kayhan.ir

رمز الخبر: 139914
تأريخ النشر : 2021October27 - 21:04

التجربة الطالبانية على المحك

انعقاد اجتماع طهران لدول الجوار الافغاني يأتي بعد اسبوع واحد من اجتماع مماثل عقد في موسكو بهدف مناقشة الوضع  الافغاني من مختلف  جوانبه وكيفية تعامل العالم معه، خاصة دول الجوار مع النظام الجديد في كابل والذي  هو رهن للتوصل معها لان الكرة الآن اصبحت في ملعبها وعليها ان تبدأ المشوار مع شعبها الذي يضم مختلف الطوائف  والقوميات والمذاهب وعليها ان تبذل الجهود الحثيثة للتنسيق معها بهدف تشكيل حكومة وطنية شاملة تضم جميع هذه الاطياف  لتكون نواة لدولة ديمقراطية مصغرة قبل ان يستفتى الشارع على شكل النظام ان كان رئاسيا او بر لمانيا هذا فيما اذا اتفقت طالبان على هذا النمط من الحكومة لان في طالبان جناحان أحدهما منفتح  ويتماشى مع تطورات العصر والثاني مغلق ولا يعترف  بالعملية الديمقراطية وهذا متروك للزمن لنرى ايا من الفريقين يستطيع اقناع الثاني.

فالاوضاع الاقتصادية الحالية في افغانستان ليست على ما يرام وهي متدهورة جداً نتيجة 20 عاماً من الاحتلال الاميركي الغاشم والمدمر فتخطي الازمات المستفحلة يحتاج الى برنامج منظم وتعاون مشترك وتقديم مساعدات دولية وجوارية حتى تستطيع افغانستان تجاوز كل هذه المحن والمشاكل الصعبة.

فأهم ما ذهبت اليه الاطراف المجتمعه في طهران من دول الجوار الافغاني التركيز على عدم التدخل الاجنبي والتاكيد على الأمن والسلام المستديم في هذا البلد وهكذا ايصال رسالة عالمية الى افغانستان بأن المجتمع  الدولي سيساهم بشكل جدي من خلال مساعداته ارساء الامن والسلام فيها.

على كابل ان تعلم جيداً بأن أي حكومة انتقالية بعيدة عن الشرائح الاخرى للشعب الافغاني تلك حكومة ناقصة لأنها غير قادرة على الاستفادة من مواهب جميع ابناء البلد. وبالتالي فان امثال هذه الحكومات لن تستطيع الحفاظ على بقائها لذلك ستلجأ للاعتماد على الحكومات الاجنبية.

لكن ما كان هو متوقع وما جاء في سياق البيان الختامي لاجتماع طهران الذي حضره ستة وزراء هم الجمهورية الاسلامية والصين وروسية وباكستان وتاجيكستان وتركمنستان وازبكستان، اكد البيان الختامي على دعم التغيير الاساسي الحاصل في افغانستان سيادة واستقلالا ووحدة اراضي وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

بيان دول الجوار الافغاني كان بجممله بيانا ايجابيا حيث حث دول الجوار والمجتمع الدول وخاصة الدول التي تسببت بالاحتلال والمشاكل المباشرة للشعب الافغاني ان تقوم بدورها الاساس بمساعدة هذا البلد وتعويضه واعماره خاصة وان البلد يمر باصعب ظروفه.

الامر الاخر والمهم الذي تطرق اليه البيان الختامي لدول الجوار هو مناشدة المؤسسات والمنظمات الدولية العمل بواجباتها لمساعدة افغانستان المنكوبة منذ 20 عاماً تحت وطأة الاحتلال الاميركي الذي دمر كل شيء في البلد ما عدا ازدهار  زراعة المواد المخدرة وانعاش تجارتها على حساب الشعوب.

وفي المقابل طلبت دول الجوار من الحكومة الافغانية القادمة والشاملة ان تكيف نفسها مع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية وتحترمها خاصة منظمة حقوق الانسان وغيرها وان لا تشكل اي تهديد لدول الجوار وان تكون حدودها حدوداً آمنة ولا تسمح بأي شكل من الاشكال للمجموعات التكفيرية التسلسل لدول الجوار بهدف زعزعة الامن والاستقرار فيها.

واخيرا ما اكد عليه وزراء دول الجوار الافغاني تشكيل اجتماعات دورية  منظمة لمناقشة كل ما يسهم في اعمار وتطوير افغانستان لتكون عنصرا ايجابيا وفعالا تشاطر دول المنطقة للمزيد من الاستتباب والاستقرار في هذه المنطقة.