kayhan.ir

رمز الخبر: 142846
تأريخ النشر : 2021December13 - 20:51

بين ادانة الجامعات الاميركية ولهاث التطبيع العربي

في وقت تشهد كلية الحقوق بجامعة نيويورك العامة هذه الايام حركات طلابية مناصرة للشعب الفلسطيني وحقوقه نرى في المقابل تحركات عربية محمومة ومخزية باتجاه زيادة وتيرة التطبيع لترسيخ اركان النظام الصهيوني العنصري على حساب الشعب الفلسطيني وهذه طامة كبرى يقف المرء حائراً امام هذا المشهد المأساوي الذي يعجز عن تفسيره. وبالطبع هذه ليست الصرخة الاولى التي تنطلق من الولايات المتحدة الاميركية ضد سياسات الاحتلال الصهيوني القمعية ومصادرتها للحقوق الفلسطينية. لقد سبق وان ظهرت حركات احتجاجية اخرى في الغرب عموما للتنديد بسياسات اسرائيل القمعية واعتداتها المتوالية ضد الفلسطينين لكن الاعلام الغربي حاول علي الدوام طمسها.

وفي احدث بيان للحركة الطلابية بمجلس كلية الحقوق في جامعة نيويورك العامة التي تعتبر هي الاولى والاكبر من بين الجامعات الاميركية اتهمت المؤسسات الاكاديمية الاسرائيلية بالتواطؤ مع الاحتلال الاسرائيلي لاستخدام العنف ضد الفلسطينيين من خلال تطوير المعدات العسكرية والاجهزة والمسيرات والتقنيات الاخرى. فيما اعلنت هذه الحركة عن رفضها للسياسات التي تمارسها منظمات طلابية يهودية متطرفة ضد الطلبة الفلسطينيين. كما اعلنت هذه  الحركة الطلابية رسميا دعمها وتاييدها لحركة المقاطعة التي تركز على سحب الاستثمارات وفرض العقوبات على اسرائيل والتي تعرف بحركة "BDS" وتعلن الانضمام اليها وانهاء برنامج التبادل الطلابي مع اسرائيل لدورها في دعم السياسة الاستعمارية والفصل العنصري.

قرار الحركة الطلابية في جامعة نيويورك يأتي في وقت تمارس المؤسسات الاكاديمية الاسرائيلية سياسة قمعية ضد طلبة الفلسطينيين من خلال شركات اسرائيلية تمول منظمات طلابية يهودية متطرفة تقوم بهذا الدور. واليوم فان موجة معادات اسرائيل لن تتوقف عند حدود هذه الجامعة بل اصبحت اليوم تجتاح الجامعات الاميركية وغيرها من الجامعات الغربية بسبب السياسات العنصرية للكيان الصهيوني المستمرة ضد الشعب الفلسطيني وطمس حقوقه فقد اشار في هذا المجال احد اعضاء الهيئة التدريسية في هذه الجامعة في حديثه لصحيفة نيويورك بوست الاميركية ان الجدل الدائر بشأن الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي، منذ عقود يصبح اكثر جدلا مع تنامي حركات مقاطعة اسرائيل.

ومن المفارقات العجيبة المخزية ان طلبة جامعة نيويورك تطالب بتجريم العمل مع اسرائيل وترفض الاستثمارات فيها فيما نشهد اليوم هرولة عربية لدعم العلاقات التجارية والاقتصادية مع هذا الكيان الغاصب تتقدمه الامارات والبحرين والمغرب والسودان وغيرها وكأنها في سباق شرس مع الصهاينة لطعن الشعب الفلسطيني وقمعه ليتنازل عن حقوقه ويرفع الرآية البيضاء. لكن ما هو مؤلم ومحزن للغاية ان الجهات الاميركية التي تتشبث في تعاملها مع الكيان الصهيوني ترد على الانتقادات في هذا المجال بان العرب هم اليوم السباقون للتودد والتعاون التجاري والاقتصادي مع اسرائيل فلماذا توجون سهامكم لنا.