kayhan.ir

رمز الخبر: 143002
تأريخ النشر : 2021December15 - 21:24

بيان لا يستحق الرد

رغم جولة محمد بن سلمان لدول مجلس التعاون قبيل انعقاد القمة الـ 42 لدول الخليج الفارسي التي اراد منها تعبئة هذه الدول لصالح سياسته وتوجهاته بهدف فرض السعودية هيمنتها على هذه الدول الا ان هذه القمة التي زعم انها ستكون استثنائية اختتمت اعمالها بعد ساعة واحدة من انطلاقها وهي قمة شاذة بين القمم الماضية. فالقرار لم يعد كالسابق متمركزا في يد الاخ الاكبر بل توزع في عواصم اخرى ناهيك عن عمان التي تتخذ سياسة الحياد وتنأى بنفسها على الدوام.

ورغم التطورات التي شهدتها المنطقة وما طرأ عليها من توازنات جديدة الا ان هذه القمة وكعادتها كالقمم السابقة التئمت في الرياض حول طاولة مستديرة لالتقاط الصور التذكارية واصدار البيانات الفضفاضة وللاستهلاك المحلي خاصة السعودية التي تخنقها الازمات من كل جانب.

فالتباين بين دول مجلس التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية اصبح امرا واضحا وعلى اشده خاصة في التنافس الاقتصادي والسياسي لدرجة ان لكل منها اولوياتها وسياساتها الخاصة بها لكنها في النهاية تجاري السعودية دفعا لشرها وتدخلاتها السافرة في شؤون الاخرين ونموذج ذلك الكويت التي كانت حتى القريب تنتهج سياسة معتدلة أرساها الراحل صباح الاحمد نراها مؤخرا قد غيرت سياستها في الازمة السعودية – اللبنانية ووقفت الى جانب السعودية اما عمان فقد بقيت على سياستها المحايدة في مثل هذه القضايا.

وفي ظل حالة التفكك التي تشهدها اليوم دول مجلس التعاون بحثا عن مصالحها وفي ظل تراجع المناخات الاميركية وانحسار دورها في المنطقة والانسحاب منها نرى كل منها تبحث وبشكل جدي عن مصالحها الخاصة وفي ظل التنافس الاقتصادي والسياسي الحاد بينها نلحظ مدى التباين بين الحليفين القريبين السعودي والاماراتي فكيف ببقية الاعضاء الذين لم تربطهم تحالفا بهذا الشكل مع السعودية.

فالامر لم يعد كما يصوره الاعلام الخليجي بان هذه الدول كتلة مترابطة واحدة في حين ان القرار في هذه الدول لم يكن كالماضي بيد عاصمة واحدة بل توزع اليوم بين عواصم متعددة كالدوحة وابو ظبي ومسقط بشكل اخر ويخطيء من يتصور ان لهذه الدول سياسة موحدة بل هناك اختلافات جذرية وعميقة بينها تجاه العديد من قضايا المنطقة وكل ذلك بعيدا عما يطرح في اجواء القمة من بهرجة اعلامية او دعاية رخيصة تخدم بعض الاعضاء كالسعودية في معاداتها لايران وتوجهاتها الاخرى في حين ان دولا اخرى في المجلس تنتهج سياسة ايجابية تجاه ايران كقطر والامارات وعمان والكويت لتوطيد العلاقات البينية معها في مختلف المجالات بهدف دعم الاستقرار والامن في المنطقة خدمة لمصالح شعوبها وبعيدا عن اي توتر يخدم اعداءها، لكن ما صدر عن هذه القمة حول الجزر الايرانية الثلاث في الخليج الفارسي والتي هي تاريخيا جزء لايتجزأ من ايران هي كليشة متكررة اعتادت قمة مجلس التعاون وطيلة دوراتها المتلاحقة وبضغط من جهة معروفة ولاهداف مقصودة ان تزج هذه القضية في البيان الختامي بهدف اثارة الخلاف والتشتت وبالتالي تدلل على اصرار هذه الجهة على انتهاج اسلوب غير بناء وغير سليم تجاه ايران وكما يقال لغاية في نفس يعقوب.