"اللجنة الرباعية العربية".. "طبل إسرائيلي"
مواقف اللجنة الرباعية العربية المعنية بمتابعة "الازمة"! مع ايران، والتي تضم السعودية والامارات والبحرين بالاضافة الى مصر، هي تكرار، بل استساخ، لمواقف "اسرائيل" من ايران، حتى وصف المراقبون اللجنة بانها عبارة عن طبل بيد "الاسرائيلي"، ينقر عليه متى أراد اثارة الاجواء ضد ايران.
ليس مستغربا ان تقرأ اللجنة الرباعية العربية، بياناتها المترجمة عن العبرية، فدول هذه اللجنة تجاوزت التطبيع العلني والسري مع "اسرائيل" ودخلت معها في تحالف استراتيجي، ليس ضد ايران فحسب، بل حتى ضد الفلسطينيين انفسهم، ويكفي مراجعة سريعة لمواقف وتصريحات المسؤولين في دول هذه اللجنة، ضد الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، ودفاعهم عن "الحق التاريخي للشعب الاسرائيلي" في فلسطين، ودفاعهم المستميت عن "الاسرائيليين"، ضد "الارهاب الفلسطيني"، للتأكد من ذلك.
البيان الاخير للاجتماع العاشر لهذه اللجنة الذي عقدته في جامعة الدول العربية بالقاهرة، والتي عبرت فيه عن "قلقها من البرنامج النووي الإيراني وجدية التزام طهران بسلمية البرنامج، وقدرة الاتفاق على منع إيران من إمتلاك السلاح النووي في المستقبل"، جاء تكرارا لما قاله حليفهم الاستراتيجي ضد ايران، وزير خارجية الكيان الإسرائيلي يائير لابيد، في نفس الوقت في موسكو، عندما قال ان "إيران على وشك امتلاك سلاح نووي ويجب أن تعلم أنه لن يمر دون رد"!!.
يبدو ان نقر الطبال الاسرائيلي، على "طبل" المطبعين العرب في اللجنة الرباعية، أنساهم، ان حليفتهم "اسرائيل"، المغتصبة لارضهم ومقدساتهم وتهددهم كوجود، هي الوحيدة التي تمتلك القنابل النووية في المنطقة، وترفض الانضمام الى معاهدة حظر الانتشار النووي "ان بي تي"، بينما ايران الجارة المسلمة، التي يناصبونها كل هذا العداء الطائفي الغبي، هي عضوة في معاهدة حظر الانتشار النووي، ولديها برنامج نووي سلمي، ورغم ذلك هي الأكثر خضوعا للتفتيش بالعالم!!.
اما ما جاء في البيان عن دور ايران في المنطقة، فهو ايضا استنساخ لمواقف "اسرائيل" الغاضبة من دور ايران في افشال مخططاتها بالمنطقة ، والتي كانت ترمي الى تقسيم دولها وشرذمة شعوبها، من اجل ابعاد اي تهديد يمكن ان تتعرض له "اسرائيل"، وهي مخططات ما كانت لترى النور لولا السعودية والامارات والبحرين، عبر استخدام الدولار النفطي والوهابية التكفيرية والاعلام الطائفي.
اتهامات "اسرائيل" وحلفائها العرب لايران، لم تعد تنطلي حتى على السذج، فالدول العربية، التي تشعر "اسرائيل" بـ"خطر منها"، تتعرض اليوم الى محاولات للتقسيم ، بذرائع مختلفة، مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا والسودان، وحتى مصر، التي وقعت للاسف الشديد في "فخ الدولار" السعودي الاماراتي.
الانظمة العربية الرجعية، في السعودية والامارات والبحرين، ومن اجل التشويش على الراي العام العربي، الذي بات مدركا للدور الوظيفي لهذه الانظمة في خدمة الاجندة الصهيونية، تحاول استخدام لغة طائفية مقززة، من اجل خلط الاوراق، والتغطية على دورها التخريبي، الا انها وفي غمرة خدمتها المجانية لـ"السيد الاسرائيلي"، تناست ان الانسان العربي لا تنطلي عليه مثل هذه الاساليب البالية، فهذا الانسان بات على يقين ان دوله معرضة للتقسيم وان مستقبله مهدد، من اجل عيون "اسرائيل"، وان ايران هي البلد الاسلامي الذي مازال يقاوم المخططات الامريكية الاسرائيلية، التي تنفذ بإيدي عربية رجعية، وتعمل بكل ما تمتلك من امكانيات على منع تقسيم الدول العربية وشرذمة شعوبها، ودفعت من اجل هذه المواقف الاسلامية الاصيلة، اثمانا باهظة، لذلك لم يعد هذا الانسان يعير اهتماما لاصوات "الطبل الاسرائيلي" الكريهة.