kayhan.ir

رمز الخبر: 136446
تأريخ النشر : 2021August27 - 20:42

أميركا وذرائع العودة لافغانستان

مهدي منصوري

 

التفجير الذي حدث في مطار كابول بوجود القوات الاميركية والتي راح ضحيته اعداد من الضباط والجنود الاميركان لازال مبهما وغير معروفا لان الارقام التي ذكرت لم تفصح عن الحقيقة، ولكن رد فعل الاميركان تجاه هذا الانفجار تعكس والذي جاء متناقضا من خلال التصريحات والتي عزت بعضها الى ان التفجير ناتج عن تخلص الجيش الاميركي من بعض معداته في مطار كابل ولم يكن ارهابيا بينما اصدر تنظيم "داعش- خراسان" الاميركي بيانا اعلن فيه مسؤوليته عن هذا الانفجار.

وقد أشارت بعض الاوساط الاعلامية والسياسية ان التفجير وبوجود الاميركان لم يكن سوى لعبة اميركية قذرة  ستتكشف خيوطها بعد حين تريد ان تحقق منها اهداف في هذا البلد. لان الانسحاب الاميركي من افغانستان قد افقد واشنطن مصداقيتها في المنطقة والعالم ووضع حلفائها امام صورة مأساوية خصوصا بعد ان تخلت عن حلفائها وعملائها في افغانستان، ولذا من اجل ان تعيد البوصلة الى محورها فانها قامت بهذا العمل الجبان كما  افصح عنه وزير الدفاع الاميركي السابق ليون بانيتا ان "الجيش الاميركي سيضطر الى العودة لافغانستان مرة اخرى" معللا "ان الانسحاب ترك اميركا في وضع خطير وصعب للغاية"، وقد جاء  تصريحه هذا على قناة "سي ان ان" الاميركية. ولابد من التذكير هنا ان التفجير الذي اسفر عن مقتل العديد من الضباط والجنود في مطار كابل هو اعنف هجوم ضد القوات الاميركية منذ عام 2011 في افغانستان.

ومن الواضح وكما اشارت اوساط مسؤولة في  الادارة الاميركية من العسكريين على الخصوص ومن خلال  تصريحاتهم المتكررة ان القوات الاميركية جاءت لتبقى  وبذلك اعتبر الانسحاب من افغانستان بالنسبة اليهم كارثة لا يمكن تصورها ولكن وهو المعروف عن سياسة واشنطن القائمة على الخداع والتدليس فانها تخلق الذرائع من اجل استمرار بقاءها ولذلك وبناء  على تصريح وزير الدفاع الاميركي السابق بضرورة دعوة القوات الاميركية من اجل ان تكافح الارهاب الذي بدا بشكل خطرا على المنطقة اي وبعبارة اوضح ان اميركا تخرج من الباب وتعود من الشباك كما حدث في العراق. ولذا فان اميركا اليوم في حالة من الحيرة والارباك بين ان ترحل او تعود من جديد لاحتلال افغانستان عسى ولعل ان تعيد مصداقيتها التي فقدتها عالميا ومناطقيا، ولكن المؤشرات تؤكد ان ذلك بعيد المنال خاصة وان الشعوب اليوم فهمت نقاط الضعف في الجيش الاميركي وهي القادرة على ان تضغط وبقوة  من اجل ان تذهب هذه القوات وبلا رجعة وغير مأسوف عليها.