kayhan.ir

رمز الخبر: 136136
تأريخ النشر : 2021August21 - 21:34

بكلمتين قلب الطاولة على اميركا وادواتها في المنطقة

 الخطوة الجريئة والتاريخية لقائد المقاومة الاسلامية السيد نصر الله للنزول الى ساحة المواجهة للدفاع عن لبنان وشعبه وعزته وكرامته لكن هذه المرة ليست التصدي للمواجهة العسكرية بل التصدي للحرب الاقتصادية التي تقودها اميركا واسرائيل وادواتهما في المنطقة وهذا ما أثقل كاهل الشعب اللبناني بكل توجهاته واطيافه وهو يلمس اليوم مفاعليه على الارض ويتعرض للاذلال والتجويع وسط تشجيع من الادوات في الداخل الذين لا قرار لهم امام الاملاءات التي تصلهم من خارج الحدود.

غير ان التصريحات التي توالت بعد اعلان نصرالله بابحار السفينة المحملة بالمازوت بأتجاه لبنان ومن داخل طيف فريق 14 آذار، تعطي مؤشرا على تبني وتاييد مبادرة قائد الانتصارات على مستوى لبنان بمناطقه واطيافه المختلفة.

فوصول السفينة المحملة المازوت الى لبنان سالمة خلال الايام القادمة اصبحت قضية وطنية تخص كل اللبنانيين، وهذا ما شكل مأزقا كبيرا لموقف زعماء فريق 14 آذار المتماشي مع موقف الكيان الصهيوني المأزوم اساسا والذي بدء قادته يتحدثون علنا عن كيفية التعامل مع هذا المأزق اي مواجهة السفينة القادمة من ايران الى لبنان لان اي تعامل سلبي مع هذه السفينة سيرتد عكسيا عليهم وستولد نقمة الشعب اللبناني الذي سيدعم بدوره رد حزب الله الشرعي على أية مغامرة صهيونية وان كان الامر مستبعداً وان لم يتم اعتراضها فسيكون حزب الله قد حقق انتصارا آخراً على اعدائه لكن هذه المرة في البحر.

لكن الاكثر تضررا وخسارة سواء في الجانب المادي أو المعنوي كانت اميركا من هذه الخطوة الاستراتيجية التي كان الهدف منها كسر الحصار وانقاذ لبنان من مأزقه وفعلا وبعد ساعات قليلة من ابحار السفينة ارتبك البيت الابيض واهتزت جدران دوائر قراره لذلك سارعت الى اخبار السفيرة شيا في بيروت للاتصال بالرئيس عون وتقديم العرض التالي له بالسماح للبنان باستجرار الكهرباء والطاقة من الاردن عن طريق سوريا وبذلك تكون واشنطن قد دخلت في تناقض مفضوح تعري سياساتها ومواقفها المتضاربة والنفاقية تجاه الشعب اللبناني وهي اليوم تعترف بأنها هي من تقف وراء حصار الشعب اللبناني وتجويعه وفي نفس الوقت ان خطوتها هذه تضرب بعرض الحائط "قانون قيصر" المفروض على لبنان وسوريا. فاتخاذ مثل القرار الذي يفضح اميركا وسياستها الازدواجية هي ليست من صلاحيات السفيرة شيا لاننا وبحسب تجربتنا مع ممثلي الدول الغربية ومنهم الاميركي انهم لم يتجرؤا على اتخاذ اي خطوة في المفاوضات النووية مع الجانب الايراني الا بعد العودة الى عواصمهم.

ولا شك ان حزب الله وقيادته الحكيمة قد درست ابعاد هذه الخطوة الجريئة التي تتجاوز الاقليم من مختلف جوانبه وابعاده واعدت كافة الاحتمالات لمواجهة ردود الافعال الصهيونية والاميركية تجاه السفينة وما حذر منه قائد الانتصارات السيد نصر الله والتي اختصرت بكلمتين لا اكثر "الا يجربنا احد" قد قلب الطاولة على كل المخططات الصهيواميركية التي اعدت من قبل والتي صرفت لها اكثر من عشرة مليارات قد تبخرت في لحظات وها هي ادواتها في المنطقة ولبنان مردوعين اكثر من الصهاينة وبهذه الخطوة يكون حزب الله قد اسدى خدمة كبيرة للشعب اللبناني لينقذه من محنته وهو يلمس قدرة حزب الله ومبادراته الانسانية في المساعدة على ادارة البلد في الوقت الذي يرى فيه عجز خصومه من فريق 14 آذار عن القيام باية خطوة بهذا الاتجاه ناهيك عن تواطؤهم مع اعداء لبنان.