بومبيو.. منع إي تقارب إيراني سعودي هو مصلحة "إسرائيلية"
قبل ايام أجرت صحيفة "تلغراف" البريطانية مقابلة مع وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو، مر من امامهما اغلب المراقبين مرور الكرام، الا انها كانت مقابلة في غاية الاهمية، لما تضمنته من مواقف تعكس النظرة الحقيقة لامريكا الى منطقة الشرق الوسط، ودور امريكا في نشر الفوضى والفتن بين دولها وشعوبها، من اجل عيون "اسرائيل".
في تلك المقابلة دعا بومبيو، الرئيس الأمريكي جو بايدن على أن يصبح أكثر صرامة مع إيران، واضاف "ان السعودية بحاجة إلى رؤية قيادة أمريكية قوية، وبحاجة إلى رؤية أمريكا تؤكد لها أنها ستدعمها، ولا سيما في ما يتعلق بالتحدي الذي تمثله جمهورية إيران الإسلامية".
بومبيو كشف في تلك المقابلة عن الهدف وراء دعوته بايدن الى ان يكون اكثر صرامة مع ايران، وهذا الهدف هو "ضمان تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية"، حيث قال صراحة:"ان تعامل بايدن بحزم أشد مع إيران ضروري إذا كان يأمل في إقناع السعودية بأن تصبح الدولة العربية التالية التي تقيم علاقات مع إسرائيل".
بومبيو اكد للصحيفة البريطانية :" أنا مقتنع بأنه سيكون هناك المزيد من الدول التي ستنضم إلى اتفاقيات أبراهام، وفي يوم من الأيام ستنضم المملكة العربية السعودية أيضا.. وما لم يتخذ بايدن موقفا أكثر صرامة تجاه القوات المدعومة من إيران في المنطقة، مثل الحوثيين في اليمن، فقد لا يتحقق الاتفاق الإسرائيلي-السعودي".
ليس صدفة ان يجري بومبيو هذا اللقاء الصحفي وفي الوقت الذي تشهد جولات المفاوضات بين ايران والسعودية تقدما من اجل حلحلت المشاكل التي تعترض العلاقات الثنائية، فالرجل ادرك ان محولاته ومحاولات ادارة رئيسه ترامب، لدفع الدول العربية نحو التطبيع مع "اسرائيل" قد تذهب ادراج الرياح، مع تقدم المفاوضات الايرانية السعودية.
قلق بومبيو من حصول تقارب ايراني سعودي هو الذي دفعه الى ان يكشف عن ، بهذا الوضوح، الجهة التي كانت ومازالت وراء كل الازمات والفتن والصراعات والحروب التي تعصف بمنطقة لشرق الاوسط، لتأزيم اوضاعها ودفع دولها الى التطبيع مع "اسرائيل"، هربا من "عدو وهمي" اختلقته امريكا، وهو ايران، وهو هدف لن يتحقق في حال تركت امريكا المنطقة ودولها لحالهم، دون اي تدخل، كما يرى بومبيو.
محاولات بومبيو وسعيه لعرقلة اي تقارب بين المسلمين، بهذا الشكل العلني والفاضح، يجب ان يكون دافعا لجيران ايران للتفكير مليا، قبل الوقوع في حبائل امريكا، التي لا يوجد في افق سياستها في منطة الشرق الاوسط، إلا "اسرائيل"، وكل ما عداها ليسوا سوى ادوات لحفظ امنها.