"القدس 2022".. سنة فلسطين في تونس
روعة قاسم
"القدس 2022"، هي مبادرة أطلقت في تونس مؤخرا وتهدف الى وضع تصورات لتكون سنة 2022 هي سنة القدس وفلسطين في تونس.
القائمون على هذه المبادرة يؤكدون أن هناك محاولات صهيونية لإلغاء قضية القدس من خلال مسلسل التطبيع الصهيوني الذي لم يعد يعرف حدودا وبات يتغلغل في المنطقة من كل الأبواب سواء الثقافية أو الرياضية أو الاقتصادية وغيرها. من هنا أهمية ان تكون هناك مجموعة من الفعاليات والأنشطة الثقافية والشبابية على مدى عام كامل لإيصال صوت القدس الى العالم أجمع.
القدس ... العنوان الأبرز للصراع
ويقول صاحب المبادرة الكاتب والباحث في علم الاجتماع والناشط المدني هشام الحاجي لـ" العهد" إن هذه الخطوة تنطلق من أن المعركة ضد المشروع الصهيوني لن تنتهي إلا بزوال هذا المشروع، وإن تداخل العوامل السياسية والاقتصادية والحضارية تجعل من القدس العنوان الأكبر لهذا الصراع.
ويضيف محدثنا: "من هذا المنطق كانت هذه المبادرة التي تمثل رسالة من تونس لأهل القدس وأبناء فلسطين وكل العالم، رسالة تضامن ودعم و التزام. ولهذا سنسعى لأن تكون القدس حاضرة بقوة في سنة 2022 في بلادنا من خلال أنشطة وفعاليات اقتصادية ورياضية وثقافية وسياسية، ونعكف حاليا بالتنسيق مع عدد من المنظمات والجمعيات والمؤسسات سواء في تونس او فلسطين على وضع برنامج يستهدف كل الشرائح العمرية مع تركيز على اليافعين والشباب".
ويتابع: "نسعى لان نربط جسر تواصل دائم بين المغرب العربي وفلسطين لكي نوصل رسالتنا للعالم أجمع وللعدو الصهيوني كذلك ان فلسطين قضيتنا ودعمنا لها لا ينتهي عند حدود، وأنه مهما واجهت المنطقة من أزمات سياسية او اقتصادية او هزات امنية فإن فلسطين والقدس ستظل هي العنوان الأبرز والهمّ الأساسي مهما بلغت التحديات".
تونس عصيّة على التطبيع
ووجدت هذه المبادرة تأييدا واقبالا واسعا من النشطاء والفعاليات الثقافية والأكاديمية. في هذا السياق يؤكد الباحث الاكاديمي كريم عجمي لـ" العهد" أن انخراط النشطاء في هذه الحملة يؤكد أن فلسطين تبقى جزءا لا يتجزأ من هموم التونسيين وان ايمان هذا الشعب بهذه القضية الإنسانية العادلة لا ينتهي عند حد.
ويرى العجمي أن هذه المبادرة هي رسالة هامة لكل المطبّعين أن تونس عصيّة على مشروعهم ولن تركع لكل ضغوطات التطبيع الصهيونية، وأنها ستبقى العنوان الأبرز للصمود والدفاع عن كل قيم المقاومة سواء في فلسطين أو في كامل الأمة.
واعتبر محدثنا أن إطلاق هذه المبادرة في توقيت تشهد فيه تونس إرباكا سياسيا ومنعرجا مصيريا على جميع المستويات، هو أكبر دليل على أن القضية الفلسطينية ليست مناسباتية او مجرد شعارات بالنسبة للشعب التونسي، بل هي قضية ثابتة لنصرة الحق الفلسطيني الذي لا يسقط بالتقادم.