اجواء لبنان باتت عصية على الاحتلال الصهيوني
اجواء لبنان اليوم ليست هي الاجواء الذي يستطيع فيها الكيان الصهيوني ان يخترقها متى شاء ويستهدفها في اي وقت كان. وهذا ما ادركه الخبراء العسكريون الصهاينة قبل غيرهم من خلال تقاريرهم وتحاليلهم التي اخذت تظهر على صفحات وسائل الاعلام الصهيونية او التي ترسل بعضها الى القيادات السياسية الصهيونية.
والكيان الصهيوني يدرك ان قواعد الاشتباك قد اختلفت عن سابقاتها جملة وتفصيلا بحيث ان عملية الهجوم والفرار قد ذهبت وولت وهو ما شاهده العالم عندما استهدف الكيان الصهيوني الجنوب اللبناني ولم تمض فترة حتى سقطت صواريخ المقاومة على رؤوس قطعان المستوطنين باستهداف مستوطناتهم والتي خلقت حالة من الرعب والخوف لانهم لم يتوقعوا ان الرد سيكون بهذه السرعة.
ومن الملاحظ ان الكثير من المحاولات التي كانت تستهدف انتهاك الاجواء والسيادة اللبنانية من قبل صواريخه او طائراته الحربية والمسيرة فانها تبوء بالفشل ولم تستطع ان تحقق اهدافها.
والخميس الماضي اعلن حزب الله انه اسقط طائرة مسيرة للجيش الصهيوني في محيط بلدة ياطه جنوبي لبنان وقد تم انزالها سالمة باستهدافها وبالاسلحة المناسبة. وقد لم تكن هذه الحادثة هي الاخيرة بل انه وعلى مدى سنوات ماضية استهدف حزب الله عدة طائرات اسرائيلية وتمكن من اسقاطها. وقد ترك موضوع اسقاط هذه الطائرة المسيرة اثار والقى بظلاله على الخبراء العسكريين الصهاينة كما جاء على لسان الخبير العسكري الصهيوني "رون بن بشاي" وهو الوثيق الصلة بكبار الجنرالات الصهاينة بقوله: ان حزب الله دأب في الاونة الاخيرة على اطلاق صواريخ مضادة للطائرات على طائرات اسرائيلية بدون طيار مما يعكس ان الحزب قد ادخل تحسينات على نظامه المضاد للطائرات تسمح له بضرب الطائرات الاسرائيلية بدون طيار": ويضيف "انه مما يعكس ان حزب الله يحاول بتقييد حركة سلاح الجو الاسرائيلي في لبنان".
وبنفس الوقت وعلى نفس المنوال تناول الاعلام الصهيوني حادث اسقاط الطائرة المسيرة بالقول "ان انزال المسيرة العسكرية سالمة يعد نوعا من الانجاز لحزب الله مما سيخدمه من الناحية الاستخبارية". وخلص الاعلام الصهيوني الى القول انه "يمكن القول انها مرحلة اضافية من حرب المسيرات".
واخيرا والذي يمكن الاشارة اليه ان سيد المقاومة حسن نصر الله قد هدد وحذر الاحتلال الصهيوني سابقا بالتصدي للطائرات المسيرة وقال خلال كلمته له عام 2019" اننا من الان فصاعدا سنواجه الطائرات المسيرة الاسرائيلية عندما تدخل سماء لبنان وسنعمل على اسقاطها.
لذا ومما تقدم يمكن القول ان يقظة ووعي مقاومة حزب الله تأتي بثمارها يوما بعد اخر بحيث استطاعت ان تغير معادلة الاشتباك وبصورة فاجأت فيه العالم.
ولذا فعلى الكيان الصهيوني ان يدرك ان لدى المقاومة من المفاجآت التي ستجعله يندم على ارتكاب حماقة ضد لبنان مما يفرض على قادته العسكريين بالدرجة الاولى والسياسيين ان يحسبوا حساباتهم وبدقة متناهية لان الرد القادم سيكون مختلفا عما هو عليه اليوم.