kayhan.ir

رمز الخبر: 136917
تأريخ النشر : 2021September04 - 20:32

ما أهمية تطبيق إتفاق درعا وبأي خانة يوضع العدوان الاسرائيلي على ريف دمشق؟

 

جددت سوريا مطالبتها مجلس الأمن الدولي والأمانة العامة للأمم المتحدة بالاضطلاع بمسؤولياتهما في إطار ميثاق المنظمة الدولية وإدانة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية واتخاذ إجراءات حازمة وفورية لمنع تكرارها. يأتي ذلك في وقت بدأ تطبيق اولى بنود اتفاق درعا لاخراج المسلحين من البلدة.

محللون سياسيون اعتبروا الاعتداء الاسرائيلي الاخير على سوريا بأنه يندرج في سياق الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة، وان هذا العدوان من حيث التوقيت يأتي بعيد انسحاب القوات الاميركية من افغانستان والحديث عن تراجع النفوذ الاميركي في المنطقة، فيريد الكيان الاسرائيلي ان يؤكد انه لا يزال قويا ويمتلك القدرة ويمارس العدوان وغيرها، ويعتدي على لبنان من خلال استخدام اجواءه لقصف سوريا.

اما من حيث الاهداف، فالكيان الاسرائيلي لديه اهداف دائمة وهي ضرب المراكز العلمية او المواقع الحساسة او الاستراتيجية في سوريا والتي تعنى بتطوير الابحاث العسكرية، حيث ان الاعتداء الاخير على سوريا استهدف احد المراكز العلمية في ريف دمشق.

ويؤكد المحللون ان هذا الاستهداف مدروس وليس صحيحا ما يدعيه الكيان الاسرائيلي ان كل غاراته واعتداءاته على سوريا تستهدف ما يسميه الحضور أو الوجود الايراني، بل ان هذه التصريحات هي فقط للتغطية على الاهداف الحقيقية وهي تدمير او ضرب مراكز القوة العسكرية للجيش السوري الذي نجح في ترميم هذه القوة بعد ان خربها او ضربها او دمرها الارهابيون في بدايات الحرب، فكل مواقع الدفاع الجوي والابحاث العلمية كانت هدفا للارهابيين المسلحين، واليوم بعد ان تمكن الجيش السوري من إعادة ترميم قوته وقدرته الدفاعية يحاول الاسرائيلي ان يرجع الامور الى الخلف لمصلحة الجماعات المسلحة، ان كان في ذلك تأثير.

ويرى هؤلاء أن أجندة الدولة السورية هي التي فرضت الحسم في درعا البلد، حيث يتحصن مجموعة من الارهابيين المتطرفين الذين بدأوا من هناك تفجير الازمة في سوريا عام 2011 وكانوا يتغذون من غرفة عمليات "موك" في الاردن، وبداية الازمة كانت من درعا البلد، وهؤلاء دخلوا في التسوية عندما قام الجيش السوري بعملية عسكرية واسعة وحسم المعركة في الجنوب السوري فاضطروا الى الدخول في التسوية.

خبراء عسكريون رأوا في الاعتداءات المتواصلة على سوريا من قبل الكيان الصهيوني وتركيا واميركا، سعيا من اجل اطالة امد الحرب وتحقيق أهدافهم الاستراتيجية، وان هذه الاعتداءات المتواصلة لا شك انها تسعى الى تحقيق الكثير مما يمكن للكيان الصهيوني ان يحققه بعدما فشلت جيوشه البديلة في تحقيق هدفها بالنيل من الدولة السورية.

من جهة اخرى يرى مراقبون ان العدوان الاسرائيلي الاخير على سوريا له هدفان، هدف تقني عسكري بوجود استخبارات اسرائيلية ما زالت فاعلة وتعمل داخل الاراضي السورية وهدف سياسي مميز للحكومة الاسرائيلية لوجهتين، الوجهة الاولى على المستوى الاميركي زيارة رئيس حكومة الاحتلال الى الولايات المتحدة الاميركية اخيرا، وايضا على مخرجات مؤتمر بغداد، مشيرين الى سوريا كانت الغائبة الحاضرة، ولذلك فالجهة الصهيونية تحاول ان تربك ما يمكن الاتفاق عليه على المستوى الاقليمي بين بعض الدول العربية وايران وسوريا من جهة ثانية، وربما ايضا ان هذا الاعتداء العسكري يأتي لارباك اي اتفاقات قادمة على المستوى السوري السعودي الايراني.

ويؤكد الخبراء أن المجموعات المسلحة والارهابية سواء كانت في الشمال في ادلب والشمال الشرقي مع قسد او مع داعش او مع جبهة النصرة هي جيوش بديلة لانها تخدم المشروع الاميركي في المنطقة ولانها تتكامل في اعتداءاتها وعدوانها وهدفها الاستراتيجي مع ما تخطط له غرفة قيادة الحرب الاستراتيجية ضد الدولة السورية، مشيرين الى ان الحرب في سوريا لا يمكن فصلها عما يجري في افغانستان والعراق واليمن وغزة والجنوب اللبناني.

وحذر هؤلاء من خطورة الاطراف والاذرع والاصابع التي تحرك هذه المجموعات المسلحة من الخارج، مشيرا الى ان الجماعات المسلحة ما زالت تتمسك بمناطق في درعا وتتحصن فيه وتنتظر الاوامر وتداعيات ونتائج المرحلة الاولى من الاتفاق، موضحين ان هناك جهات خارجية تحاول زعزعة الاتفاق وتخريبه وارباك الطرف الروسي وايضا جعله في موقع غير القادر على تنفيذ هذه المصالحة او على تحقيق الاطمئنان والهدوء لهذه المنطقة.

واشار المحللون الى ان درعا هي منطقة استراتيجية للكيان الاسرائيلي وكان يتمنى مناحيم بيغن ومؤسسي الكيان الاسرائيلي الدخول الى الدولة السورية وضربها، معتبرين ان درعا منطقة لها اهمية استراتيجية كبرى على مستوى الإقليم وحتى على مستوى الموازنات العالمية، ولذلك فان هناك اليوم قرار حازم عسكري من الدولة السورية لاسترجاع كل شبر من ارضها.

    ما أهمية تطبيق إتفاق درعا وإنتشار الحواجز العسكرية في النقاط المحددة؟

    هل ما جرى يؤكد على ترتيبات اقليمية لتخفيض التوتر بموافقة دمشق وحلفائها؟

    في أي خانة يمكن وضع العدوان الاسرائيلي على ريف العاصمة واسقاط صواريخه؟

    ماذا عن تحويل مجلس الأمن الى وسيلة للتشهير بسوريا عبر الاسلحة الكيميائية؟