kayhan.ir

رمز الخبر: 142191
تأريخ النشر : 2021December03 - 20:29

نصر آخر لايران في فيينا

بعد خمسة ايام من المفاوضات الجادة والمفيدة  التي جرت في فيينا بين ايران ودول (4+1) لم يتوصل الطرفان الى افق واضح حول تنفيذ بنود الاتفاق النووي بسبب ان الطرف الاوروبي لم يمتلك الصلاحيات الكافية للبت في المسودتين اللتين قدمتهما ايران مع ان النصوص المقترحة في المسودتين تتفق تماما مع بنود الاتفاقية النووية الموقعة عام 2015 وتستند الى المبادئ المشتركة التي اتفق عليها الطرفان.

ويبدو ان الاطراف الاوروبية لم تصل بعد مرحلة النضج السياسي لاتخاذ القرار وان ممثليهم في محادثات فيينا مسلوبي الارادة ولم يمتلكوا القرار الشجاع وهم بحاجة مستمرة للتشاور مع عواصمهم وهذا ما تكرر سابقا في الجولات السابقة لمحادثات فيينا في وقت نرى ان مندوب ايران لهذه المحادثات مخول في اتخاذ اي قرار يتناسب مع المصالح الوطنية لايران.

وخلال هذه الجولة من المحادثات اتضح للعيان ان بعض الاطراف ترفض تنفيذ التزاماتها وهذا ما يولد الشك لدى الطرف الاخر حول نوايا تلك الاطراف لمسار هذه المحادثات  والتوصل الى اتفاق  مشترك لتنفيذ بنود الاتفاقية لا اكثر ولا اقل.

ان طهران اعلنت وعلى لسان كبير مفاوضيها السيد باقري كني انها مستعدة لتعليق المفاوضات التعويضية شرط الغاء الطرف الاخر اجراءاته الظالمة التي نقضت الاتفاق النووي.

واليوم فان الكرة في الملعب الاميركي والاوروبي لان ايران قدمت مستودتين للجانب الاوروبي بشأن الغاء العقوبات كاملة والالتزامات النووية وهي تنتظر من هذه الاطراف تقديم اجوبتها المقنعة والمنطقية على مقترحاتها. لذلك يتوجب على الاطراف الاوروبية ان تتحمل مسؤوليتها وفقا للالتزامات التي قطعتها على نفسها في تنفيذ هذه الاتفاقية، لان ايران تطالب فقط بحقوقها النووية المنصوصة عليها في القوانين والاتفاقيات الدولية لا اكثر ولا اقل وانه من غير ممكن ان تدعي هذه الاطراف ان ايران تطالب اكثر مما  هو موجود في الاتفاقية النووية.

وقد لمس العالم اجمع جدية واستعداد طهران التام لخوض الجولة السابعة لمفاوضات فيينا من خلال حجم الوفد المفاوض وتشعب الاختصاصيين من كل المجالات بهدف الخروج بنتائج مثمرة وملموسة وهذا ما عبر عنه وزير الخارجية السيد امير عبداللهيان بشكل او اخر بأن لدى فريقنا المفاوض خطط ومبادرات واضحة وملموسة وعملية لكل مرحلة.

لكن ما عثّر المفاوضات  يوم امس الجمعة هو الجانب الاوروبي الذي طلب المهلة للعودة الى عواصمه وهذا ما اشارت اليه وكالة رويترز "بان الاوروبيين يريدون العودة لعواصمهم للتشاور". وهذا ما يؤكد بأنهم عندما شعروا ان الارض رخوة من تحتهم ونضبت سهام خبثهم وشرورهم تخفوا وراء اصابعهم للتعتيم على هذه الفضيحة وهذا يؤكد مرة اخرى ان طهران تمتلك اليد الطولى في هذه المفاوضات وقد استطاعت ان تسجل انتصار آخر في فيينا على خصومها بعد ان سجلت الانتصار الاول في ابعاد اي ملف ثانوي عن الملف النووي.

على الاطراف الاوروبية ومن ورائه اميركا ان يدركوا تماما ان طهران رئيسي غير طهران روحاني لانها تمتلك البدائل ولايمكن ان تصل يوما الى طريق المسدود وعليهم ان يدركوا ويستوعبوا الدرس جيدا انه اذا اقتضى الامر في النهاية  فان طهران ستلوح بالخطة البديلة وهي الاستمرار في البرنامج النووي والغنى عن المفاوضات .