اليمن يعظم الاسلام والسعودية تتمرد عليه
لولا الايمان المتجذر في اعماق الشعب اليمني واعتزازه بانتمائه للاسلام المحمدي الاصيل، لما نزل بهذا الزخم العظيم الذي فاجأ العالم الى شوارع وساحات 14 محافظة يمنية حيث عبرت الحشود المليونية وفي وقت واحد عن اصدق مشاعرها ومحبتها لرسول الله (ص) بذكرى مولده الشريف الذي يمضي عليه 1443 عاما.
كفى الشعب اليمني فخرا وعزا ان يحتفي بهذه المناسبة وهو يعتبر نفسه من احفاد الانصار وكذلك اعتزازه الشديد بان شرفه رسول الله (ص) عندما بعث الامام علي (ع) موفدا له الى اليمن.
غير ان هذا الحضور المليوني للشعب اليمني وفي ظروف الحصار والتجويع والحرب الظالمة المستمرة منذ سبع سنوات له دلائله ومعانيه الكبيرة بتوجيه رسائل دينية وسياسية الى العالم والاقليم بانه شعب متماسك وملتحم جذريا بقيادته الحكيمة والفذة المتمثلة بالسيد عبد الملك الحوثي وهو رهن اشارته وهذا امر نادر بين دول العالم ومن غير الممكن والمستحيل ان تستطيع الدول الغربية بما فيها اميركا التي تعتبر نفسها من أرقى الديمقراطيات ان تحشد شعوبها في الساحات وبهذا الحجم المليوني .
لكن ما ميز احتفالات الشعب اليمني الاصيل هذا العام عن الاعوام السابقة انها كانت الاضخم والاكبر في تاريخ اليمن وهذا ما اثار دهشة واعجاب العالم الاسلامي لشعب فقير ومستضعف ان يرسم وبحضوره المليوني في 31 ساحة من محافظات اليمن، لوحة بشرية رائعة وفريدة قد لانجد لها نظيرا في العالم.
غير ان هذه المناسبة المباركة التي خرج بها الشعب اليمني عن بكرة ابيه مجددا البيعة والولاء لرسول الله (ص) كقائد عظيم للامة الاسلامية والانسانية جمعاء، كانت في الواقع بمثابة استفتاء شعبي عارم يقف خلف قيادته السياسية الحكيمة صفا واحدا للدفاع عن حياض اليمن ومحاربة العدوان الاثم للتحالف الاميركي و العربي المتصهين الذي يريد النيل من ارادته وسيادته الوطنية.
ومايزيد الشعب اليمني العظيم وقيادته المؤمنة الفذة والشجاعة فخرا وشرفا بأنه ورغم ظروفه الصعبة في ظل الحصار والحرب الظالمة ينذر نفسه للقضية الفلسطينية ويدافع عنها بقوة قولا وعملا وهي بذلك يوجه بوصلته نحو القضية الفلسطينية المركزية بالعرب و المسلمين وهذه ليست المرة الاولى التي يعلن عنها القائد عبد الملك الحوثي " بأننا جزء من المعادلة التاريخية التي اعلن عنها السيد نصر الله في الحرب الاقليمية للدفاع عن القدس " وهذا دليل قاطع على التزام اليمن شعبا وقيادة بالدفاع عن فلسطين وشعبها المظلوم.
لكن المفارقة الكبرى ان اليمن وشعبه الذي يعظم الشعائر الاسلامية ويحتفي وبشكل غير مسبوق بمولد سيد الكائنات النبي العظيم محمد (ص) وبين الجارة السعودية التي تحتضن اشرف واعظم المقدسات الاسلامية وتدعي انها خادمة الحرمين الشريفين تحيد عن الاسلام وينشر محمد ابن سلمان هذه الايام الفسوق والفجور والمجون في ربوعها بذريعة محاربة التطرف لكنه في الواقع يحارب الاسلام.