kayhan.ir

رمز الخبر: 140570
تأريخ النشر : 2021November07 - 20:14

فتنة عمياء ببصمة اميركية

مهدي منصوري

الحادث  التي تعرض له بيت رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مدان وغير مبرر من قبل كل العراقيين لانه لايمكن استخدام هذا الاسلوب في التحول السياسي للبلد. الا ان هناك كثيرا من المؤشرات  ومن خلال التقار ير التي ترشحت منذ العملية  الى الان تؤكد  ان هذا العمل لم يكن عفويا بل ان وراءه جهات واجندات غير عراقية ومن خلال الشواهد الاساسية التي تثبت هذا الامر هو انه وكما يعرف الجميع ان امن الاجواء العراقية هو بيد الاميركان وحدهم من خلال اجهزة الرصد  الالكتروني وغيره خاصة المنطقة الخضراء التي تحظى باجراءات امنية ارضية وجوية  خاصة. فكيف يمكن وضمن هذه الاجراءات الاميركية المشددة ان تخترق طائرات او صواريخ وتضرب منزل رئيس الوزراء بالتحديد دون غيره؟ ولذا لازال  العراقيون ينتظرون الجواب الشافي لهذا الامر؟.

الا ان وفي قراءة سريعة لتطورات الاستهداف يعكس  ان الموضوع قد اعد له وبصورة متقنة من اجل تحقيق اهداف اجرامية وان يد الاتهام قد طالت اميركا بالدرجة  الاولى لانها وكما تساءل مراقبون امنيون لماذا لم يتم تفعيل منظومة المراقبة المتطورة "السيرام" من  داخل قاعدة التوحيد  الثالثة بالسفارة الاميركية التي عرفت من انها المنظومة التي يتم خلالها رصد الطائرات المسيرة؟.

وكذلك  فان قيادة عمليات بغاداد وفي رد فعلها طلبت التوضيح من السفارة  الاميركية عن سبب ايقاف هذه المنظومة يعكس ان العمل الاجرامي  باستهداف منزل رئيس الوزراء ليس عراقيا ولاصلة لاي جهة به،  بل ان رأس الفتنة وهي اميركا المتهم الاول. وكذك لابد ان نشير الى رد الفعل الاميركي والسعودي عن هذه الحادثة بوصفه بانه عمل ارهابي والعالم اجمع قد ادرك ان الارهاب اليوم هو اميركي سعودي. ولابد من التذكير ايضا ان الطائرات المسيرة الاسرائيلية لن تكشفها الرادارات ولا منظومات المراقبة الالكترونية.

 ولذلك فان هذا العمل الاجرامي الذي اريد منه ان يغرق العراق في اجواء مظلمة قد واجه الادانة من قبل كل الاطراف السياسية والعشائرية والشعبية العراقية خاصة وانه جاء بعد استهداف المتظاهرين المحتجين السلميين بالرصاص من قبل قوات مجهولة محسوبة على الحكومة العراقية والتي راح ضحيتها شهداء ومصابين.

ان استهداف بيت الكاظمي وفي هذا الظرف بالذات قد حذرت منه اغلب الاوساط السياسية خاصة على لسان الشيخ الخزعلي الذي حذر قبل  يومين من ان "هناك محاولات اطراف مرتبطة بجهات مخابراتية تخطط لقصف المنطقة الخضراء في بغداد لالقاء التهم على فصائل المقاومة".

واشارت اوساط اعلامية عراقية الى عملية الاستهداف  بالقول "ان محاولة الاغتيال  الكاذبة والمزعومة كانت هي الخطوة الاولى نحو اشعال نار الفتنة التي خطط لها اعداء  العراق. وتقع ضمن سيناريو لجر البلاد الى الاقتتال الداخلي". ولا يغيب عن بال العراقيين ان المساعي الاميركية والسعودية لجر الوسط الشيعي  الى حالة من الاقتتال والاحتراب وبادوات عراقية ولذلك جاء الاستهداف  لاثارة المشاعر محاولة منهم للوصول  الى ما كانوا يرمون اليه.

واخيرا والذي لابد ان يعلمه الجميع ان مشاريع اميركا والسعودية وادواتهما في الداخل والخارج سينالها الفشل بفعل مستوى الحكمة  الرفيع الذي ابداه قادة المقاومة والسياسة المخلصين للعراق بحيث ادرك الشارع العراقي بان حضوره السلمي  في الشارع مهم جدا. وان التضحيات التي قدمها بفعل جرائم فريق السلطة لا يقل اهمية من تلك التضحيات التي شهدتها وتشهدها ساحات المواجهة مع عصابات الارهاب الاميركية السعودية.