عبداللهيان: إيران لاتجامل احدا في الحفاظ على أمنها الوطني والإقليمي
* تواجد القوات الأجنبية في سوريا دون تنسيق مع الحكومة القائمة على راي الشعب السوري امر غير مقبول
*نرحب بمراجعة السياسة الخارجية لبعض الدول العربية والأوروبية والزيارات التي شهدتها دمشق في الأشهر الأخيرة
*المقداد:العلاقات بين ايران وسوريا تصب لصالح بلدان المنطقة التي ينبغي ان تنعم بالتقدم والتنمية والامن
طهران-كيهان العربي:- صرح وزير الخارجية حسين امير عبداللهيان ان إيران لا تجامل أية جهة في الحفاظ على أمنها القومي والإقليمي.
جاء ذلك في تصريح ادلى به امير عبداللهيان خلال مؤتمر صحفي مع نظيره السوري فيصل المقداد عقب عقدهما جولة من المحادثات الثنائية امس الاثنين .
ورحب وزير الخارجية في البداية بوزير الخارجية السوري و قال: "أجرينا محادثات جيدة وبناءة وتستشرف العلاقات الثنائية في ظل الظروف الجديدة لسوريا ، حيث تتمثل المقاربات في النظر في التعاون التجاري والاقتصادي والتركيز على تسريع التعاون بين البلدين . "
وأضاف امير عبداللهيان: "أود أن أؤكد أن العلاقات بين البلدين استراتيجية ومتميزة". نشيد بتضحيات شهداء المقاومة والشهداء الايرانيين المدافعين عن المراقد المقدسة الذين كان لهم إلى جانب القوات المسلحة السورية دوراً مهماً في مكافحة الإرهاب وعودة الأمن إلى المنطقة ولاسيما الشهيد قاسم سليماني الذي لعب دورا مفصليا في هذه المعركة ومحاربة الارهاب في المنطقة ونحن الان على اعتاب الذكرى الثانية لاستشهاد هذا القائد الكبير والمدافع الإيراني العظيم.
وافاد وزير الخارجية ايضا باننا أجرينا محادثات مهمة بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك" مؤكدا ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدين وجود قوات أجنبية في سوريا دون تنسيق مع الحكومة القائمة والنابعة عن ارادة الشعب السوري ، ولا تعتبر هذا الوجود في مصلحة الأمن والسلم في المنطقة.
وتابع رئيس السلك الدبلوماسي: "رحبنا بمراجعة السياسة الخارجية لبعض الدول العربية والأوروبية والزيارات التي شهدتها دمشق في الأشهر الأخيرة وقرارات إعادة فتح سفارات بعض الدول العربية والغربية في سوريا".
وقال: "قمنا بتنفيذ برنامج شامل لتصدير الخدمات الفنية والهندسية والمشاركة سواء في مجال إعادة الإعمار السوري وكذلك في مختلف مجالات تعاون القطاع الخاص في مجال التجارة".
وقال أمير عبد اللهيان إنه أجرينا مناقشة تفصيلية حول أفغانستان واضاف : "نتفق على أن تشكيل حكومة شاملة بمشاركة جميع المجموعات العرقية في أفغانستان ومكافحة الإرهاب والاهتمام برأي الشعب الأفغاني من بين القضايا الرئيسية التي ينبغي أن تحظى باهتمام مجلس الادارة المؤقتة في افغانستان.
كما أشار رئيس السلك الدبلوماسي الايراني: "بالطبع ، نحن نتفهم الوضع في أفغانستان وان القوات المرتبطة بالمجلس المؤقت الحاكم مازالت تفتقر الى السيطرة اللازمة على الحدود مع الجيران".
لكني أود أن أوضح هنا بصراحة أن الجمهورية الإسلامية الايرانية لاتجامل اي جهة في الحفاظ على الأمن القومي والإقليمي ، ونلفت نظر المسؤولين في مجلس الإدارة في كابول الى هذه القضية والتركيز على مسؤولياتهم في هذه المرحلة الانتقالية ينبغي أن يكون المحور الرئيسي للعمل.
وأوضح حول الهجمات المتفرقة للكيان الصهيوني على سوريا: إن الكيان الاسرائيلي المزيف والإرهابي هو سبب ومصدر زعزعة الأمن في منطقة غرب آسيا. ولا يساورنا شك في أن سوريا هي في الخندق الاول لمحور المقاومة في الدفاع عن امنها الوطني وارضها ولن تقصر في هذا المجال.
وصرح وزير الخارجية: "نحن لا نعتبر تسوية بعض الدول العربية مع الكيان الصهيوني يخدم السلام والاستقرار والأمن في المنطقة".
وأعرب أمير عبد اللهيان ، عن تقديره لحضور وزير الخارجية السوري في طهران ، وقال أننا سنشهد اتفاقات جيدة للغاية بشأن دفع العلاقات الإيرانية السورية الى الامام اكثر في الأسابيع المقبلة ، ونأمل أن نشهد لقاء الرئيسين في مكان متفق عليه في القريب العاجل.
ورداً على سؤال حول تعزيز التعاون التجاري بين إيران وسوريا وخطط إيران في هذا الصدد ، قال رئيس السلك الدبلوماسي: خلال المشاورات مع رئيس الجمهورية ، تقرر تعيين السيد رستم قاسمي وزير الطرق كرئيس للجنة الاقتصادية المشتركة للبلدين وانه سيعمل بنشاط على تطوير التعاون التجاري وتنفيذ الوثائق في هذا المجال ، في كل من القطاعين الخاص والعام بين البلدين.
من جانبه قال وزير خارجية سوريا فيصل المقداد إنه خلال لقائه الرئيس ابراهيم رئيسي سلم دعوة وجهها الرئيس بشار الاسد لنظيره لزيارة دمشق.
وقال فیصل المقداد، في المؤتمر الصحفي المشترك: إن رسالة الرئيس الاسد تعكس نظرتنا لاهمية العلاقات بين البلدين.
ووصف لقائه ومحادثاته التي أجراها مع الرئيس رئيسي بأنها جسدت العلاقات المتميزة والاستراتيجية بين سوريا وايران.
وعدّ العلاقات بين البلدين بأنها تهدف الى التأسيس لمستقبل واعد لشعوب المنطقة والتي تضمن الحرية والاستقلال وسيادة بلدانها والغاء تأثيرات التدخلات الاستعمارية للاخرين.
كما عدّ العلاقات بين ايران وسوريا تصب لصالح بلدان المنطقة والشرق الاوسط التي ينبغي ان تنعم بالتقدم والتنمية والامن وليست لصالح التدخلات الاستعمارية من قبل البلدان الاجنبية.
ولفت الى ان الشرق الاوسط لاينبغي ان يكون مكانا لدعم الارهاب الذي يمزق الشعوب والمجتمعات.
واشار الى محادثاته مع نظيره الايراني عبداللهيان، مبيناً أنها شملت العديد من المواضيع، "وبالنظر للتطورات العديدة لاينبغي ان تكون اللقاءات والحوارات على ازمان متباعدة"
ونوه الى الاوضاع الجارية في افغانستان، موضحاً: ان هذا البلد لايبعد كثيرا عن سوريا وظروفها تترك تأثيرات على المنطقة برمتها بما فيها سوريا.
وندّد بالسياسات الاميركية لدعم الارهابيين، مبينا انها نقلت مئات وآلاف الارهابيين الى افغانستان من سوريا، "ونتطلع الى المستقبل ونأمل ان ينال الشعب الافغاني التقدم والتنمية عقب انسحاب القوات الاميركية من هذا البلد".
وأكد ان بلاده تدعم أهداف الجمهورية الاسلامية الايرانية حول افغانستان كتشكيل حكومة شاملة بمشاركة جميع الفصائل والقوى وأهمية استمرار مكافحة الارهاب واقامة علاقات طيبة وصداقة مع بلدان الجوار الافغاني.
ولفت الى ان المحادثات مع نظيره الايراني شملت العراق ايضا، معربا عن أمله بأن تتفق القوى والاحزاب في هذا البلد على تعزيز مكافحة الارهاب وانسحاب القوات الاجنبية وارساء الامن المستدام في هذا البلد.