ما السيناريو الذي يتحرك وفقه غروسي حيال النووي الايراني؟
يرى مراقبون ان ما يطلبه الامريكيون والاوروبيون من ايران مرتبط بالامن القومي الاسرائيلي بالدرجة الاولى، في حين ان ايران تتصرف في الاتفاق النووي وفقا لمنطق بانه اتفاق مقابل رفع العقوبات والتزام ببنود الاتفاق، وعدوا ان الاشكالية الاولى تكمن هنا، وهذا ما ينكره الجانب الامريكي ويتغاظى عنه الجانب الاوروبي.
لكنهم قالوا انه برغم من تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاخير الذي اعلنت طهران رفضها لبعض التقييمات التي وردت فيه، لكنها تصر على اجراء حوار مع الحكومة الايرانية من اجل التوصل الى حل للخلافات، بسبب وجود اجماع على ان الحل الوحيد لاشكالية البرنامج النووي الايراني يتم عن طريق المفاوضات والعودة الى الاتفاق النووي، مشيرين الى ان الجانب الامريكي يصر على اعادة التفاوض على بعض النقاط المدرجة حديثا، فيما يؤكد الجانب الايراني ان الاتفاق النووي يفترض بألا يكون مرتبطاً بأي من الملفات الاخرى مثل التسليح.
من جانبهم، يرى نشطاء بريطانيون ان الموقف الامريكي الاخير حيال الاتفاق النووي الايراني، هو محاولة للي الذراع، ولفتوا الى ان الموقف الامريكي بات مختلفاً عن الموقف الفرنسي حيال النووي الايراني.
وقالوا ان صحيفة فرنسية اكدت بان ايران قد امتثلت للكثير من المتطلبات التي فرضت عليها، كما اشارت الى ايجابية زيارة غروسي لايران التي تمت مؤخراً من اجل عمل صيانة لكاميرات المراقبة على المنشآت النووي الايرانية، موضحين ان الاتحاد الاوروبي له مصالح رئيسية لعودة ايران الى الاتفاق النووي كي تكون ضمن مصاف النادي الدولي، بعد تنصل امريكا من الاتفاق النووي.
واضاف النشطاء، ان هناك شروطاً ستضعها الدول الاوروبية والتي تزداد فترة تلو الاخرى، والزام ايران بمسائل لم تدرج في هذا الاتفاق اساساً نتيجة الضغط الامريكي، مؤكدين انه ليس هناك اي تغيير في الادارة الامريكية الجديدة برئاسة جو بايدن تجاه ايران، لان اللوبي الصهيوني مازال فعالا في هذا الملف، وكذلك الحكومة الاسرائيلية الجديدة تحاول قدر المستطاع اجبار الولايات المتحدة على اتخاذ سياسات معادية لايران، وان ما بدأه ترامب يحاول بايدن تنفيذه ولكن بطريقة اخرى.
في المقابل، يرى خبراء استراتيجيون ايرانيون، ان مجيء مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي الى ايران كان طبقاً لسيناريوهات جديدة من قبل الدول الغربية في موضوع المفاوضات النووية 4+1، وان غيروسي يتحرك من ضمن نقاط مشبوهة.
وقالوا: ان غروسي استكمل تحركه بالتركيز على موضوعات موهومة مثل ملف التسليح وادراجه ضمن مفاوضات الاتفاق النووي وايجاد تشكيك في هوية وماهية البرنامج النووي الايراني.
واوضحوا ان الغرض من تحرك غروسي ضمن نقاط مشبوهة، اعطاء ذريعة للدول الاوروبية كي تتخذ موقفاً ضد ايران باتهامها ان التخصيب النووي يقترب من صنع السلاح النووي، مؤكدين ان ما يجري خلافاً للواقع باعتبار ان ايران تتحرك ضمن اطار معاهدة "ان بي تي" تحت المراقبة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وليست هناك اي شبهة في ماهية برنامج ايران النووي.
كما كشف الخبراء عن أن تحرك وسفر غروسي لايران محاولة لجس النبض وتبديل اجهزة المراقبة، كي يستفيد من نقاط الضغط لكسب امتياز من ايران.
ما الذي يرمي اليه تقرير الوكالة الدولية رغم ايجابية زيارة مديرها لايران ولم تصدر اي ادانة ضد طهران؟
هل تمارس الدول الاوروبية وواشنطن ضغوطاً على قاعدة تقارير الوكالة الوهمية؟
ماذا يعني وصف طهران التقرير الاخير للوكالة بالمضلل وغير المهني؟