kayhan.ir

رمز الخبر: 135621
تأريخ النشر : 2021August07 - 20:28

"اسرائيل" تخضع لارادة حزب الله

 

ما كان لافتا في العدوان الاسرائيلي الغاشم الاخير على جنوب لبنان هو توقيته المبيت في عشية الذكرى الـ 15 لانتصارات تموز المجيدة التي فرض فيها حزب الله قواعد اشتباك جديدة استمرت ليومنا هذا دون تغيير الا ان العدو الصهيوني الغادر أراد ان يغير من قواعد الاشتباك الذي اذلته وبالتالي ان ينغص احتفال حزب الله بهذه الذكرى التاريخية التي كانت المفتاح الاصلي لبدء زمن الانتصارات على العدو الا انه جوبه بالصدمة الكبرى حيث جاء الرد الصاروخي بشكل صاعق ومزلزل فاجأ المؤسستين السياسية والعسكرية في آن واحد.

وبالطبع هذه ليست المرة الاولى التي تخطأ المؤسسة الامنية والعسكرية الصهيونية حساباتها تجاه حزب الله فقد اعتمدت على تقديرات خاطئة بأن حزب الله اليوم في وضع لا يحسد عليه وانه مكبل وجمهوره بالأزمة المعيشية الصعبة التي يشهده لبنان لذلك كان التصور السائد لدى العدو ان الحزب اليوم ليس هو في موقع مرتاح يستطيع الرد.

لكن رد حزب الله الصاعق والمباغت لم يتأخر في تثبيت قواعد الاشتباك من جديد ويفرض على العدو ثانية الالتزام به كما كان دارجاً على مدى  15 عاما مضت وما صدم الصهاينة اكثر من ذلك وهذا ما اعترفت به صحيفة هآرتس تبني حزب الله المسؤولية كان مدو اكثر من الفعل نفسه اضافة الى ان اطلاق الصواريخ كان استثنائيا بحجمه الى درجة ان الاعلام الاسرائيلي قد وجه انتقادات لاذعة للمؤسسات الصهيونية توحي بان هناك ارتباكا وتخبطأ واضحين في استراتيجيتها التي تحاول عبر الاعلام ان تخدع نفسها وتمنيها بأن حزب الله مردوع وبالتالي القضاء عليه سهلا واما انه دفن رأسه في التراب.

وهذه القراءة الصهيونية وتحليلها لهذا الحدث تؤكد بلا شك ان الكيان الصهيوني ومؤسساته السياسية والامنية والعسكرية قد تفاجأوا بهذا الرد القوي الذي سلب النوم من عيونهم بعد أن عاشوا لساعات وفي نشوة الرهانات الخاطئة بأن انشغال الحزب بالداخل لا تسمح له بالتحرك أو الرد كما راهنوا خطأ يوم كان حزب الله يقاتل في سوريا الا أنهم تلقوا الصفعة في وقتها وثبت لهم بالضرس القاطع ان الحزب لن يشغله شغل عن شاغل وهو متوثب في الميدان.

والنتيجة ان الكيان الصهيوني قد ابتلع الضربة ومن عيارها الثقيل  هذه المرة في عهد نفتالي بنيت الذي حضر نفسه لأول صدام مع حزب الله وكأنه أراد أن يزاود على سلفه نتنياهو بصفته "الزعيم" اليميني الأكثر تطرفا والذي يستطيع حسب تصوره الواهي ان يكسر قواعد الاشتباك، الا انه صعق في الدرس الأول ورد مردوعا يلملم ذيول الخيبة فيما ذهبت المؤسسات الصهيونية تلقى اللوم على المؤسسة الامنية والعسكرية الفاشلتين في رهاناتهما وتقيمهما للأوضاع في لبنان وخاصة حزب الله وبالطبع أن هذا الامر لم يتوقف عند هذه الانتكاسة فتداعياتها الكبيرة ستظهر على الساحة لاحقاً وقد تطير رؤوساً وتسقط الحكومة الهشة التي تجمع اقصى اليمن الى اقصى الشمال ليس لشيء سوى اسقاط نتنياهو التي كانت سياسته تدفع بـ"اسرائيل" الى الهاوية وأنهم وبزعمهم جاؤوا لينتشلوا الكيان من المستنقع والانهيار لكن القطار قد فاتهم والكيان اصبح في منحدر السقوط والزوال الحتمي انه مجرد مسألة وقت لا اكثر. فالرآية البيضاء قد رفعها "بني غانتس" وزير الحرب عندما طلب من المستوطنين في الشمال مواصلة حياتهم بشكل طبيعي وهذا معناه كفى وليس لدينا ما نقوله ثم جاء التعليق الاميركي ليكمل هذه المقولة بان "واشنطن تشجع بقوة كل الجهود للحفاظ على الهدوء بين لبنان و"اسرائيل".

وهذا ما حصده الكيان الصهيوني من خطأه الاستراتيجي بالتحرش بحزب الله واذا ما تكرر هذا الخطأ فسيكون بالتاكيد هو الاخير في حياة هذا الكيان الغاصب والمصطنع الذي لا مكان له في المنطقة اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار المواقف التي اعلنتها جميع اطراف محور المقاومة الاستعداد للمنازلة القادمة.