kayhan.ir

رمز الخبر: 142887
تأريخ النشر : 2021December14 - 20:28

في ظل انتصارات الجيش السوري المبهرة.. فقاعات اعلامية فارغة تواكب ارض المعركة

لدى متابعة أخبار بعض وسائل الاعلام الداعمة للحرب المفروضة على سوريا، يبدو لافتًا مدى الخداع والتهويل والتضخيم، والتركيز  غير المبرر على احد قطاعات الجيش السوري ومنها الفرقة الرابعة، ليتحول اي تحرك او اعادة انتشار او حتى امداد بالطعام للجنود الى قضية لدى بعض الوسائل.

ويبدأ السياسيون والإعلاميون المرتبطون بهذا الخط، على حدّ سواء يلوّحون ويحللون حول احداث بالأصل هي مبنية لخداع المتلقي والجمهور، فيتناقله الناشطون، ويبني عليه الفاعلون السياسيون، وبعد فترة، يقفون بذهول أمام الكذب الصريح، أو الوقائع المخالفة للتوقعات. يحصل ذلك بسبب تكتيك "الإشباع المبكر" الذي يستخدم ضمن حرب نفسية تتعرض لها سوريا ومحور المقاومة، والتي تمارس أحيانًا بشكل متعمّد وأخرى عن غير عمد، ومن هذه الاخبار ما تنقله وسائل اعلام معروفة الاتجاه عن انتشار الجيش السوري في جنوب البلاد او حتى في ريف دمشق.

إن الماكينة الاعلامية الداعمة للعداون تستخدم اسلوب "الإشباع المبكر" في بث الاخبار، والقائم على التعبيرات اللفظية المبالغ فيها، وان ما يجري هو جزء من الاحباط العام، وهذا الاسلوب الذي اضحى مكشوفا، مازالت بعض وسائل الاعلام المرتبطة بالعدوان، تستخدمه كأصل في عملها، دون الالتفات ان مواجهة هذا الاسلوب يتم عبر نشر الحقائق، وفضح الاكاذيب، والتعصب للحقيقة فقط، وهذا ما اكده المحلل السياسي والباحث حسام طالب الذي رد على التقارير التي تتحدث عن انسحاب بوحدات محددة من الجيش السوري، واوضح انه "منذ بداية الحرب على سوريا سعت الدول المعادية والتي أدخلت عشرات آلاف الإرهابيين إلى جعل المدن والبلدات السورية، وخاصة المكتظة بالسكان ساحة حرب ومركز للاشتباك، لعدة أسباب، أولها تهجير السوريين وجعلهم لاجئين في مخيمات الجوار، وثانيها إدخال الجيش السوري بحرب شوارع لم يكن يملك آلية إدارتها كونه جيش كلاسيكي له ثكناته ومواقعه ومنظوماته الدفاعية والهجومية ضد أي هجمات خارجية".

وتابع طالب "استطاع الجيش السوري بالتعاون مع الحلفاء دخول حرب الشوارع، مع منظمات أرهابية مدربة بشكل كبير، ولها خبرية اكتسبتها من القتال في أفغانستان والعراق وبعض بلدان إفريقيا، وحقق الجيش انتصارات في معاركه واستطاع إعادة الأمن والأمان لهذه المدن السورية، وحقق الانتصار في معظم الجغرافية السورية" وبيّن طالب ان "هدف الجيش السوري وآلية عمله ليست التمركز داخل المدن. ودخوله إلى المدن كان بهدف تحريرها ونزع مخلفات الإرهاب منها وعودة سكانها إليها، ففي كل مدينة أو بلدة حررها الجيش السوري كان وجوده مؤقتا ومواقعه مؤقتة وغير ثابتة، ولم يبني أي ثكنة عسكرية جديدة في المناطق المحررة، لأن الهدف عودة الأهالي وإعادة الإعمار، وليس تحويل المدن لثكنات عسكرية كما يريد أعداء سوريا ويحاولون الترويج".

وأضاف طالب "فأي قرار يتخذه الجيش السوري بتسليم المناطق المحررة للمؤسسات المدنية، هو قرار نابع من عودة الأمن والأمان، ونزع مخلفات الإرهاب، الذي دفع الجيش السوري آلاف الشهداء وهم ينزعون العبوات الناسفة والمفخخات من طريق المدنيين السورييين في المناطق المحررة لتأمين عودة سالمة لهم" موضحا أن " الحالة الأمنية وضمان سلامة الأهالي هي الدافع الوحيد لانسحاب الجيش السوري من المدن المحررة، ليتفرغ لمهام كبيرة في مكافحة الاحتلال والإرهاب اللذين يحتلون أجزاء من سوريا في الشمال والشمال الشرقي فهدفه التحرير وسلامة المدنيين"، وكششف حسام طالب المحلل والباحث السياسي، ان ما يتم نشره لا يتعدى كونه " حرب نفسية مكشوفة، وضمن فكرة الايحاء عبر تعابير والفاظ ومسميات، تحاول خداع الرأي العام".

وعلى خط موازٍ، وبالتدقيق بكل ما تنشره تلك الوسائل الاعلامية، الا انها تنسى ان فقدان الوحدة الجغرافية لتلك التقارير، يفقدها رابط المهنية، فالحديث على جنوب سوريا الذي اصبح يرتبط بأي مادة صحفية، مهما كان مضمونها او محتواها، ينطلق من عدم قدرة تلك الدول والمؤسسات الاعلامية، على استيعاب النصر الهام الذي حقق في درعا، والتي ينسى كاتب التقرير بحسب الاعلامي فراس الاحمد والذي كان شاهدا على كل فترة العدوان على المحافظة الجنوبية، أن "تواجد قوات الفرقة الرابعة في الجيش السوري في محافظة درعا خلال الأشهر الماضية، والذي بدأ فعلياً في شهر تموز الماضي، كان بسبب ميول احتمالية الحل العسكري لحل ملف الجنوب السوري، لاسميا مع تعنت بعض المجموعات المسلحة في ذلك الوقت".

وأوضح الاحمد انه "وعلى الرغم من ان الفرقة الرابعة هي ليست من الفرق العاملة في محافظة درعا بشكل أساسي، إلا أن تواجد هذه القوات كان له دور إيجابي في دعم خطوات التسوية السلمية خاصة، وأن المجموعات المسلحة حينها بات أمام خيارين لا ثالث لهما، فالخيار الأول تمثل بالمواجهة العسكرية وكان هذا الخيار هو أشبه بالانتحار الجماعي لما تبقى من تلك المجموعات، أو خيار الخضوع لاتفاقيات التسوية وتسليم السلاح والاستفادة من عفو الدولة السورية وكان هذا هو الخيار الأسلم بالنسبة لهم وبنفس الوقت دعمت الدولة السورية هذا الاتجاه إيماناً برغبة الدولة السورية في حقن الدماء واستبعاد أي حل عسكري درءاً لأي خسائر بشرية أو مادية في المنطقة".

واضاف الاحمد "إلا أن قوات الفرقة الرابعة بقيت متأهبة تحسباً لأي نكث من قبل المجموعات المسلحة في قرى وبلدات محافظة درعا، إلى حين أن تم استكمال هذا الملف بشكل كامل وخضوع جميع البلدات للتسوية، وعندها استطاعت الفرقة الرابعة أن تنهي عملها في درعا وتتجهز لأعمال أخرى في الشمال السوري."

إن المتابع الدقيق لكل ما يتم نشره من تقارير، يعلم جيداً ان ما يجري لا يتعدى كونه فقاعات من التصريحات الإعلامية، وتدلل على عدم قدرة هذا الطرف على إقناع جمهوره، ما يدفعه الى تعزيز الحرب النفسية، والدعاية، الا ان الغلبة تكون دائما للدقة في التعابير وعدم الانسياق وراء دعاية تلك المؤسسات التي تشن حرب اعلامية مستمرة.