kayhan.ir

رمز الخبر: 141881
تأريخ النشر : 2021November28 - 20:15

ما الذي يصادف هذا اليوم؟!

حسين شريعتمداري

1 ـ بعد يومين من المفاوضات النووية الايرانية مع مجموعة 5+1 والتي عقدت في بغداد، دونت مقالا لهذه المناسبة في الصحيفة، قلت حينها؛ "ايها السادة والسيدات! هل تعلمون ماذا يصادف هذا اليوم"؟ هذا التساؤل طرحه الدكتور جليلي مسؤول فريقنا النووي مع بداية احدى جلسات العمل المقررة في بغداد، سأله من ممثلي مجموعة 5+1، فكان سؤالا مفاجئا، فاجاب اعضاء وممثلي فرق التفاوض لمجموعة 5+1، وهم لا يعلمون ما علاقة السؤال بموضوع المفاوضات اجابوا باستغراب؛ "اليوم هو يوم الاربعاء الثالث والعشرين من شهر مايس عام 2012".

فقال الدكتور جليلي "وهو اليوم الثالث من خرداد اي بالضبط هو اليوم الذي تحررت فيه مدينة خرمشهر من الاحتلال العراقي خلال حكومة صدام قبل ثلاثين عاما".

ومن ثم شرح كيف تدخلت القوى الكبرى والصغرى في العالم في حرب لثمان سنوات دعما لصدام فشاركت الدول نفسها التي يحضر ممثلوها اليوم في المفاوضات مجموعات 5+1، بكل ما تملك من اجهزة وعتاد وآلات  الحرب والسياسة والاعلام، فمن دبابات ليئوبارد الالمانية وتشيفتن البريطانية، وصواريخ اكروز ومقاتلات ميراج وسوبر اتاندارد الفرنسية، وطائر ات ميغ وصواريخ سكادبي الروسية، والقنابل الكيمياوية الالمانية والبريطانية، وصواريخ سايد بايندر وطائرات آواكس الاميركية، والدولارات السعودية والكويتية والاماراتية و... كل ذلك قدمت للنظام البعثي الصدامي، وكما قال  سماحة الامام الراحل (ره)، كنا لوحدنا ولكن شهدتم كيف عبرنا تلك العقبة الكأداء الى ضفة النصر فاين هو صدام اليوم؟ واين نضع اقدامنا  اليوم؟... فاليوم وفي ذكرى  تحريرنا لمدينة خرمشهر باقتدار، وفيما استعاد الشعب العراقي المظلوم حاكمية العراق وهيمنة اصدقائنا الستراتيجيين، نجتمع اليوم معكم لنتفاوض في قصر صدام".

واستطرد الدكتور جليلي حديثه؛ "في تلك الايام حيث تخندق العالم اجمع في جبهة، وايران الاسلامية شامخة في جبهة ثانية، فلم نستسلم لسلطة الغرب والشرق ومن يدعمونهم في المنطقة، من هنا ينبغي ان لا تتوقعوا اليوم واذ نحن في قمة اقتدارنا، ان نعطي الاتاوات لاحد،  ونخضع لمطالبهم غير القانونية والسلطوية".

2 ـ وتستأنف اليوم (29 نوفمبر) المفاوضات المتوقفة، في فيينا، وهي تصادف الذكرى السنوية الاستشهاد لاغتيال العالمين النووين الكبيرين الايرانيين، وهما؛ الشهيد مجيد شهرياري، والشهيد محسن فخري زادة، في السادس والعشرين والسابع والعشرين من نوفمبر.

وينبغي  ان لا يغفل فريقنا النووي مع اي ذئاب مفترسة سيتواجهون. فبالامس قال "روبرت مالي" المبعوث الاميركي الخاص للشأن الايراني، فيما اذا لم يكن فريقنا المفاوض مستعدا للتفاوض مع الوفد  الاميركي بشكل منفصل؛ "سنقيم فندقا في الغد وعلينا  ان ننتظر لنرى هل يتباحث  الاخرون مع ايران على طاولة التفاوض وما الذي سيخبرونا به. وبالطبع ينبغي  ان لا يكون كذلك اذ لطالما قلنا للايرانيين ان اردتم التوصل لنتيجة عاجلة، فمن الافضل ان نجلس الى  طاولة المفاوضات سوية".

واعتبر روبرت مالي، وبشكل تلويحي، ان ممانعة ايران الجلوس  الى الفريق الاميركي، بمثابة اهانة لاميركا، معلنا؛ ان هذا الاجراء الايراني سيؤخر من التوصل الى نتيجة جراء المفاوضات. وهنا لابد من القول؛  رغم ان الانتقام لدماء شهدائنا الابرار ينبغي  ان لا يطوى بقانون التقادم، الا ان استمرار توجيه الاهانات لاميركا برفض الجلوس مع فريقها النووي على طاولة التفاوض، لهو ادنى اجراء نتوقعه من فريقنا النووي. فكيف نجيز لانفسنا الجلوس على طاولة التفاوض  مع قتلة الشهيد سليماني وابو مهدي وشهرياري وفخري زادة وعلي محمدي واحمدي روشن ورضائي نجاد و...؟!

3 ـ من البديهي ان هذا هو نزر يسير من مجريات الواقعة، ونار مقدسة تستعر في قلوب الشعب لشهادة شهدائنا وهي لن تنطفئ حتى بالانتقام والاقتصاص من قتلة هؤلاء الشهداء الاعزة.