذه الحقائق حان الوقت للافراج عنها لتبيان ما كان يحدث خلف الابواب وفي صالونات السياسيين وبعض الامنيين، رغم ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لم تكن راضية عن مغادرة حماس لدمشق في وقت كانت تتعرض الاخيرة لاكبر مؤامرة في التاريخ المعاصر الا ان الجمهورية الاسلامية لم تتوقف عن دعم حماس لأنها كانت تدرك مهما طال الوقت بإن حماس لن تكون خارج معسكرها المقاوم والممانعً وهذا ما اتضح فيما بعد.

كلمة السر في عودة العلاقة بين حماس وايران كانت في شكر الحركة للجمهورية الاسلامية على مواقفها ودعمها بعد حرب ٢٠١٤ ، البعض يومها اعتبر الشكر مجاملة لكن اتضح ان الشكر كان كلمة السر لعودة العلاقة الى ما هو اكثر واعمق مما كانت عليه في السابق ، من طهران الى بيروت الى دمشق كان الحلفاء يجلسون في كل مرة لاتخاذ قرارات مصيرية - اتضح اهميتها على الارض فيما بعد -لم تغب حركة حماس و لم تغب القضية الفلسطينية عن لقاءات وحوارات اصحاب الحلف المقاوم.

وغير مرة كان الايرانييون رعاة حلف المقاومة يطرحون على السوريين ضرورة عودة العلاقة مع حركة حماس وكان الرد السوري بأن الوقت ليس مناسبا لتحاهل الماضي تماما وطي الصفحة والكتابة على صفحة جديدة ، على الرغم من التغيير الكبير الذي اصاب قيادة حركة حماس ووصول القادة العسكريين لراس الهرم ، اليوم مع تصريحات بشار الجعفري هناك ما هو جديد يفرض نفسه على حالة تيار المقاومة والممانعة، فحماس التي من المفترض ان تشكل رأس حربة بعد القرار البريطاني باعتبارها تنظيما ارهابيا ومنعها من التحرك وفرض اجراءات صارمة على من يتعامل معها اصبحت في دائرة الخطر وهذا القرار يشكل تمهيدا حقيقيا لاجرءات او ضربات ستطال الحركة من جهات اخرى.

ومع عدم ضمان ثبات المزاج السياسي لبعض الدول التي تحاول اظهار صداقتها لحركة حماس من خارج المحور فيبدو ان الحركة تقترب من عملية تضييق الهدف منها الجر الى مربع لا يريده احد من المؤمنين بفكرة المقاومة ، اضف الى الرسائل التي حملها المصرييون من تل ابيب وتحديدا التهديد باغتيال نائب رئيس الحركة الشيخ صالح العاروري والمتهم بتحريك ساحة الضفة في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي بات الامر اكثر وضوحا بان لا مناص من اعادة تمتين معسكر المقاومة والممانعة من خلال اعادة الواقع الى ما كان عليه قبل الحرب الكونية التي شنت على سوريا.

لان اي قرار ستذهب نحوه الحركة غدا يحتاج الى بيئة حاضنة توفر الاسناد له وهذا من المحال ان يكون حتى في بعض الدول المدعية انها مع المقاومة من خارج محور المقاومة، ايران هي الجامعة للمحور والمنتجة للمشهد وسوريا هي الممانعة والبيت الحاضن وحماس هي الاقدر ان تكون مانعة لاي اختراق مستقبلي لاسوار المحور مع المقاومة اللبنانية لانهما يشكلان رأس الحربة وحائط الصد.