عرقلة النهوض السوري بالكمّاشة التركية الصهيونية
غالب قنديل
رغم التغييرات القاهرة والمدهشة في الميدان تستمر محاولات عرقلة نهوض الدولة الوطنية السورية وتعافيها، بدفعٍ ورعاية من الإمبراطورية الأميركية المهيمنة ومنظومة الاستعمار الغربي والكيان الصهيوني، المنخرط مباشرة في العدوان الاستنزافي المتواصل، وبمؤازرة الحكومات العربية التابعة، والنظام التركي العميل وانكشاريته الأردوغانية. وتتولى الإمبراطورية الأميركية إدارة وتحريك هذا الأخطبوط الإجرامي، الذي يجنّد في خدمته منظومات دعاية وتحريض إعلامية خبيثة.
أولا: تحت سقف ميزان الردع، الذي يفرضه الجيش العربي السوري، بات حلف العدوان الدولي الإقليمي ومعه فلول المرتزقة والعملاء الباقية على الأرض في حالة عجز وانكفاء وتراجع، بعدما تخطّت سورية ندوب السنوات الدامية، وأعادت بناء منظومات الدفاع الاستراتيجي، واستعادت قواتها المسلحة قدراتها، وبرهنت في معارك فاصلة على نهوض الحيوية القتالية، التي تبرهن عليها فصول مستمرة من عمليات تحرير الأرض، واستعادة السيادة، وتصفية بؤر الإرهاب والتكفير المتبقية في الجغرافية. وهذا التحور النوعي ساهمت فيه جهود شقيقة روسية إيرانية، وشارك فيه حليف أمين، قدم تضحيات جزيلة وسخية من الدماء، بكل التواضع والإيثار الملازمين لروح الأخوة وشراكة المصير بين المقاومة والجيش العربي السوري في معمودية ميادين الشرف والبطولة.
ثانيا: في اعتقاد جميع الحلفاء والأصدقاء ويقينهم أن سورية تخطت النفق الحرج، وهي قادرة على حسم الفصول الباقية على الأرض. ومن هنا يتطلعون إلى استشراف مستقبل الشراكات الاقتصادية، التي يسعى القائد بشار الأسد لنسجها وتعميقها، في صياغة مستقبل صعود القوة السورية الواعدة صناعيا وزراعيا وعمرانيا، والقائد الأسد لا يوفّر موردا لرفدها بالإمكانات وبالتقنيات الأحدث، من خلال شركاء الشرق في روسيا وإيران والصين. وقد باتت سورية عقدة التلاقي المشرقي في نهضتها الواعدة، وستفيض بخير عميم في المنطقة بروحها التحررية الاستقلالية وتصميم شعبها الطموح المنتج. بينما تكسّرت وتلاشت سدود التحريض والكراهية، وانهارت العوائق المانعة أمام التواصل السوري مع المحيط القريب والبعيد خصوصا. وقد بادرت دمشق بكل رفعة وتسام وإيثار، فبسطت ذراعيها لكل شقيق عائد، ونحت العتاب والحساب، حيث غلبتها نخوة ولهفة الشقيق الحريص على أخوة التراب والمصير. وهذا ما لمسه اللبنانيون، فخمدت ألسنة السوء بسحر ساحر، ودفعة واحدة.
ثالثا: من الواضح لأي قارئ حصيف أن العرقلة الاستنزافية محكومة بالفشل، ومسار التقدم السوري الهجومي سيبلغ أهدافه قريبا، ويفيض بعائده الحضاري والاقتصادي على شعب عريق وجواره وأشقائه وشركائه الكبار. وهذه الملحمة السورية الحضارية، التي تتوج ملحمة الصمود والدفاع، ستشعّ في الشرق والعالم، كعادة سورية بالريادة الحضارية والثقافية في جميع الحقب، ومنذ التاريخ القديم. ومخبول من يخامره شك بهذه الحقيقة، التي تدركها العقول الراشدة في العالم، وتتحضر لملاقاتها واحتضانها ومواكبتها. بينما يتوجّس الغرب الاستعماري، بخلاياه وعملائه وخبرائه، من مخاطر صعود القوة السورية وإشعاعها، كنموذج للتحرر والاستقلال. وما سيصدم الأعداء، ويدهش الأصدقاء، هو سرعة التعافي السوري وحيوية الشعب المجبول بتقاليد إنتاج وإبداع عريقة.
كلمة أخيرة إلى اللبنانيين، أن يعملوا بسرعة عاجلة، دون تردّد، لملاقاة الحدث السوري السعيد وبتر جميع ألسنة السوء وإخراس أبواق العمالة في بلدهم. فشراكة المصير وأخوّة التراب أبقى لهم وأجدى من ثرثرات المرضى والمعتوهين وطوابير العمالة وطبول الغرب وصهيون وجماعات الانخلاع المرتهنة.