kayhan.ir

رمز الخبر: 141959
تأريخ النشر : 2021November29 - 20:29

اميركا الخاسر الاكبر ان لم تراجع حساباتها

بعد وقفة دامت لخمسة اشهر بسبب الانتخابات الرئاسية الايرانية، استأنفت يوم امس الجولة السابعة لمفاوضات فيينا بين ايران ودول (4+1) عسى ان تنتهي باحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015 والذي عطله الرئيس ترامب  عام 2018بانسحابه ليثبت للعالم بان اميركا لا تعير اهمية لاي اتفاق دولي حتى وان ذيل بتوقيعها باعتبارها فوق القانون ولا تتعامل مع العالم الا بلغة الغاب. فايران الثورة الاسلامية صاحبة الحضارة العريقة الضاربة في جذور التاريخ لايمكن باي حال من الاحوال ان ترضخ لهذه اللغة الحيوانية الممزوجة بالعنجهية والهيمنة لانها تتعامل الند بالند لا اكثر ولا اقل مع اي بلد كان ضعيفا ام قويا لانه لا يمتلك اكثر من صوت واحد في المنظمات والمؤسسات الدولية التي حددت حقوق ووظائف كل دولة لذلك يتوجب عليها ان لا تتطاول على حقوق الاخرين بصفتها دولة عظمى وتمتلك القوة.

وعلى اية حال انتهى الاجتماع الاول من الجولة السابعة بين ايران ودول (4+1) مساء امس بنجاح على حد قول المفاوض الروسي اوليانوف رغم البون الشاسع في مواقف الطرفين فطرف يريد احقاق حقوقه النووية بناء على الاتفاق الموقع والذي صادقت عليه المنظمات الاممية وطرف غير ملتزم ومنتهك للقوانين والاتفاقيات الدولية الذي يريد فرض ارادته وهيمنته على الشعوب بالقوة.

ان ايران الاسلامية وكعادتها تشهر على الدوام بمواقفها المبدئية والشجاعة بكل صراحة وشفافية لا تخاف في الله لومة لائم قد اعلنت بالامس وعلى الاشهاد انها تدخل المفاوضات بحسن نية وجدية لاحياء هذا الاتفاق الذي اخلت به اميركا وتنصلت عن تنفيذه وهكذا فعل الاوروبيون بدل ان يملؤا الفراغ ويعوضوا الخسارة ليأخذ الاتفاق مجراه، فكل ما تتوقعه طهران من هذه الجولة اذا كانت اميركا جادة للعودة لغرفة المفاوضات عليها رفع كامل العقوبات حتى تتثبت طهران من تحققه اضافة الى اعطاء ضمانات لعدم تكرار انسحابها كما فعلت من قبل.

وحتى الساعة فان الشواهد لا تدل على ان اميركا تريد العودة الى المفاوضات بحسن نية بل لديها شروط مستحيلة كادخال قضايا المنطقة والبرنامج الصاروخي الذي لا يتعلق بالملف النووي لا من قريب ولا من بعيد اضافة الى بعض التعديلات وهذا ما سيعقد المفاوضات التي ستصبح لا طائل من ورائها اذا ما تزمتت بمواقفها الغير الاصولية واللامسؤولة.

فايران اليوم تمتلك الكثير من اوراق القوة وهي في الموقع الاقوى حيث فصلت سياستها الخارجية عن هذا الملف وفعّلت اقتصادها المقاوم وهكذا علاقاتها التجارية والاقتصادية مع دول الجوار واصبحت عضوا رسميا في منظمة شنغهاي ولاتبالي ما هذا سيفعل  الاميركان او الاوروبيون لانهم المتضرر الاول من عدم احياء الاتفاق النووي وهذا ما اشارت اليه صحيفة نيويورك تايمز في مقال لها مؤخرا بان "ايران تمكنت من اعادة قدرتها النووية وان قدراتها تفوق مما يتصوره الاسرائيليون".

وما كتبته "معاريف" يوم امس يعكس تماما خيبة الامل الاسرائيلية حيث قالت "ان اسرائيل التي شجعت اميركا على الانسحاب من الاتفاق  النووي احتفلت يومها بالنصر من دون ان تعرف ان الامر يتعلق بهزيمة لان ذلك لن يترك اي اثر على ايران. فايران لم تسقط ولم تزحف الى المفاوضات بل على العكس سخرت من واشنطن واستمرت في التخصيب كحق لها."

اذن لم يبق امام اميركا سوى خيار واحد وهي ان تنصاع للحق والحقيقة كدولة مسؤولة تحترم نفسها وفي نفس الوقت يجب ان تحترم ارادة الشعب الايراني وخيارته وحقوقه المنصوصة عليها في القوانين والاتفاقات الدولية كاي دولة اخرى في العالم للوصول الى اهدافها السامية في ظل برنامج نووي سلمي وهذا ما سيحسن صورتها السيئة جدا في العالم والا سيبقى العار يلاحقها كدولة سيئة الصيت لدورها في صنع الارهاب وتصديره للاستثمار فيه بهدف الهيمنة على مقدرات الشعوب ونهب ثرواتها.