kayhan.ir

رمز الخبر: 142250
تأريخ النشر : 2021December04 - 21:02

سقوط النظام السعودي في افتعال الازمات

واخيرا وبعد شهر من الشد والعطاء والتحدي المتبادل بين الدولة السعودية العظمى! ووزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي الذي برهن على انسانيته ونبله اكثر من ان يكون وزيرا وهذا درس كبير للمسؤولين في مختلف بلدان العالم فقد بقي هذا الوزير  الشجاع متمسكا بمبادئه التي يؤمن بها تجاه الشعب اليمني ولن يتنازل عنها او يعتذر وعندما اضطر لاتخاذ القرار النهائي نزولا عند كرامة شعبه وعدم اخذه رهينة  لئلا يمس اشرار الارض وطغاة العصر عزة بلده واهلها الذين يعيشون في السعودية وبقية دول مجلس التعاون، آثر على الاستقالة لكنه هو من حدد التوقيت المناسب لها وليس ما اراده النظام السعودي لكي يسجل انتصارا زائفا يتبجح به وهذا ما اتضح جليا من خلال انعكاس خبر الاستقالة في قناة العربية التي اوردت النبأ على الشكل الآتي "خبر عاجل وليس مهما للغاية"، استقالة وزير الاعلام اللبناني، هذا التناقض في كيفية اعلان الخبر العاجل والغير مهم للغاية وحتى عدم ذكر اسم الوزير، يدلل على مدى تخبط النظام السعودي في التعامل مع هذا الخبر ويؤكد على افلاسه وفضيحته المدوية.

وبالطبع هذه ليست المرة الاولى الذي يهزم فيه النظام السعودي في مسلسل اختلاقه للازمات فقد سبق له ان احتجز رئيس وزراء لبنان سعد الحريري وكأن هذا البلد محافظة سعودية ولو لا جنسيته الفرنسية الثانية التي انقذته لكان مصيره افظع من مصير "خاشقجي".

لقد كشف النظام السعودي ومن خلال  الاستراتيجية التي رسمتها له اميركا عن ماهيته التخريبية والتدميرية كالكيان الصهيوني في المنطقة حيث تؤكد القاصي والداني انه لا يستطيع الاستمرار في الحياة الا عبر افتعال وتصدير الازمات الى الدول العربية والاسلامية وهذا ما تجلى بارزا  في نشاطاته الفوضوية والدموية من قبل في افغانستان وباكستان والعراق وسوريا ولبنان واليوم في اليمن وكلها باءت بالفشل والاندحار نتيجة لوعي الشعوب  وتصديها للتغلغل الوهابي الارهابي وفكره الهدام وهذا ما دفع ببن سلمان ان يعترف  بحقيقة الموقف في حديثه لاحدى الصحف الاميركية "بان اميركا هي من طلبت منا نشر الفكر الوهابي للتصدي للغزو الشيوعي".

 لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل ان طلب السعودية باستقالة الوزير قرداحي، كان الباب لاغلاق ملف الازمة التي افتعلتها الرياض أم كان ذريعة؟ وهذا ما اتضح لاحقا عندما ناقضت السعودية نفسها واعلن وزير خارجيتها بن فرحان بان المشكلة في هيمنة حزب الله على لبنان  وليس استقالة القرداحي. واليوم يتكرر الموقف حيث يعلن الامير عبدالرحمن  بن مساعد بن عبدالعزيز بأن المشكلة ليست في استقالة القرداحي وانما المشكلة عند حزب الله الذي يتحكم بلبنان.

هذه المواقف المتذبذبة والمتخبطة تدل على ان القرار السعودي في مكان اخر حيث يتماشى تماما  مع السياسية الاميركية والصهيونية  في تحميل المسؤولية لحزب الله حول الاوضاع الاقتصادية في هذا البلد.

واليوم يشكك الكثيرون بان استقالة القرداحي ستجعل نهاية للازمة التي افتعلتها الرياض مع بيروت بل ستكون مقدمة لاستفزازات لاحقة للضغط على لبنان واجبارها على اعلان التبعية الكاملة للسعودية خاصة وانها تملك طابورا خامسا في هذا البلد يتقدمه المجرم الارهابي سمير جعجع وحزب الكتائب وبقية السياديين الذين طالما تباكوا زورا وبهتانا على سيادة البلد واليوم يفرطون بها بسخاء خدمة لآل سعود وهذا ما اكده الوزير قرداحي من ان هذه القضية كشفت فضيحة هؤلاء السياديين الموتورين وكذلك كشفت للعالم عن عمق التدخل السلبي للسعودية في فرض املاءاتها على لبنان وكشفت في نفس الوقت الادعاءات المزورة في اقحام ايران بالتدخل في الشأن اللبناني وطهرتها من هذه التهم الرخيصة.