kayhan.ir

رمز الخبر: 137661
تأريخ النشر : 2021September15 - 21:20

المتغطي باميركا عريان

ما اوردته وكالة رويترز خلال اليومين الماضيين نقلا عن  مسؤول عربي رفيع في منطقة الخليج الفارسي لم يفصح عن اسم بلده خشية من ان يثير  غضب واشنطن هو على الارجح سعودي حيث يشير الى مدى الهوة بين دولته واميركا الذي وصف الانسحاب  الاميركي من افغانستان بانه "انقلاب كبير في السياسة الاميركية بدرجة 180" ووقعه كان "بمثابة زلزال مدمر للخليجيين". وبالفعل هذه التصريحات تعكس مدى قلق وخيبة آمال الرياض ومن يواليها وهواجسهم الكبيرة من الاستدارة الاميركية باتجاه جنوب شرق آسيا وترك المنطقة مجبرة حيث طبعت حالة من الخشية والحيرة والترقب على وجه المراهنين على اميركا لعقود طويلة وهم يشهدون الموقف الافغاني حين تركت اميركا ادواتها وتخلت عنهم في لحظة واحدة بعد ان خدموها لعقدين متواليين وفضلت الكلاب والمشروبات عليهم.

هذا المشهد المذل والمفاجئ للانسحاب الاميركي  المتهالك من كابول اربك حسابات الحلفاء العرب في الخليج الفارسي وزعزع ثقتهم باميركا التي سرعان ما تتخلى عن عملائها عندما تقتضي مصلحتها وما اكثرهم في المنطقة.

وهذا الامر شكل للدول العربية في الخليج الفارسي صدمة في الصميم وهي تبحث عن البديل لحمايتها وبدل ان تصحح من اخطائها لتعتمد على ابنائها وابناء المنطقة في ايجاد امن ذاتي يشارك فيه الجميع لا ان تذهب في الطريق الخطأ لان الامن لا يستورد بالمطلق ، وان اية حماية اجنبية ليس لا تجلب الامن والاستقرار الى المنطقة فحسب بل بالعكس تخلق المزيد من التوترات والمشاكل للدول المعنية التي هي في غنى عنها.

بعد اغتيال ترامب للشهيد القائد قاسم سليماني ظنت  اميركا بانها ستكون اكثر امنا لكن ثبت العكس  تماما حيث تشعر اليوم بان لا مكان لها في المنطقة وعليها ان تغادرها قبل ان تدفع اثمانا لا تطيقها وهذا ما يطعن بسياستها القديمة التي كانت تركز عليها بانها الحارس لحكام الدول العربية وعلى رأسها السعودية وبدونها لم تبق السعودية اكثر من اسبوعين وهذا ما ردده ترامب عدة مرات على مسامع الملك سلمان الذي لم يتجرأ حتى الرد عليه.

فالتطورات الاخيرة التي شهدتها العلاقات السعودية ـ الاميركية تنذر بوقوع مخاطر كبيرة ومعقدة ان لم تسارع السعودية الى تقديم المزيد من التنازلات واوراق التبعية والولاء وقد تذهب الامور الى ما لا يحمد عقباها.

ففتح اميركا للملفات السرية لهجمات الحادي عشر  من سبتمبر التي تثبت تورط المملكة فيها وكذلك قرارها بسحب جميع منظوماتها الدفاعية ومنها الباتريوت يؤكد بان الامور ذاهبة الى  مزيد من التوتر في العلاقات الثنائية خاصةوان السعودية وجدت نفسها في موقف صعب يطمس من مكانتها وهيبتها امام العالم لذلك اضطرت ان تلغي زيارة وزير الدفاع الاميركي لتقول " انا موجودة".

لكن  ما هو لافت ومضحك في نفس الوقت ان تتوجه السعودية وشقيقاتها نحو الكيان الصهيوني على انه البوابة لاميركا لتستظل بحمايتها في وقت هي عاجزة عن حماية نفسها امام حزب الله وحتى غزة المحاصرة.

ويا لها من مفارقة ان تتوجه السعودية لشراء الصواريخ المضادة للجو الفاشلة من الكيان الصهيوني لتعوض عن الباتريوت الاميركي في حماية نفسها. وياليت لها ان تتعظ السعودية من تجارب الاخرين وتبحث عن طريق عقلاني ينقذها من ادران الماضي وتدخلاتها السافرة وخاصة في اليمن وتستعيد قرارها الوطني وتتخلص من التبعية نهائيا وبذلك تكون عنصرا ايجابيا لحفظ الامن والاستقرار في المنطقة وابعادها من التدخلات الخارجية التي لا تجلب لها سوى المزيد عن الشر وعدم الاستقرار.