"تل ابيب" ترتعد خوفا
تحذيرات المسؤولين الصهاينة سواء كانوا سياسيين او خبراء عسكريون لحكومة نتنياهو على الخصوص من مغبة ارتكاب اية حماقة جديدة ضد حزب الله ووليدة اليوم. لانه ومن خلال التقارير التي ينشرها الاعلام الصهيوني تظهر ان الكيان الغاصب غير قادر على الصمود امام صواريخ المقاومة التي تنهال عليهم كالمطر الغزير. وكأنهم دوما يستشرفون المستقبل الاسود الذي ينتظرهم فيما اذا ارتكبوا خطأ ما.
ولم يكن هذاالامر ضمن التصورات الوهمية بل هي حقيقة واقعة عاشها الاسرائيليون على الواقع ومنذ 2006 وليومنا هذا لم يتمكن الكيان الغاصب للقدس ان يحقق اي انتصار على المقاومة سواء كانت اللبنانية او الفلسطينية بل ينتهي الامر الى استجدائهم المجتمع الدولي او الدول المؤثرة لان تتدخل لايقاف استمرار سيل الصواريخ الذي يدفع بهم كالجرذان بالذهاب الى الملاجئ.
ولكن ما كتبه المؤرخ والمحلل الاسرائيلي يوسي بلوم هليفي في صحيفة "معاريف" العبرية قد جاء مختلفا من كل التقاريرالسابقة اذ يعكس حالة الخوف والذعر الكبيرين من حلال تأكيده "انه ومنذ قيام اسرائيل كانت حروبها ومعاركها تدور في ساحات خارج الحدود، لكن اليوم تغيرت المعادلة فلأول مرة منذ حرب 1948 ستكون الحرب القادمة مع اسرائيل حرب تدمير شامل من "غوش دان" وحتى "ديلوت" وفق معظم تقييمات ابحاث الامن القومي". وذهب به الخوف والقلق بعيدا الى القول "ان جميع انحاء البلاد في الحرب القادمة ستكون تحت قصف مستمر بالاف الصواريخ الدقيقة يوميا الى جانب الهجمات البرية على المستوطنات الحدودية يتخللها عمليات من الداخل الفلسطيني."وخلص الى القول "ان هذه الحرب ضد اسرائيل قادمة لامحالة وتوقيت اندلاعها غير معروف وستكون بشكل واضح تدمير دولة اسرائيل".
ولم يكن المحلل والخبير العسكري الصهيوني هيلفي يملك هذا التصور بل ان اغلب الخبراء الصهاينة لديهم هذا الخوف والقلق والارباك بحيث ان احد هؤلاء قالها وبصورة اوضح ان الحرب القادمة ستكون في قلب تل ابيب".
اذن ومما نقدم فان خروج مثل هذه التصريحات تحمل طياتها الكثير من المداليل والتي لابد من الوقوف والتمعن فيها. خاصة وان العلاقة اليوم بين الكيان الصهيوني واميركا تشوبها حالة من البرود بحيث ان اسرائيل وعلى لسان بعض مسؤوليها صرحت ان "اميركا قد خذلت اسرائيل لانها لم تستمع لنصائحها باعلان الحرب على ايران."
والاهم في الامر ان ما ذهب اليه المحللون والخبراء الصهاينة لا يخرج عن القواعد الا ان المزيد من التهويل فيها يراد منه هو توجه المجتمع الدولي نحوها للحصول على المزيد من المساعدات والاهتمام كما قالت ميركل عن زيارتها لتل ابيب امس ان امن اسرائيل هو جزء من الامن الالماني".
ولكن في نهاية المطاف كما قال هيلين ان معادلة الصراع بين المقاومة والكيان الصهيوني مختلفة عن سابقاتها وهوالواقع بعينه، ولذا فان هذا الامر سيضع اسرائيل امام طريق واحد الا وهو ان تقف عند حدها وان لا تتجاوز الخطوط الحمراء والا فان مصير بقائها ستحدده صواريخ المقاومة التي لا ترحم المعتدين والحمقى.