حان الوقت لبن سلمان تجرّع الكأس المرّ قبل وقوع هذا الامر!
اوفدت الولايات المتحدة الامريكية موفدها مستشار الأمن القومي جيك سوليفان للسعودية لتوصل رسالة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان مفادها عليه الاسراع بوضع حد للحرب في اليمن والقبول بمقترحات صنعاء واولها رفع الحصار ووقف القتال وفتح مطار صنعاء.
ولكن مراقبون اكدوا، انهم تعودوا على الوعود الامريكية الزائفة وعلى المماطلة السعودية في الملف اليمني منذ اكثر من ثلاث سنوات عندما بدأت المفاوضات في هذا الملف تأخذ منحنى مكثفاً وعالي المستوى.
واوضحوا، انه لحد الان لم تلمس صنعاء اي محاولات جدية امريكية او سعودية، وكانت جميعها عبارة عن مناورات سياسية تحاول المماطلة وتريد وقفا لاطلاق النار من دون فصل الوضع الميداني العسكري عن الوضع الانساني.
واكد المراقبون، ان الولايات المتحدة الامريكية شعرت اليوم بان الامور خطيرة وسقوط مدينة مأرب سيكون حد الفيصلين في المعركة اليمنية السعودية، بعدما تراجعت الى الخلف وتخلفت عن السعودية وتركت محمد بن سلمان معلقاً على رأس شجرة، ها هي عادت لتقول ومعها البريطانيين، سنضع كل ثقلنا العسكري والسياسي لكي نصل باسرع وقت ممكن بحل الازمة اليمنية، وضرورة "ألا تسقط مدينة مأرب لكي لا يكون هناك مفاوض قوي على الطاولة بوجهنا وعلينا ان نحاول أخذ موافقة يمنية لوقف النار"، بمعنى هي محاولة قد لا يكتب لها النجاح حسب رأي هؤلاء المراقبون.
في الصعيد ذاته، يؤكد ذلك ايضاً مسؤولين يمنيين في صنعاء ان الامريكي مازال يمارس الكذب والخداع منذ بدء الحرب ضد اليمن، مشيرين الى ان ادارة بايدن الجديدة اطلقت وعوداً انتخابية وللناخب الامريكي بانها ستوقف الحرب في اليمن ولكنها لم تتخذ اي خطوة بهذا الشأن.
واوضح هؤلاء المسؤولون: ان حركة انصار لا تعول كثيراً على ارسال الولايات المتحدة الامريكية مبعوثها سوليفان للسعودية ولقاء بن سلمان، وقد اتضح ان الامريكي يخدع ويحاول ان يناور في الملف اليمني ويشاركه السعودي باعتباره المنفذ للعدوان على اليمن، مؤكدين ان المعادلة قد انقلت في الميدان العسكري لصالح الجيش اليمني ولجانه الشعبية ضد المعتدين بشكل كامل، بحيث لم يعد من الممكن ان تمارس معهما تكتيكات امريكية، لافتين الى ان المسألة اصبحت محسومة وخسرت امريكا والسعودية وسقطت اهدافهما كلها في اليمن، والمناطق التي يسيطرون عليها تشهد حالة غليان وثورة شعبية بعد التدهور المعيشي والاجتماعي والاقتصادي.
لكن على خط آخر اعتبر متخصصون بالعلاقات الدولية ان امريكا دخلت في مرحلة جديدة واعتبروا زيارة المبعوث الامريكي سوليفان للسعودية ولقاء بن سلمان بأنها تختلف عن الزيارات السابقة واللقاءات والمفاوضات السابقة.
وقالوا: ان امريكا باتت ترتب جميع اوراقها وملفاتها وهي تريد ان تغلق الملفات السابقة وملفات الحروب التي انخرطت فيها بشكل مباشر او غير مباشر ان كان في افغانستان او في سوريا واليمن والعراق، مشددين على ان هذا اللقاء بالمهم جداً. واوضحوا ان سوليفان جاء للسعودية ليقول لبن سلمان بشكل واضح "ان الحرب في اليمن قد انتهت وعليك انهائها بشكل ألا تخرج بخسائر اضافية، مع المحافظة على الحماية الامريكية لك".
واستطردوا قائلين: ان امريكا قد قررت انهاء الحرب في اليمن ورفعت غطائها عن محمد بن سلمان بحربه على اليمن، وتريد ان تنسحب من كل ملفات حروب الشرق الاوسط، بعدما انهت حروبها في افغانستان.
هل فرض تقدم صنعاء في الميدان مطلباً وحيداً على الرياض هو وقف حربها؟
كيف ينظر انصار الله للمقترح السعودي بشأن رفع الحصار وفتح مطار العاصمة؟
ماذا عن محاولة واشنطن دفع السعودية خارج اليمن قبل تعاملها مع واقع أصعب؟