مقاومة الأنسولين تضاعف خطر الإصابة باضطراب اكتئابي كبير
قال باحثون في دراسة نُشرت في المجلة الأمريكية للطب النفسي إن مقاومة الأنسولين يُمكن أن تضاعف من خطر الإصابة باضطراب اكتئابي كبير.
يؤثر الاكتئاب على أكثر من 300 مليون شخص حول العالم؛ يعاني الكثير منهم من اضطراب اكتئابي شديد في وقت ما خلال حياتهم.
تشمل أعراض الاضطراب الاكتئابي الكبير الحزن المستمر واليأس والخمول واضطرابات النوم وفقدان الشهية. بعض العوامل التي تساهم في هذا المرض المنهك بشدة هي صدمات الطفولة، وفقدان أحد الأحباء أو ضغوط جائحة كورونا المستجد، وهي أشياء لا يمكننا منعها. لكن مقاومة الأنسولين يمكن الوقاية منها أو تقليلها أو القضاء عليها عن طريق النظام الغذائي وممارسة الرياضة، وإذا لزم الأمر، الأدوية.
أكدت الدراسات أن 1 من كل 3 على الأقل يعاني مع مقاومة الأنسولين وغالباً دون معرفة ذلك.
ولا تنشأ الحالة عن نقص في قدرة البنكرياس على إفراز الأنسولين في مجرى الدم، كما يحدث في مرض السكري من النوع الأول، ولكن بسبب انخفاض قدرة الخلايا في جميع أنحاء الجسم على الاستجابة لهذا الهرمون.
تتمثل مهمة الأنسولين في إخبار خلايانا بأن الوقت قد حان لمعالجة الجلوكوز الذي يغمر الدم بسبب تناولنا له، أو تصنيعه في الكبد أو كليهما.
وتستخدم كل خلية في الجسم الجلوكوز كوقود، ولكل خلية من هذه الخلايا مستقبلات على سطحها. وعند الارتباط بالأنسولين، تشير إلى ابتلاع مصدر الطاقة الثمين.
لكن نسبة متزايدة من سكان العالم يعانون من مقاومة للأنسولين لأسباب مختلفة، بما في ذلك الإفراط في تناول السعرات الحرارية، وعدم ممارسة الرياضة، والضغوط الحياتية وعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم.
في ذلك المرض؛ تفشل مستقبلات الأنسولين في الارتباط بالأنسولين بشكل صحيح. في النهاية، تصبح مستويات السكر في الدم مرتفعة بشكل مزمن. بمجرد أن تظل هذه المستويات أعلى من نسبة معينة، يكون التشخيص هو مرض السكري من النوع 2، وهي حالة قابلة للعلاج ولكنها غير قابلة للشفاء.
ويمكن أن تؤدي مضاعفات مرض السكري من النوع الثاني إلى اضطرابات القلب والأوعية الدموية والدماغية، والاعتلال العصبي، وأمراض الكلى، وبتر الأطراف وغيرها من النتائج الصحية الضارة.
وهناك بالفعل روابط بين مقاومة الأنسولين والعديد من الاضطرابات النفسية. على سبيل المثال، تبين أن نحو 40% من المرضى الذين يعانون من اضطرابات المزاج مقاومون للأنسولين.
لكن هذه التقييمات استندت إلى دراسات مقطعية والتي تشمل مجموعة صغيرة من السكان في نقطة زمنية واحدة. لذا؛ لجأ الباحثون إلى استخدام الدراسات الطولية والتي عادةً ما تتعقب الأشخاص على مدار سنوات أو حتى عقود ويمكن أن تحدد المرض الذي جاء أولاً.
وحصل العلماء على بيانات من دراسة طولية مستمرة ترصد أكثر من 3000 مشارك بتفاصيل دقيقة للتعرف على أسباب وعواقب الاكتئاب.
حلل فريق من جامعة ستانفورد بيانات من 601 رجل وامرأة بمتوسط أعمار 41 سنة؛ من وقت التحاقهم بالمدرسة، حيث لم يكونوا يعانون من الاكتئاب أو القلق؛ وحتى نهاية الدراسة.