الهبل الاميركي
مهدي منصوري
كشف المبعوث الاميركي الخاص بايران روبرت مالي ان "واشنطن ستستخدم ادوات اخرى غير دبلوماسية لمنع ايران من تطوير السلاح النووي" مشيرا الى "تمسك بلاده بالخيارالدبلوماسي لكن اذا تغيبت ايران فان الاتفاق النووي السابق لن يكون صالحاً" واضاف "ان بلاده تكثف من المسار الدبلوماسي والتشاور مع الحلفاء في الخليج الفارسي والمنطقة لبحث كل الخيارات".
الذي يقرأ ما قاله المهبول "روبرت مالي" يدرك ان هذا الدبلوماسي كما يقولون انه قد كان في غيبوبة طويلة وقد فاق منها الان، لان ما طرحه لم يكن جديدا ولا مستغربا وقد مل العالم من سماع مثل هذه السخافات والمهاترات التي لا طائل من ورائها.
وكذلك يعكس وبوضوح ان "روبرت مالي" ومن خلال التصريح يعيش في عالم أخر غير عالمنا وانه لم يساير الاحداث لان الموضوع النووي لم يكن حديثا ولا جديدا لكون المفاوضات اخذت شوطا طويلا امتد الى سنوات ولازال هذا من جانب، ومن جانب آخر فان لغة التهديد الجوفاء التي استخدمها اثارت السخرية والاستهزاء من قبل المراقبين لان هذه اللغة قد فقدت فاعليتها ومصداقيتها ولم يعد لها مكانا في هذا الوقت بسبب الكثير من المعطيات سواء كان على مستوى المنطقة أوالعالم. ولابد لهذا الدبلوماسي وقبل ان يطلق هذه التصريحات ان يقرأ ملف المفاوضات النووية بدقة متناهية ليفهم الى اين وصلت فيه الاوضاع وهو ما يدلل على غبائه او بالاحرى خبائثه.
وعندما يرفع صوته او عقيرته من ان بلاده ستستخدم ادوات اخرى غير دبلوماسية يعكس عدم فهمه للواقع المعاش والظروف الحالية الصعبة التي تعيشها بلاده من فقدان مصداقيتها في العالم بحيث لم تعد اميركا التي تستطيع ان تهدد اضعف بلد في العالم فكيف بايران. واعتقد انه لازال يعيش حالة الحلم الوردي الذي يختمر بذهنه ولم يدر ان بلاده وادارته السياسية والعسكرية قد وصلت فيه الى حد من الضعف من الانهيار والخور بحيث خرجت من افغانستان وهي تلبس لباس الخزي والذل بحيث ان هناك جنودا اميركان عالقين في افغانستان ولم يتمكنوا من الخروج من افغانستان مما دفع الادارة الاميركية الالتماس من طالبان بالسماح لهم بالعودة الى واشنطن اذن كيف يلجأ الى هذه اللغة الفجة والممجوجة وغير الفاعلة؟.
واخيرا ان على الغبي "روبرت مالي" ان يصحو ويفتح عينيه جيدا وان يخرج من حالة الغيبوبة التي يعيشها لان ايران اليوم لم تكن ذلك البلد الذي يهتم لمثل لغة التهديد ت خاصة من بلد مهزوم و منهار وفقد مصداقيته وقدرته. بل انها هي الوحيدة التي تحدد المسار والطريق الذي يمكن اتخاذه للوصول الى احقاق حقوقها المشروعة وهو ما يجب ان تفهمه واشنطن والاوروبيون وحلفاؤهم في المنطقة جيدا.