kayhan.ir

رمز الخبر: 143030
تأريخ النشر : 2021December17 - 20:39

لماذا الحوثيين وليس السعوديين؟

مهدي منصوري

مما لا يختلف عليه اثنان ان السعودية وبأمر من اميركا هي التي قامت بالعدوان على الشعب اليمني وهو ما اعلنته الرياض من ان سبب هذا العدوان هو اعادة الشرعية، وبذلك فان ما حصل ويحصل في اليمن من تدمير وقتل وحصار وغيرها من الممارسات اللااخلاقية واللاانسانية واللااسلامية هي بسبب العدوان السعودي الجائر،  والواضح ان السعوديين قد وقعوا في الفخ الاميركي اولا وشرعية هادي الخيانية التي صورت لهم الامور ان العدوان لن يستمر سوى ايام ويستسلم الحوثيون وتعود الاوضاع الى ما كانت عليه قبل العدوان الغادر.

الا ان هذه الحسابات الخاطئة والتي لم تكن قائمة على ماعرف به الشعب اليمني من صلابة الصمود  وعدم الاستسلام، وان سبعة حروب خاضتها السعودية مع حكومة علي عبدالله صالح ضد الحوثيين لم تستطع ان تقهرهم او تجبرهم على الاستسلام، بل العكس هو الصحيح فان الحوثيين كانوا دوما هم المنتصرون رغم قلة العدة والعدد، ولكن الحمقى لا يستفيدون او يعتبرون من التجارب.

واليوم وبعد سبع سنوات من العدوان والتي وصلت فيه الامور ان الحوثيين هم اصحاب المبادرة وهم الذين استوعبوا العدوان  بصبرهم وصمودهم واستطاعوا ان يغيروا المعادلة من استقبال صواريخ التدمير السعودية الاميركية الاماراتية وغيرها الى  ارسال الصواريخ التي تدك المناطق الاستراتيجية المهمة والحساسة كالمعسكرات والمطارات والمنشآت الاقتصادية المهمة والتي تركت تاثيرا سلبيا على حكام بني سعود، مما سبب ذلك لها ازمات في الداخل والخارج، والتي عجزت عن صد المسيرات والصواريخ اليمنية رغم الباتريوت وغيرها من المضادات الجوية والتي اصبحت كابوسا يخنق انفاسهم في كل لحظة وآن.

ولذا فان الموقف اليمني الصامد والذي يفرض نفسه في كل المحادثات والمشاورات الاقليمية والدولية قد أصاب العدوانيين الاقليميين والدوليين بالذهول بحيث اخذوا هؤلاء الحمقى يطلبون من الحوثيين الابطال ان يوقفوا الصواريخ والطائرات المسيرة وهو طلب لايمكن  تحقيقه. لماذا: لان الذي بدأ العدوان على اليمن وباقرار اممي هي السعودية، ولذا فان الطلب من الحوثيين لا معنى له لانهم في موقف الدفاع عن انفسهم وبالطرق التي تضمن لهم حقن دماء ابنائهم من الاطفال والنساء الابرياء ودفع المزيد من التدمير الذي لحق بهم وكذلك الحصار الغذائي والطبي القاتل الذي فرض عليهم ظلما وعدوانا.

ولذا فان على الذي بدأ العدوان الاجرامي هو الذي يفرض عليه ايقاف طائراته ومرتزقته من ان تطال جرائمهم  ابناء اليمن، لان وكما يقال  ان الذي يشعل النار عليه ان يقوم باطفائها.

واخيرا فان مطالبة بعض الدول في مجلس الامن  من الحوثيين ايقاف الدفاع عن انفسهم وابنائهم وبلدهم امر يدعو للسخرية، بل عليهم ان يطالبوا السعودية بايقاف العدوان الغادر اولا ورفع الحصار الغذائي والدوائي اللاانساني والذهاب الى لغة الحوار لاحقاق حق اليمنيين في العيش في بلدهم احرارا من دون وصاية احد، وهل من العقل والمنطق ان يطلب من مظلوم ومضطهد ان يخضع لمن ظلمه؟ وهل يمكن تسمية هذا الامر بغير لغة الغاب وليست لغة الانسانية؟.