بايدن.. هزمنا في افغانستان
في تصريح له بالامس اعلن بايدن ان افغانستان هي مقبرة الامبراطوريات لكي يعطي مبررا لهزيمة اميركا العظمى المخزية امام العالم في هذا البلد الصغير والذي كلفه المليارات من الدولارات من ثروات شعوب دول مجلس التعاون الخليجي التي تواطئت وتحالفت معه.
وفعلا فان المؤشرات بدأت تؤكد من ان امبراطورية اميركا المزعومة قد اخذت بالافول والزوال وانها على طريق الانهيار لان وكمال يقول بيت الشعر العربي "اول الغيث قطر ثم ينهمر" والذي لابد من الاشارة اليه والتاكيد عليه ان مسألة زوال اميركا وغياب شمسها الحارة عن العالم لم تكن غريبة او غير متوقعة لان الامام الخميني الراحل الكبير (رحمة الله عليه) قد اعلنها وبوضوح امام العالم وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي بقوله "ان العالم سيشهد انهيار اميركا كما حدث للاتحاد السوفيتي" وبهذه العبارة الصريحة والواضحة اراد الامام الراحل (قدس سره) ان يعطي بشارة للعالم من ان هذا البعبع الاميركي سوف يتساقط ويتهاوى مستشرفا المستقبل قبل غيره.
واليوم يرى العالم وبوضوح ان اميركا العظمى هي اضعف دولة في العالم لانها لا تملك القدرة على الصمود امام اقل ريح تهب من قبل الشعوب ضدها بل تستلم رغم ما تملكه من امكانيات هائلة عسكرية وبشرية وغيرها. ولذا فان اعتراف بايدن بهزيمة اميركا هو الواقع بعينه ولا يمكن لاي احد ان يؤول الموضوع او يضعه في دائرة التبرير وباي شكل كان.
وكما تقدم يشكل تحذيرا شديد اللهجة لكل الذين وضعوا بيضهم في سلة اميركا من الدول والعملاء والخونة والاجراء الاذلاء ان يعيدوا حساباتهم من جديد وان لا يغرقوا في المستنقع الاميركي الاسن الذي شاهده العالم اليوم في افغانستان عندما تخلت وبكل سهولة عن كل الذين ساندوها ووقفوا معها وتنكرت لهم وفضلت كلابها عليهم.
ومن الطبيعي فان هذا الدرس القاسي سيطال الجميع عندما يصل وضع واشنطن الى ما وصلت اليه في افغانستان. لانه وكما يدرك الجميع ان الادارات الاميركية المتعاقبة لا تعير اي اهتمام لحكام الدول وشعوبها بل الاهم عندها هو مصالحها وحسب ولو تقاطعت مصالحها فانها ترمي الحكام والشعوب في البحر من اجل ان تنجو هي بنفسها .