سوريا تجدد مطالبتها للمجتمع الدولي بإنهاء الاحتلال "الإسرائيلي" للجولان
*أوساط روسية: النظام التركي يواصل سياسة التتريك بالمناطق التي يحتلها في سوريا
جنيف – وكالات : جدد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف السفير حسام الدين آلا، مطالبة دمشق بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري.
وقال السفير حسام الدين آلا في بيان له أمام الدورة الثامنة والأربعين لمجلس حقوق الإنسان حول البند السابع “حالة حقوق الإنسان في فلسطين والأراضي العربية المحتلة الأخرى” “إن انتهاك القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومن ضمنها قرارات هذا المجلس لا يزال هو العنوان الأبرز لسلوك الاحتلال الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وفي الجولان السوري المحتل”.
وأوضح السفير آلا أن “إسرائيل” تستمر بممارساتها غير القانونية لتكريس احتلالها من خلال إقامة المستوطنات والتوسع فيها والاستيلاء على الأراضي وسرقة الموارد الطبيعية ونقل السكان إلى الأراضي المحتلة في إطار التغيير الديمغرافي المنظم الذي تمارسه ضاربة عرض الحائط بالتزاماتها بموجب القانون الدولي ناهيك عن الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي دون مساءلة عنها.
وتابع السفير آلا “إن سوريا تجدد التحذير من مخطط التوربينات الهوائية العملاقة الذي تعمل سلطات الاحتلال الإسرائيلي على إقامته على مساحة ستة آلاف دونم من الأراضي الزراعية المملوكة للمواطنين السوريين ومن الأضرار الصحية والبيئية لهذا المخطط الاستيطاني الذي يحاصر الأهالي في بؤر سكانية خانقة ويضر بموارد رزقهم الأساسية ولا سيما الزراعة التي تشكل العصب الاقتصادي لأبناء الجولان السوري المحتل كما تطالب بمحاسبة الشركات المعنية بتنفيذه على انتهاكها للقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة وإضرارها بحقوق الإنسان الأساسية للسكان”.
وبين السفير آلا أن “سوريا تشدد على أن الامتناع عن دعم الاستيطان الإسرائيلي أو الاعتراف بآثاره هو خطوة مهمة لتفكيك المنظومة الاستيطانية التي تقترن بالتغيير الديمغرافي القسري وبارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وللقانون الدولي الإنساني” لافتاً إلى أن سوريا تؤكد في هذا الإطار على أهمية البند السابع بوصفه أداة أساسية في رصد وتوثيق تلك الانتهاكات وتشكر الدول المشاركة في النقاش العام وتستهجن إصرار الدول التي تنصب نفسها حامية لحقوق الإنسان على معارضة هذا البند واللجوء إلى المعايير المزدوجة كلما تعلق الأمر بالانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان”.
وأشار السفير آلا إلى مسؤولية مجلس حقوق الإنسان ومكتب المفوض السامي عن رصد وتوثيق هذه الممارسات الإسرائيلية بوصفها انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بما فيها الحق بالتعليم والصحة والعمل والغذاء والمأوى والعيش الكريم وحرية التنقل والإقامة.
وأكد السفير آلا في ختام بيانه أن سوريا متمسكة باستعادة الجولان السوري المحتل ودعم حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على أرضه المحتلة منذ عام 1967 وعاصمتها القدس وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين تنفيذاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وتجدد مطالبتها بالانسحاب الإسرائيلي مما تبقى من أراض لبنانية محتلة كما تدعو المفوض السامي لحقوق الإنسان لتحديث قاعدة البيانات للشركات العاملة في المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة كافة وتوسيعها بما يشمل الجولان السوري المحتل.
*أوساط روسية: النظام التركي يواصل سياسة التتريك بالمناطق التي يحتلها في سوريا
أكد باحثون ومحللون سياسيون روس أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان يواصل سياسة التتريك في المناطق التي يحتلها في سورية ولا ينفذ الاتفاقات والوعود لجهة التخلص من التنظيمات الإرهابية في إدلب.
وخلال مؤتمر صحفي نظمته وكالة ريا نوفوستي عبر تقنية الفيديو كونفرانس لفت هؤلاء الباحثون والمحللون إلى أن النظام التركي يعمل على تثبيت الوضع الذي أوجده في المناطق التي يحتلها شمال سورية بطرد السكان الأصليين من أماكن إقامتهم ومنازلهم وإسكان الموالين له هناك وفرض المناهج التركية في المدارس واستخدام عملته في المعاملات اليومية إضافة إلى الاستيلاء على المؤسسات الحكومية السورية.
وأشار المشاركون في المؤتمر إلى أن الاحتلال الأمريكي لأراضي سورية يصب في مصلحة النظام التركي فضلاً عن أنه يحرم الشعب السوري من ثرواته وموارده الطبيعية.
ورداً على سؤال لمراسل سانا في موسكو قال مدير معهد الأبحاث السياسية والاجتماعية لحوض البحرين الأسود وقزوين فيكتور نادين راييفسكي إن النظام التركي لا يريد تنفيذ المهمة التي أخذها على عاتقه بفرز من يسمون “المعارضين” عن الإرهابيين والمتطرفين في إدلب بزعم أن التنظيمات الإرهابية هناك خرجت عن سيطرته.
بدوره قال الاستاذ في الأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الروسية فلاديمير افاتكوف إن مشكلة تركيا تكمن في أنها تعتبر نفسها دولة كبرى على النطاق العالمي في حين أن قدراتها تكاد لا تتجاوز الأطر الإقليمية مشيراً إلى أن ما يجمع روسيا وتركيا لا يتعدى المجال الاقتصادي والتجاري وهذا جزء بسيط مما يفرق بينهما سياسياً وجيوسياسياً ودبلوماسياً.
من جهته أكد مدير مركز دراسات تركيا المعاصرة في معهد الاستشراق الروسي عمور غادجييف أن أردوغان لا يأبه بالتحالف الأمريكي مع ميليشيا (قسد) لأن هذا التحالف مريح لنظامه لكونه موجهاً ضد سورية وشعبها من جهة ويبعد هذه الميليشيات عن الحدود مع تركيا من جهة أخرى.
ولفت إلى أن زيارة أردوغان إلى نيويورك الأسبوع الماضي لم تكن ناجحة مشيراً إلى أن الصحف الأمريكية لم تصف تركيا بالدولة الحليفة للولايات المتحدة بل اكتفت بالإشارة إلى أنها دولة شريكة في حلف شمال الأطلسي (ناتو).
رئيس قسم التكامل الأوروبي في معهد رابطة الدول المستقلة الخبير العسكري فلاديمير يفسييف رأى في رد على سؤال لمراسل سانا أن مستقبل العلاقات الروسية التركية معقد جداً وأن هناك حدوداً للتقارب بين الجانبين لأن تركيا تعتبر الغرب وليس روسيا هو حليفها الأساس.
من ناحيته قال أستاذ قسم الأمن الدولي في جامعة موسكو الحكومية الكسي فينينكو إن تركيا تتبنى مشاريع التتريك تجاه شعوب البلدان المجاورة وبلدان آسيا الوسطى وقد قدمت منحاً دراسية لآلاف الطلاب من الشعوب الناطقة بالتركية ولكن ذلك لم يعد عليها بالنتيجة المطلوبة.