تخفي خسائرها في التنف خشية من التصعيد
ما كتبه الباحث "تشارلز ليستر" في معهد "الشرق الاوسط" الاميركي بان "البنتاغون يخفي حقائق الهجوم على التنف تحسبا لاي طارئ ويسترسل انها "ضربة كبيرة لحيثية اميركا في المنطقة،" يؤكد من دون شك مدى الصدمة الى هزت البيت الابيض وافشلت ادارته لاتخاذ اي قرار في الرد وهي تعلم جيدا انها مقامرة خطيرة جدا فيها اذا ذهبت للتصعيد دون محاسبة النتائج التي ستكون مكلفة للغاية لها وللكيان الصهيوني والذيول في المنطقة.
ان يأتي الهجوم الساحق والمزلزل بعد اسبوع واحد من الهجوم على محيط تدمر يدلل بوضوح وقوة ان محور المقاومة قرر من الآن فصاعدا ان يستهدف رأس محور الشر الذي اصبح اليوم لا امان له في المنطقة فما بالك بالكيان الصهيوني والذيول الذين هم تحت الحماية الاميركية!
ضربة التنف الجريئة والمزلزلة هي الثانية من نوعها بعد استهداف قاعدة عين الاسد الساحقة التي ادخلت الادارة الاميركة الى غرفة الانعاش ولم تخرجها لحد الان. فضربة التنف بحق هي رسالة بليغة ومن العيار الثقيل لواشنطن بان تزن الامور بموازينها حيث كُشف ظهرها تماما بعد هذه الضربة التي تأتي بعد اسبوع واحد على هجومها المشترك مع الكيان الصهيوني على معسكرات محيط مدينة تدمر رغم التحصينات والاسلحة المتطورة التي هي من احدث ما انتجته الترسانة الاميركية وكذلك جهوزيتها القصوى بعد التهديد القاسي لغرفة عمليات حلفاء دمشق الا انها عجزت عن التصدي للهجوم وهذا دليل ساطع على انها لم تستطع من الان فصاعدا حتى حماية نفسها فكيف ستقنع الكيان الصهيوني والادوات بتوفير الحماية لهم؟!
ان قرار محور المقاومة في الرد على هجوم تدمر ومعاقبة المعتدي بهذه السرعة اثبت للقاصي والداني انه لا خطوط حمراء امامه وانه يتعامل بنفس اسلوب محور الشر بعدم تبني العملية وهذا ما يزيد قلق الادارة الاميركية ومن يدور في فلكها بانهم يواجهون قوة جبارة لا تقهر لانها تسند ظهرها ليس لشعوب المنطقة فقط بل للشعوب الحرة والشريفة في اية بقعة من العالم.
وما كان مضحكا وهزيلا بعد الضربة الماحقة على التنف والتي اسقطت الهيبة الاميركية وحيثيتها بعيدا عن ما نجم من خسائر كبيرة اعترف بها معهد "الشرق الاوسط" الاميركي دون ذكر واشنطن للتفاصيل خشية من التصعيد وما يلحق بها من فضائح تكشف خواء القوة الاميركية امام محور المقاومة الذي يمسك اليوم بزمام الامور والارض في المنطقة.
ان بيان "القيادة الوسطى" للقوات الاميركية بان "الرد سيأتي في الزمان و المكان المناسبين" هو مجرد ذر الرماد في العيون وبالتالي يؤكد ان الادارة الاميركية وخشية من التصعيد والعواقب الوخيمة لاية حماقة ستفكر الف مرة قبل ان تبت في الرد على التنف، لان ذلك سيواجه بردود قاسية قد تفلت الامور من عقالها وتفتح الباب امام حرب اقليمية لا تنتهى الا بنهاية الكيان الصهيوني والذيول وهذا ما لا تجازف به اميركا بالمطلق في هذا الظرف الذي يمتلك محور المقاومة اقوى الاساليب الردعية لمعاقبتها واخراجها من المنطقة.