kayhan.ir

رمز الخبر: 142577
تأريخ النشر : 2021December10 - 20:14

إلغاء العقوبات مطلب لن يتراجع عنه الشعب الإيراني

فاطمة عواد الجبوري

انتهت الجولة السابعة من المفاوضات بين إيران والدول الغربية وروسيا والصين من جهة والولايات المتحدة من جهة. لم تتوصل هذه المفاوضات إلى أي نتائج تذكر وذلك بسبب تعنّت الطرف الأمريكي وتمسكه بمطالب أحادية الجانب.

من جانبه فقد أكد الطرف الإيراني على جديته في المفاوضات وتضمن وفده المشارك في فيينا نحو 40 شخصية متخصصة في جميع المجالات، وبعد التعنت الأمريكي، قدم الجانب الإيراني مسودتين لرؤيته للحل الدبلوماسي. تتضمن هذه المسودات إلغاء العقوبات والتحقق من إلغائها.

يصف الطرف الأمريكي والطرف الأوربي التابع له هذه المطالب بأنها مطالب غير واقعية كما يصفون طهران بأنها غير جادة بالتوصل إلى اتفاق، فهل هذا الادعاء صحيح؟

إن الماكينة الإعلامية الأمريكية ومطبليها في إسرائيل يسعون دائماً إلى إظهار بأن إيران هي من نقضت الاتفاق وبأنّ إيران هي من عليها العودة إلى تطبيقه. والحقيقة هي أن دونالد ترامب قد انسحب من الاتفاق بصورة أحادية وفرض عدد هائل من العقوبات على إيران، لقد كان لهذه العقوبات أثر كبير وخطير على الجانب الإنساني وحقوق الإنسان في إيران، إذ أن كلاً من ترامب وحتى بايدن رفضا رفع هذه العقوبات خلال انتشار جائحة كورونا ومنعا إيران من استخدام أرصدتها المجمدة في الخارج لشراء الأدوية أو اللقاحات.

ولا بد من العودة كذلك إلى تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الفترة التي تبعت الانسحاب الأمريكي غير المشروع، إذ تشير التقارير بأن إيران التزمت ببنود الاتفاق على الرغم من الانسحاب الأمريكي وعلى الرغم من عدم قدرة الأطراف الأوربية على الوفاء بالتزاماتها لمدة تقارب السنة الكاملة. ومن ثم بعد ذلك وبعد فشل آلية “انستكس” التي اخترعها الأوربيون كذباً، قررت طهران تخفيض التزاماتها وجاءت خطواتها قانونية تماماً ومطابقة لما ورد في الاتفاق ذاته في الماده 37 منه.

إسرائيل اليوم تعيش حالة من الرعب والتخبط، فقسم منها يدعو لضرب إيران عسكرياً والقسم الآخر يقول بأن الحل العسكري ليس ذا جدوى. وتصريحات إيهود باراك رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق خير دليل على هذا التخبط. فعلى الرغم من التصريحات السابقة والتي تحدث فيها عن أن إسرائيل إذا ما هاجمت إيران سوف تعيدها إلى الآلاف السنين إلى الوراء، إلا أن خطابه هذه المرة اتسّم بالعقلانية بعض الشيء وألقى باللوم على أمريكا بخروجها من الاتفاق.

على الرغم من كل هذا الضجيج من إسرائيل تجاه إيران، وتهديداتها اليومية، إلا أن الإسرائيليون يدركون تماماً بأن خوض حرب ضد طهران ستكون أم المعارك وقد تعجّل بزوال إسرائيل بشكل نهائي.

لن يسكت حزب الله ولا الفصائل الفلسطينية ولا الحشد الشعبي ولا سوريا ولا الحوثيون عن أي هجمات تطال الأراضي الإيرانية، إذ أن جميع القوى السابقة سوف تهاجم إسرائيل من جميع الجهات، إن حرب ال11 يوماً الأخيرة في غزة والتي انتصر فيها أخوتنا في فلسطين على الترسانة الإرهابية أظهرت هشاشة العدو وأدواته العسكرية، فكيف لهذا العدو أن يصمد أمام هجمات تشارك فيها كل هذه الجبهات!!!

إيران ألزمت نفسها بدعم القضية الفلسطينية وما يخيف إسرائيل والولايات المتحدة وأوربا هو أن يحصل العالم الإسلامي على قنبلة نووية تكسر الاحتكار الإسرائيلي لهذا السلاح الفتّاك والذي تمتلك إسرائيل منه العشرات من القنابل. إذاً لماذا لا تقوم هذه الدول بفرض عقوبات على إسرائيل التي تحتل أراض سورية وفلسطينية وأردنية، وتعتدي على لبنان وسورية بشكل متكرر؟

أخيراً، إيران دخلت المفاوضات من موقف قوي، فهي استطاعت بفضل شعبها وحكومتها أن تحيّد مفعول العقوبات واستطاعت تصدير نفطها واستطاعت أن تعطي نموذجاً يحتذى في الاستقلال الذاتي. لذلك فهي لا تعطل اقتصادها على العقوبات الأمريكية ولا تتخلى عن عزتها وكرامتها. ولذلك لا مفرّ لهذه القوى سوى أن ترضخ لمطالب الشعب الإيراني المظلوم وتلغي هذه العقوبات الظالمة.