kayhan.ir

رمز الخبر: 140777
تأريخ النشر : 2021November10 - 19:51

ولما رأوا بأسنا قالوا امنا

 

مهدي منصوري

اتضح لكل ذي عينين ليس في العراق فحسب بل وفي اي بلد في العالم وهو يتابع  عملية استهداف بيت الكاظمي المهجور والذي لم يتأثر  من خلال الصواريخ  حتى بانهيار طابوقة  واحدة، ان العملية كانت تخفي وراءها الكثير من السيناريوهات والتي ابرزها الاعلام الاميركي و الاعلام السعودي المأجور. رغم ان العملية لم يكن لها سابقة في العراق ان يستهدف  منزل رئيس الوزراء  بالطائرات  او الصواريخ. وفعلا ولم تمض سوى ايام اتضح انها مسرحية مفبركة وباخراج ضعيف جدا لم يسعف المخرج الاميركي من الوصول الى النهاية.

ومنذ الوهلة الاولى التي اعلن الاعلام الخليجي المأجور  عن العملية وقبل الاعلام العراقي شابت الشكوك لدي المراقبين للشان العراقي فهل يمكن ان يستهدف  منزل رئيس الوزراء العراقي والعراقيون غارقون في نوم عميق بحيث لم يعلموا عنه الا من خلال قناة العبرية السعودية والحرة الاميركية. وقد تبين ان العملية لم تكن واقعية منذ اللحظة التي ظهر فيها الكاظمي وهو يتوعد انه سيصل الى الجهة  التي قامت بها، وكذلك صدرت التصريحات المربكة  عن العملية وعن عدد الطائرات المسيرة التي اشتركت وعن سلوك المخرج الاميركي الاهوج عندما اغلق العمل بمنظومة المراقبة، وكذلك وبعد يومين ظهرت تصريحات متناقضة من الجيش والداخلية حول المنطقة التي انطلقت منها المسيرات اوصلت قناعة الشعب العراقي قبل غيره ان هناك امرا خطيرا يستهدف جهة سياسية معينة بذريعة هذا الاستهداف،  وفعلا ظهرت اشارات اميركية بالدرجة  الاولى والتي اتهمت  ابناء المقاومة بالضلوع في هذه المسرحية السخيفة  وهددت انها ستقوم بدورها في مواجهة ابناء المقاومة وتبعتها الذيول من الداخل العراقي من المحللين وخبراء الدولار الاميركي السعودي وهم يضربون على نفس الوتر. الا ان المقاومة الباسلة كانت واعية لما يجري وكانت تدرك ايضا انهم هم المستهدفون من هذه المسرحية لذلك طالبوا بتشكيل لجنة تحقيقية قايدة لكي تكشف الحقيقة.

وبعد زيارة قائد قوات القدس السيد قاآني الى العراق بدعوة من الكاظمي واجتماعه بصالح وكبار المسؤولين وجميع رؤوساء الكتل الكردية والسنية  للوصول الى حقيقة الامر وما ستؤول اليه الاوضاع في العراق فيما اذا اصرت الحكومة وبناء على رغبة اميركا ان تتهم المقاومة لكي تقوم بعمليات انتقامية مثل الاعتقالات والاغتيالات للمقاومين. مما دفع بقائد فيلق القدس ان يحذر من انفلات الوضع وان لا تذهب الامور بعيدا لتشعل نار فتنة عمياء  يتضرر منها الجميع، بل ستذهب بالبلاد الى ما لا يحمد عقباه. وحذر وبشدة من ان اي استهداف لقادة المقاومة حتى ولو كان من الدرجة العاشرة من قبل الاميركي او من اتباع اميركا في العراق بحجة الرد على استهداف منزل فان  الطائرات المسيرة الحقيقية ستلاحق اتباع اميركا في  بيوتهم. ولما وصلت هذه الرسالة الى  الاميركيين الذين كانوا يتوعدون ويهددون بالقصاص حتى تغيرت لهجتهم 180 درجة اذ خرج الكاظمي ومن شاشات التلفزيون يدعو للتهدئة،  اما البنتاغون الذي فهم الرسالة جيدا ووعاها وفي الوقت الذي وضع نفسه محاميا ومدافعا عن الكاظمي وانه سيفعل ما يفعل متهما المقاومة خرج بتصريح غريب عجيب بالقول بانه "لا يتهم اي جهة باستهداف  الكاظمي". هذا التراجع المخزي للاميركان وضعهم وعملاؤهم امام استهزاء وسخرية العراقيين.

ولذا فمن نافلة القول والذي يدركه الجميع ان اميركا والسعودية لا تريد للعراق لا الامن ولا الاستقرار ولا الازدهار وهما يبذلان جهدهما ان تبقى الفوضى السياسية والاجتماعية هي الغالبة على الوضع في العراق. ولكن وفي الطرف المقابل فان المخلصين من العراقيين لوطنهم وبلدهم لازالو واعين ويقظين ولا يمكن ان يسمحوا يوما ما لتحقيق اهداف اعدائهم، وكما افشلوا المؤامرات والاجندات السابقة فانهم سيتصدون وبقوة لافشال  كل مسعى او جهدا يقف امام استقلال وسيادة ووحدة العراق وانهم سيقطعون كل الايادي الآثمة والمجرمة وبترها لكي لا تفكر يوما ان تعبث بامن واستقرار العراق والعراقيين.