لن يخدع "تولر" العراقيين
مهدي منصوري
اجمعت الاوساط الاعلامية والسياسية العراقية ان اميركا لا تريد ولا ترغب بمغادرة العراق، فلذلك فهي تخلق الاعذار الواحدة تلو الاخرى ظنا منها انها تستطيع ان تخدع العراقيين او تستغفلهم لتحقيق اهدافها الاجرامية في هذا البلد.
وبالامس ظهر علينا السفير الاميركي في العراق ومن خلال فضائية الحرة الاميركية بزعم غريب عجيب بقوله "أي نفوذ ايراني هو معاد للولايات المتحدة" وحاول توجيه بقاء القوات الاميركية بالعراق بالقول "لاستمرار الحرب على داعش حيث ستتولى القوات الاميركية تمكين القوات العراقية لعدم عودة هذا التنظيم".
والسؤال الذي يتبادر الى ذهن المستمع او القارئ والذي ينبغي ان يجيب عليه هذا المعتوه هو من الذي جاء بداعش الى العراق ومكنه من الاستقرار في المناطق الغربية اليست حكومته وهي لازالت ولهذه اللحظة تقوم بعملية نقل الدواعش من سوريا للاستقرار في العراق؟. فكيف لها ان تحاربه او ترمي القضاء عليه خاصة وانه لم ولن يشكل اي ضرر او عائق لمنافعها ومصالحها في العراق؟.
وفي تصريح سابق للسفير الاهوج الذي اثار حالة من السخرية والاستهزاء للمراقبين في الشأن العراقي الذي "طالب فيه حل الحشد الشعبي لان لا وجود لداعش في العراق". واليوم يطالب ببقاء القوات الاميركية لمحاربة داعش هذا التناقض الذي يحمله بداخله او تحمله ادارته لايمكن ان يقنع ابسط فرد من افراد ابناء الشعب العراقي. لان الذي اجمعت عليه كل الاوساط من ان الذي حارب داعش وانتصر عليه في العراق ليست اميركا المجرمة لانها لم تستهدف مقراتهم بل العكس استهدفت مقرات الجيش والحشد الشعبي من اجل عدم القيام بعمليات ضد داعش الاجرامي الابن المدلل لها.
واللافت والذي استغرب منه واستهجنه المراقبون ايضا قوله ان القوات العراقية والبيشمركة ستتصدر الحملة ضد تنظيم داعش مع نهاية هذا العام، ولا ندري هل ان السفير تولر قد اصابه مرض الزهايمر وفقدان الذاكرة حتى يطلق مثل هذا التصريح ولابد ان نطرح سؤالا اين كانت القوات الاميركية عندما هدد داعش اربيل والمحافظات الشمالية؟، ولماذا لم تقم بمساعدة الاكراد على طرد الدواعش لولا ان تسعفهم الجمهورية الاسلامية بعد طلب البارزاني من الشهيد سليماني بتقديم الدعم لدرء الخطر عنهم بحيث استطاعت قوات الحشد الشعبي البطلة ان تطرد الدواعش لكي تبقى كردستان العراق آمنة.
واخيرا والذي لابد ان يدركه تولر وهو يعي ذلك تماما ان نفوذ ايران ان كان هناك نفوذ كما يزعم هو لمصلحة الشعب العراقي وقد تأكد ذلك في الزيارة الاخيرة للكاظمي الى طهران والذي اعلن ان علاقاتنا مع الجمهورية الاسلامية في احسن حالاتها وانها الدولة الوحيدة التي قدمت لنا الدعم في طرد داعش من المدن والانتصار عليه ورفع خطره مما شكل صفعة قوية في جبين المعتوه تولر.
وليعلم السفير غير المرغوب به في العراق لتدخله السلبي في الشأن الداخلي العراقي والذي سبب خلق الازمات و زعزعة الامن والاستقرار فيه بانه لاهو ولاقواته سستبقى في العراق لان مطالبات الشعب العراقي اخذت تترى بطردهما او اخراجهما وباسرع وقت ممكن، وماعليهما الا ان يجهزا انفسهما بمغادرة العراق وباسرع وقت ممكن وهم احياء قبل ان يرحلوا مرغمين جثثا هامدة .