kayhan.ir

رمز الخبر: 141277
تأريخ النشر : 2021November19 - 20:10

اليأس الاميركي من السعودية

مهدي منصوري

 

نقل دبلوماسي عربي عن مسؤول اميركي تعليقه على معارك مأرب والحديدة بالقول "ليس بيدنا ما نقدمه للسعوديين سوى النصيحة ونصيحتنا هي ان يفعلوا ما فعلناه في افغانستان. فلاهم اقوى منا ولا طالبان اقوى من انصار الله".

تعكس هذه النصيحة الاميركية دلالات كثيرة واهمها هو ان السعودية اليوم هي في اضعف حالاتها وان  ما تملكه من قدرات عسكرية لم تستطع ان تحسم الامر في اليمن لصالحها بل تتجرع كأس الهزيمة يوما بعد آخر  بحيث ان الحليف الاستراتيجي بل والدافع الاساس للعدوان على اليمن وهم الاميركان المجرمون وصلوا الى حالة من اليأس والانهيار الكبيرين لمايرونه من انتصارات رائعة يحققها ابناء  انصار الله والجيش الوطني اليمني والذي اخذ يزحف وبقوة نحو تحرير مأرب من ربقة العدوان السعودي والذي سيشكل انعطافة كبيرة في حالة الصراع  بين محور مقاومة الاميركان والصهاينة والمعتدين المجرمين الذين لا يفهمون سوى لغة القتل والتدمير.

وكذلك فان النصيحة الاميركية تعكس وبصورة  جلية ان اميركا لايمكن ان تستمر في دعم السعودية والى مالانهاية مما يعتبر انها قد اعطت ظهرها للرياض  وتركتها وحدها في الميدان كما تخلى عنها جميع من تحالف معها من الدول الاخرى خاصة الخليجية منها، لانهم لا يريدون ان تحرقهم النار القادمة من اليمن والتي لو قيض لها ان تشتعل فستجعلهم في خبر كان، وكذلك تركوا السعودية وحدها لتحترق او تسمع نصيحة اسيادها في اعلان الانسحاب  المذل لتجر اذيال الخيبة والخسران مرغمة صاغرة  امام ارادة شعب صابر قاوم كل انواع الجرائم التي ارتكبت بحقه من قبل ليس فقط السعودية بل كل الدول الداعمة بالمال والسلاح والاعلام وغيرها.

وكذلك يعكس مفهوما آخر ابعد مما يحدث في ا ليمن الا وهو ان الادارة الاميركية قد وصلت الى قناعة ان ليس لها مكان في المنطقة،  بل انها لم تجد من يثق بها او يأتمر باوامرها بحيث لم تجد بدا من التفكير في الانسحاب من كل المنطقة وقد كانت افغانستان الخطوة الاول وستليها خطوات مخزية في سوريا والعراق وغيرها من الدول. وبطبيعة الحال فان ذلك يحسب انتصارا كبيرا لمحور المقاومة الذي استطاع وبقدراته المحدودة مواجهة الاجراءات القاسية الاجرامية التي استخدمتها واشنطن ومن وقف معها ان يكسر كل العنجهية الاميركية ويمرغ انفها في التراب.

واخيرا لا نغفل ان نرسل رسالة اجلال  وتقدير للشعب اليمني المقاوم الذي تمكن بصبره وصموده ومفاجآته التي اذهلت العالم ان يفرض على الشيطان الاكبر اميركا ان تستسلم وبذلة متناهية وتطالب الرياض  بالانسحاب وقبل فوات الاوان او كما يقال قبل "ان يقع الفأس في الرأس". وفي النهاية ان تسمع النداء الاميركي الحاني عليها والا فان القادم سيكون عليها اسوأ مما هو عليه اليوم.