مأرب .. البوابة لرسم خارطة طريق المنطقة
ما يجري اليوم من تشابك واشتباك بين دول المنطقة بمحوري المقاوم الذي يمثل دول محور المقاومة و الشر الذي تقوده اميركا، وضع شعوبها على مختلف طرق لابد ان تتخذ قرارها التاريخي في الانتماء والجغرافيا والهوية والا ستقرأ الفاتحة على نفسها لذلك لابد من تحرك جاد وفاعل كما شهدتها الساحات الاردنية والسودانية والمغربية لبتر التطبيع من جذوره ووسم المطبعين بالخيانة والعار والملاحقة من قبل شعوبهم لتقديمهم الى المحاكمة على انهم طابور خامس يتحركون ضد مصالح بلدانهم كأجندة رخيصة لاميركا.
ووسط زحمة التحركات الدبلوماسية من هذا الجانب أو ذاك، نرى في المقابل تصعيد ميداني على الارض للضغط باتجاه حصد المكاسب على طاولة المفاوضات متناسين ان هذه الورقة اساسا محروقة لان الطرف المقابل يمتلك من القوة والشجاعة والرد الصاعق ما يلجم الطرف الاخر ويسكته.
فما يدور في مختلف الساحات بدءا بسوريا التي قصف الكيان الصهيوني ميناء اللاذقية فيها وهو امر مفاجئ وغير مسبوق وسط تفرج الر وس الذين يرتبطون معها باتفاقية امنية وعسكرية ومرورا بالعراق الذي تحرك فيه الدواعش شمالا وجنوبا لارتكاب ابشع المجازر وانتهاء باليمن الذي تعرض لعدوان سعودي وحشي وقصف عشوائي في مناطقه الآهلة بالسكان وفي مختلف محافظاتها، كان قرارها ومخططها واحدا وهو البيت الابيض مصنع الارهاب ومصدره الى العالم، لذلك لابد ان تعبئ الامة نفسها لمواجهة عدوها الحقيقي والاول المتمثل بالمحور الصهيواميركي الذي لا يرضى الا باستبعاد شعوب المنطقة واذلالها ونهب ثرواتها واسكات آخر صوت فيها.
ولربما لم تمر الادارات الاميركية السابقة بمثل ما تواجه اليوم الادارة الحالية من ضعف وهوان وارتباك في كل ساحات المنطقة التي وضعت اصبعها على الجرح وشخصت عدوها الاول الذي لابد ان يخرج وقواته من المنطقة قبل ان يخرجوه افقيا.
واليوم فقد انهكت قواتها وادواتها في ميادين المنطقة لتبحث عن مخرج لحفظ ماء وجهها مثلما استبعدت من صالات مفاوضات فيينا ذليلة حائرة تراقب الموقف عسى ان يسمح لها الايرانيون بدخول الصالة وهذا اصبح امرا مستبعدا ما لم تلغ جميع انواع الحظر التي
فرضتها على ايران ظلما وعدوانا ومغايرا لحقوق الشعوب.
فالملف اليمني بما يمثله اليمن السعيد من موقع جيوسياسي واستراتيجي ودور فاعل ومستقبلي في محور المقاومة بات يتصدر ازمات المنطقة وسيلعب دورا رئيسيا في رسم الخارطة الجديدة للمنطقة لذلك تحاول السعودية وبدعم من النظام الاميركي ان تنتشل نفسها من المستنقع اليمني الذي بات ينخر جسدها ولم تجد من ينزلها من الشجرة فاضطرت للجوء الى التصعيد الميداني الوحشي لاستهداف اليمنيين العزل للضغط على صنعاء وفقا للمقولة المشهورة "اشتدي اشتدي تنفرجي" ثم اتبعتها بجولة خليجية يقودها محمد بن سلمان ودشنها بزيارة عمان المعروفة بوساطاتها ودورها المحايد في المنطقة عسى ان تجد لها مخرجا بحفظ ماء وجهها.
لكن رياح مأرب العاتية جاءت هذه الايام بما لا تشتهي السفن السعودية ستقلب الطاولة على جميع اعداء شعوب المنطقة.
فها هي طلائع انصار الله والجيش اليمني يسيطران على سلسلة جبال البلق آخر خط دفاعي عن مأرب من الجهة الجنوبية الشرقية. فالانظار باتت تتجهه لحظة بلحظة باتجاه مأرب التي لم تقلب بتحريرها موازين القوى في اليمن فقط بل في عموم المنطقة. فساعات الحسم وفقا لما سربه البخيتي احد قادة انصار الله باتت قريبة بسبب الانهيارات الكبيرة في صفوف قوات هادي وقوات التحالف والمرتزقة وهروبهم من ساحات المواجهة من جهة ومطالبة الشعب اليمني بحسم الموقف في هذه المدينة من جهة اخرى.