الرئيس الاسد: للمقاومة والشعب الفلسطيني خاصة المقدسيين دور في تحقيق انتصار "سيف القدس"
دمشق – وكالات : استقبل الرئيس السوري بشار الأسد، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة طلال ناجي، والوفد المرافق له. وتناول اللقاء تطورات الأوضاع على الساحتين السورية والفلسطينية ومجمل المسائل العربية والإقليمية التي تتداخل مع الوضع السوري والفلسطيني.
وتوقف الأسد أمام دلالات معركة سيف القدس وانعكاساتها الاستراتيجية على مسار الصراع مع "إسرائيل"، مشيداً بدور قوى المقاومة والشعب الفلسطيني وخاصة في القدس والأراضي المحتلة عام 1948 في تحقيق هذا الانتصار النوعي.
من جانب آخر، أشار الأسد إلى أهداف الحرب الاقتصادية التي تتعرض لها بلاده، مؤكداً أن الحصار الاقتصادي "جاء نتيجة لفشل قوى وأدوات العدوان عسكرياً وأمنياً".
وشدد على أن الغاية من الحصار، هي "ضرب البنية الشعبية التي صمدت طوال الحرب الكونية على سوريا"، لافتاً إلى أن الشعب السوري "قادر على تجاوز هذه المرحلة وصولاً إلى تحقيق الانتصار الناجز".
الأسد أكد أن وحدة الصف الفلسطيني والتمسك بحق العودة "يجب أن تظل القاعدة والعامل الأساسي في مسيرة معركة حركة التحرر الفلسطينية"، متمنياً لقيادة الجبهة برئاسة الدكتور ناجي "المضي قدماً بمسيرة الحرية والنضال".
بدوره، أكد ناجي أن "وحدة شعبنا الفلسطيني ومقاومته هي الخيار الوحيد للرد على برامج التيئيس والإحباط والانقسام"، مشيراً إلى أن "إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وفق برنامج سياسي مقاوم هي ما تعمل عليه الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة وتناضل من أجله لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني".
يذكر أن وفد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة ضم كلاً من خالد جبريل الأمين العام المساعد للجبهة وعضوي المكتب السياسي أنور رجا ورامز مصطفى. وتم انتخاب طلال ناجي أميناَ عاماً للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، في تموز/ يونيو خلفاً للراحل أحمد جبريل.
من جانب اخر وبعد تعطيل المجموعات الإرهابية المتحصنة في حي درعا البلد كافة الجهود والمبادرات لإنهاء سيطرتها على مصير الأهالي في الحي وجهت وحدات الجيش العاملة في درعا ضربات مركزة لمقرات الإرهابيين ومنصات إطلاق القذائف التي يستخدمونها للاعتداء على الأحياء السكنية في المدينة وحواجز الجيش.
ويأتي هذا التعطيل وعرقلة التسوية من قبل الإرهابيين في أعقاب تصريحات أطلقتها السفارة الأمريكية في دمشق عبر موقعها الافتراضي نهاية الأسبوع الماضي والتي شكلت على ما يبدو أمر عمليات للإرهابيين للتراجع عن تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه.
وذكر مراسل سانا الحربي من مدينة درعا أن وحدات من الجيش المنتشرة في محيط حي درعا البلد استهدفت بسلاحي المدفعية والراجمات منصات إطلاق القذائف التي طالت الأحياء السكنية وحواجز ونقاط الجيش بهدف إنهاء الوجود الإرهابي في الحي ونشر الأمن والاستقرار في كامل أرجاء المحافظة.
وتم أمس ضمن اتفاق التسوية تجهيز عدد من الحافلات الكبيرة وإزالة عدد من السواتر والحواجز الترابية والإسمنتية في منطقة الجمرك القديم لنقل الإرهابيين الذين يعطلون التسوية من داخل درعا البلد باتجاه الشمال السوري لكن تراجع الإرهابيين عطل العملية.
مصادر أهلية ذكرت لمراسل سانا أن أصوات الإرهابيين التي ترتفع بالحديث عن “تهجير الأهالي” خارج الحي من قبل الدولة إنما تهدف إلى تعطيل تنفيذ أي اتفاق ينهي سيطرتهم على الحي في الوقت الذي تفتح فيه الدولة أبواب التسوية على مصراعيها وهي حريصة كل الحرص على بقاء الأهالي في حيهم في حين يصر متزعمو الجماعات الإرهابية على زج المدنيين واختطافهم رهائن يحتمون بهم.
وكانت المجموعات الإرهابية التي تتحكم بمصير سكان حي درعا البلد عطلت عدة مرات اتفاق التسوية السلمية الذي طرحته الدولة في إطار جهود الحل السلمي الذي يقضي بإخراج الإرهابيين من الحي وتسوية أوضاع المسلحين والمطلوبين وتسليم الأسلحة بمختلف أنواعها الخفيفة والمتوسطة وتثبيت نقاط للجيش وإعادة الخدمات ومؤسسات الدولة لتخديم أهالي الحي.
وعلى مدى الأيام الماضية واصلت المجموعات الإرهابية المتحصنة في درعا البلد اعتداءاتها بالقذائف المتنوعة ورصاص القنص على الأحياء السكنية ما أدى إلى استشهاد عدد من المدنيين والعسكريين واصابة آخرين بجروح إضافة إلى وقوع أضرار مادية بالتوازي مع إصرار تلك المجموعات على اتخاذ المدنيين دروعاً بشرية ومنعهم من الخروج من مناطق انتشارها.