انتصارات الكرامة اللبنانية على من أرادوا سحقها
يبدو ان قضية الوزير اللبناني جورج قرداحي وحديثه السابق حول اليمن مجرد شماعة ارادت السعودية منها ابتزاز لبنان وفرض عنجهيتها وعجرفتها على انها القادرة على رفض هذا الوزير وهذه الحكومة خاصة بعد ان شعرت انها هزمت في اكثر الساحات العربية وغير العربية وان نفوذها قد تقلص في لبنان لدرجة انحسر دورها فقط في ميليشيا القتل والارهاب القوات اللبنانية ورئيسها سمير جعجع العميل الرسمي للكيان الصهيوني. لذلك غلبت عليها الهستيريا وخرجت على جميع الاعراف والاصول الدبلوماسية فطردت السفير اللبناني دون اي مبرر واستدعت سفيرها الغير مرحب به اساسا من اغلب اللبنانيين واوقفت وارادتها من هذا البلد وان منعت قبل اشهر دخول المنتجات اللبنانية بحجج واهية في اطار مساهمتها مع الاميركان لفرض الحصار على لبنان وتجويع شعبه.
لكن الحقيقة سرعان ما انكشفت بان ما يؤرق السعودية ليس تصريح الوزير قرداحي الذي نبش من القبور بل الحقيقة هو ما افصح عنه الوزير بن فرحان الذي كشف عورة المملكة تماما عندما قال لرويترز "ان الازمة مع لبنان تعود جذورها الى همينة حزب الله".
اما ما دفع السعودية اساسا لتفجير قنبلة قرداحي واثارة هذا الضجيج الخاوي الذي زاد من فضائحها هو التغطية على هزائمها وعجزها الصارخ في التعامل مع الميدان اليمني رغم امتلاكها لاحدث الاسلحة الاميركية والدعم الغربي لها.
ان عقدة مأرب والغرق في رمالها باتت تقض مضاجع السعودية وان تحريرها مسألة وقت لااكثر لان انصار الله قد حرروا لحد الان 14 مديرية من 16 مديرية بهذه المحافظة وانهم اليوم قاب قوسين من انهاء الوجود السعودي وعملائه من آخر معقل يتشبثون به في هذا البلد.
لقد انقلب السحر على الساحر فالسعودية التي ارادت ان تنتقم لهزيمتها في اليمن من لبنان وتظهر على العالم بانها هي من تمسك بالملف اللبناني خرجت خاوية اليدين حيث وقف ساسة لبنان واحزابه الشرفاء ومثقفوه وخاصة حزب المردة ورئيسه فرنجيه الى جانب الوزير جورج قرداحي في رفض الاستقاله ورفض التدخل السعودي في الشان اللبناني على ان كرامة لبنان فوق كل شيء".
ان الموقف النبيل لاغلبية الشعب اللبناني كان متفاعلا مع الوزير قرداحي في رفض التدخل السعودي المتعجرف الذي عطل تشكيل الحكومة لاكثر من سنة وشارك في تجويع الشعب اللبناني سيبقى وصمة عار على جبين آل سعود، لكن ما كان لافتا ومستغربا هو موقف رؤساء الوزراء السابقين في تحميل الضحية المسؤولية والوقوف مع الطرف الجاني السعودي ضد لبنان وشعبه، لكن في النهاية انتصرت الكرامة اللبنانية وهزم حلفاء السعودية واداواتها في هذا البلد الذين ارادوا سحق كرامته خدمة لال سعود الذين ثبت وقوفهم وراء مجزرة الطيونة بدفعهم لجعجع في ارتكابها بهدف افتعال حرب اهلية تشعل الاخضر واليابس في لبنان وتعطل الانتخابات القادمة.